سؤال يفرض نفسه عن حقيقة الخلافات بين نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو ووزير المالية جبريل إبراهيم، رغم مسارعة مكتب الأخير بنفي ما أثير بخصوص ذلك من تساؤلات ظلت قائمة حول ماهية الخلاف وهل بالفعل انتقل الخلاف السياسي الى مربع الخلاف الإقتصادي، وكان الذهب هو السبب الرئيس؟
وتظل الشكوك حول الخلافات التي أثيرت قائمة، ولكن لماذا في هذا التوقيت؟ وهل سيكون النفي هو النهاية لبوادر أي خلاف؟ سياسيون ومحللون تحدثوا عن إرهاصات الازمة الاقتصادية وفرضيات الخلاف ومدى صحته داخل الجسم الحكومي بين مسؤول مجلس السيادة الثاني ومسؤول المالية بمجلس الوزراء.
خلافات ورفض توجيهات
ونقلت (الإنتباهة) امس اندلاع خلافات حادة بين نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) ووزير المالية جبريل إبراهيم.
وتسبّبت إيرادات وحصائل الذهب في نشوب الخلافات، لجهة تعمّد نائب رئيس مجلس السيادة إصدار أوامر بتوجيهها لاستيراد القمح والوقود. وكشفت مصادر للصحيفة رفض جبريل قرارات حميدتي، وطالب جبريل بوضع الإيرادات لدعم الميزانية.
وتوقّعت المصادر قيام حميدتي بإصدار قرارات جديدة حول إيرادات الذهب عبر اللجنة الاقتصادية وإلزام وزير المالية بالعمل بها. ولكن الخبير الاقتصادي محمد المصباح وصف خلاف حميدتي وجبريل بحديث واضح من سياقه بأنه مجرد (كلام ساي) على حد تعبيره، وقال في حديثه لـ (الإنتباهة) ان إيرادات الذهب من أساسها ليست ملك الحكومة بل هي اموال المصدرين، وأضاف ان ما يدور حول طلب جبريل ورفض حميدتي حديث غير صحيح، وتابع قائلاً: (ان حصائل صادر الذهب بحسب آخر منشور من بنك السودان تستخدم ٧٠% منها للسلع الاستراتيجية و ٣٠% للسلع الضرورية، وهي حق للمصدر يبيعها للبنك والبنك يخصصها لمستورد او يستورد بها المصدر نفسه، وعليه ليس هناك ما يجعلها تذهب للمالية).
نفي وتأكيد
وفي ما يتعلق بحقيقة الخلاف بين حميدتي وجبريل نفت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ما نقلته (الإنتباهة) امس عن وجود خلافات بين وزير المالية د. جبريل ابراهيم ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أوّل محمد حمدان دقلو، وقالت في بيانها إن كل ما نُشر عارٍ من الصحة، داعية وسائل الإعلام الى توخي الدقة والمهنية في النشر. واضافت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ان لديها ناطقاً رسمياً وإدارة إعلام ومستشار إعلام الوزير، ويمكن لجميع المنتمين للقطاع التواصل معهم للتحقق من الأخبار والأنباء التي تصدر عن المالية أو ما يتعلق بها.
اختلاف وجهات نظر
وبشأن ما يدور من خلاف بين السيادي والمالية حول إيرادات الذهب، يرى المحلل السياسي احمد عابدين انه في الأساس دعم الميزانية واستيراد القمح لا فرق بينها، وقال في حديثه لـ (الإنتباهة) ان القمح والمحروقات في صلب الميزانية ومن أولوياتها، معتقداً ان ما حدث بين حميدتي وجبريل نقاش حول اختلاف وجهات نظر عادي، وتم نقله للخارج بسوء نية ووقع في جرح لقحت وأخواتها، على حد وصفه، وتابع قائلاً: (قبل أسبوعين سمعنا أن السعودية رفضت زيارة البرهان فزارها واستقبله الملك سلمان وولي عهده، وقبلها قالوا حميدتي تم استقباله من قبل الأمن الداخلي لمطار موسكو، وبعدها ظهر يلتقي كل رجال الصف الأول من الروس، وقبلها قالوا ان البرهان يستنجد بمصر ضد نائبه لأنه ينوي عمل انقلاب وبعدها استقبل المصريون حميدتي في المطار، وقبل كل هذا سمعنا بعودة حمدوك ولكنه لم يعد، وما يدور الآن حرب شائعات لكسر العظام والكل يخنق الكل، والشعب (تحت قاعد يفرفر وروحه ماشة تمرق)، ولا ادري من سيحكم هؤلاء؟).
الانتباهة
خلاف طبيعي
وبالمقابل يرى المحلل السياسي صلاح الدين الدومة انه من الطبيعي حدوث خلافات حول السلطة والمال الذي تم الاستيلاء عليه بصورة غير شرعية، على حد قوله، وقال لـ (الإنتباهة): (ان اللصوص يختلفون مع بعضهم، وتمت سرقة المال والسلطة بطريقة غير شرعية، ومن الطبيعي أن يحدث خلاف بينهم، فهؤلاء سلكوا طريقاً خاطئاً لتثبيت وجودهم).