(الحديث عن الزراعة وامكانات البلاد لا يأتي بالتمني بل يتحقق بتضافر الجهود وخلق البيئة الملائمة والسياسات المحفزة والتفكير خارج الصندوق لكي نجذب الاستثمار الخاص الوطني والأجنبي)، بهذه العبارات ابتدر المدير المالى لشركة أمطار احتفالية حصاد القمح بالشمالية، وفي غضون ذلك وقف وزير الزراعة د. ابو بكر عمر البشرى على عمليات حصاد القمح بمشروع أمطار بالولاية الشمالية (الدبة)، وقال ان مخرج البلاد من الازمة الاقتصادية يكمن في زيادة انتاجية الفدان لتتراوح بين ٣٠ ــ٤٠ جوالاً للفدان، وتابع: (نزرع ملايين الافدنة ولم نخرج)، مؤكداً التزام الشركة بتسليم القمح للبنك الزراعي، فضلاً عن التزامها بسداد حصائل الصادر لبنك السودان، بجانب الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، مشيراً الى ان المساحة الممنوحة لامطار 120 الف فدان استصلحت منها خمس المساحة، وبرر ذلك لجهة ان الارض تحتاج اعادة اصلاح، كاشفاً عن ادخال امطار محاصيل وتقانات جديدة على يد خبراء في البحوث الزراعية، وأشار إلى أن نسبة العمالة السودانية بالشركة بلغت ٧٥%.
فيما أكد والي الولاية الشمالية الباقر احمد علي ان محصول القمح استراتيجي وتمت زراعته في حوالى ١١٠٠ فدان تقريباً، وبشر بانتاجية عالية للقمح يكفي احتياجات البلاد، وقال إن الولاية تفتح اذرعها لاستقبال الاستثمار الأجنبي والمحلي، وتعهد بتسهيل كافة الاجراءات للمستثمرين واردف بأن الولاية سوف تقوم بكل ما من شأنه توسيع الزراعة، مبيناً أن امطار شريك أصيل للحكومة. وأكد جاهزيه حكومته لدعم المشروع، وأعرب عن سعادته بتدشين حصاد القمح في أنحاء الولاية، فضلاً عن فتح باب الاستثمار للمستثمرين الاجانب والوطنيين.
وفي ذات السياق أعلن مدير عام وزارة الزراعة والإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية الشمالية عماد الدين تدشين عمليات حصاد القمح في الولاية في مساحة ١٢٥ الف فدان، معلناً بداية الحصاد من مشروع شركة امطار التي تعد احد المشروعات الاستثمارية.
وكشف ان المساحة المزروعة بالولاية تقدر بـ ٣٦٪ رغم الصعوبات التي واجهت الشركة في مجال الري، مشيراً الى إدخال امطار محاصيل جديدة كتركيبة محصولية في الولاية، وأوضح ان المساحة للقمح لعام ٢٠٢١ بلغت ٣ آلاف وفي عام ٢٠٢٢م ارتفعت الى ٥ آلاف فدان، منوهاً بالتطور في زراعة التقاوي وتوطين عدد من أصناف القمح، واتاحة الفرص للمزارعين لاختيار الصنف المناسب لزراعتهم، ودعا الى الاستفادة من الدورات التدريبية والخبرات ورفع الوعي وتبني التقانات لتطوير المحصول الاستراتيجي.
ومن جانبه قال المدير المالي للشركة عبد الحفيظ بكري ان هذا الموسم يجيء على خلفية ظروف استثنائية وتحديات كبرى تمر بها البلاد والعالم اجمع، حيث تلوح مخاطر شح في امدادات الغذاء وندرة في مدخلات الإنتاج الأساسية من سماد ومواد بترولية، وجزم بأن هذه الأزمات سوف تلقي بآثار كارثية على الدول الفقيرة بشكل خاص، وأضاف أن الحرب الدائرة في اوكرانيا كشفت بصورة جلية هشاشة سلاسل امداد الغذاء في العالم، وأردف بأنه بدون تأمين استدامة انتاج الغذاء يصبح الأمن القومي والسلم الاجتماعي لكثير من الدول مهدداً بهزات عنيفة.
وأعلن بكري عن انتاجية عالية، الا أنه قال: (ان التحديات التي تمر بها البلاد كادت ان تؤدي الى فشل زراعة القمح ومخاطر شح الغذاء، الا انه تم تحقيق انتاجية عالية وجودة ممتازة بتطبيق احدث الحزم التقنية)، واكد توسع الشركة في زراعة القمح بصورة مطردة للمخزون الاستراتيجي، بجانب انتاجها لتقاوي القمح وبيعها للمزارعين بأسعار تفضيلية ووفرت للبلاد عملات صعبة من خلال الصادر، واقر بوجود عراقيل بحكم الشراكة الحكومية خلقت قيوداً كثيرة في بطء الاجراءات من قبل بنك السودان ووزارة المالية في الحصول على الموافقة على تمويل لآليات الحصاد، مبيناً ان الموافقة جاءت بعد ثلاثة اشهر وقرب انتهاء موسم الزراعة، وطالب البنك الزراعي ووزارة المالية باعطاء مرونة في التعامل مع هذه الشراكة، وانتقد غياب رؤية سياسة المخزون الاستراتيجي، مؤكداً انه الى الآن لم يتم شراء القمح، وتوقع تحقيق انتاجية عالية في الموسم الحالي، وقطع بامكانية تحقيق شعار السودان سلة غذاء العالم فعلاً وليس بالتمني وبالتفكير خارج الصندوق، وجزم بأن الحرب القائمة في اوكرانيا تهدد سلاسل انتاج الغذاء في العالم، لافتاً الى انه بدون توفير الغذاء يصبح الامن القومي والسلم الاجتماعي لكثير من الدول مهدداً بهزات عنيفة، ودعا لتقييم مشروع امطار من منظور استراتيجي لمساهمته في تحقيق الامن الغذائي السوداني.
الانتباهة
وقال ممثل المدير التنفيذي لمحلية الدبة زكريا عيد ان الولاية زرعت مساحة باكثر من خمسة آلاف فدان بالقمح، مشيراً الى التزام الشركة بالمسؤولية المجتمعية والتوسع في الإنتاجية العام القادم.