كشف رئيس المعهد الافريقي الدولي للسلام ببروكسل والقيادي بالجبهة الثورية الهادي عجب الدور عن معلومات في غاية الخطورة حول قيام سد النهضة.
واتهم النظام السابق بعدم النضج فيما يتعلق بالسد مؤكدا أنه اتخذ قرارات سالبة دون أن تواجه الشعب السوداني بالمخاطر التي يمكن أن تنتج عنه.وزعم في مقابلة مع (الإنتباهة) ان انهيار سد النهضة بما يعادل ٥٠ قنبلة نووية منبها إلى أن الانهيار إذا وقع فإنه سيمحو السودان من الوجود. . تفاصيل الحوار في السياق التالي..
* حدثنا عن العقبات التي تواجه قيام سد النهضة ؟
=الوضع كارثي لسد النهضة خاصة وأنه بني في اراض سودانية في منطقة (بني شنقول ) وهي جزء من السودان وعند دخول محمد علي باشا للسودان اتجه نحو أراضي بني شنقول لانها غنية بالذهب .وفي فترة النظام البائد عاش صراعات وتوتر علاقات مع المجتمع الدولي وتورط في مشاكل كثيرة منها اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك واستغل الأثيوبيون الظروف السودانية وحدث زحف على منطقة الفشقة الصغرى والكبرى وتم احتلالها بشكل آخر وقامت بتأجير الأراضي من المزارعين لإقامة مستوطنات . الاثيوبيون حاولوا فرض سياسية الأمر الواقع برغم من أن هناك اتفاقية تمنع إقامة مشروعات مائية في الأراضي السودانية على نهر النيل او اي فروع لنهر النيل ، وقاموا ببناء سد على نهر عطبرة عبارة عن اختبار للحكومة السودانية التي لم تحرك ساكنا وكذا المصرية التي ايضا لم تحرك ساكنا، وبدأ الاثيوبيون بمشروع سد النهضة وهو مشروع كارثي مشروع كبير جدا يخزن ٧٤مليار متر مكعب من حصتي السودان ومصر ، و سد الرصيرص يخزن ٧.٥ مليار متر مكعب وهو أكبر سد في السودان وبالتالي الخطورة بان سد النهضة يعادل نحو ١١مرة حجم سد الرصيرص ويبعد ١٥ ميلة من سد الرصيرص ،وبحيرة السد تبعد حوالي ٥٠٠ كيلو من منطقة الأخدود الافريقي التي ذكرت خرائط كنتورية بانها منطقة انزلاق أرضية وفيها كوارث بل اعتمدت اثيوبيا على سياسة الأمر الواقع وليس لديها اي وثيقة قانونية تثبت إقامة السد بل استغلت الوضع السوداني “الهش” والوضع في مصر بعد وفاة حسني مبارك وانشغال المصريين بالسياسات الداخلية وقامت ببناء جزء من السد مما اضطر حكومتي السودان ومصر بتوقيع اتفاقية المبادئ ٢٠١٥، وهذا هو المستند الرسمي الوحيد الذي تحتج به اثيوبيا بان لديها الحق في بناء السد بشكله الحالي.
* على الرغم مما ذكرت إلا ان هنالك كثيرا من الخبراء السودانيين يتحدثون عن إيجابيات السد، ففي أي اتجاه يمكن قراءة هذه الأمر؟
=هؤلاء اعتبرهم غير صادقين .
*كيف؟
=يتحدثون وفق الأجندة الاثيوبية بامتياز وبمعلومات غير علمية وغير دقيقة يقولون بان السد يمنح السودان دورات زراعية ويوفر ريا دائما يلطف الأجواء بسبب وجود بحيرة وهذا خواء، و يوفر كهرباء رخيصة، والسودان يمكن ان يستورد طاقة من اثيوبيا بالاضافة إلى ان السودانيين يعتقدون ان اتفاقية ١٩٥٩منحت السودان ١٨.٥مليار متر مكعب من المياه و٥٥ مصر كان هناك ٦.٥مليار تذهب من السودان لمصر كدين من المياه، والسودان لم يستفد منها، كما ان الخبراء السودانيين في عهد النظام البائد كانوا يروجون لذلك وانهم غير صادقين ، وأعتقد ان السودان دولة وليس جمعية خيرية وان السد الآن يبعد ١٥ميلا من السودان قابل للانهيار.
وفي ثلاثينيات القرن الماضي الامريكان حاولوا إقامة سد في المنطقة ولكنهم قدموا نصائح للاثيوبيين بأن لا تزيد المياه المخزنة في منطقه السد عن ” 13″مليار متر لان المياه المخزنة بهذا الشكل تمثل مخاطر ، والآن سد النهضة يحمل 74 مليار متر مكعب واذا انهار السد ستنهار كل المدن السودانية وستمحى من الوجود وهذا خطر حقيقي يمكن السودان أن يتعرض لهجوم بفعل فاعل لأن اثيوبيا تعاني من صراع داخلي وهناك مجموعات متفلتة يمكن ان تقوم بالهجوم على السد وبالتالي يمكن للسودان ومصر الدخول في صراع مع اسرائيل او دولة أخرى وتقوم اثيوبيا بتفجير السد ويحدث غرق للدولتين، وإذا تحدثنا عن نظريات التخطيط الاستراتيجي فان الدول يجب ان لا تخاطر بمستقبلها بالاضافة لظهور الزلازل بسبب حجم المياه وان انهيار السد يعادل ٥٠قنبلة نووية كمثال ( هروشيما ونجازاكاي) التي تم ضربها بقنبلة نووية وتم دمار شامل ، وهذا السد سوف يدمر السودان دمارا شاملا، اثيوبيا قامت بأخذ حصة مياه السودان ومصر وحصة مياه النيل الازرق الحكومة السابقة كانت غير ناضجة اخذت قرارات سالبة الخبراء لم يواجهوا الشعب السوداني بمخاطر السد ولم تواجه الشعب السوداني بالحقيقة بجانب ان هناك مخاطر اخرى اذ لم يعاد ترتيب أولويات السودان فان اثيوبيا ستنجح كدولة اقليمية وتسيطر على الوضع الجيواستراتيجي في المنطقة ويكون مصير السودان ومصر يتأثر بالسد. .
*مخاطر جمة وحقيقية؟
=نعم المخاطر تقع على السودان ومصر ويمكن السودان إقامة سد عالي لكن حاليا لايستطيع.
*لماذا؟
=لأن لديه عدد من خيارات لاقامة مجرى بديل في نهر النيل وهذا يحتاج “لتروليونات الدولارات”.
*وهذا في الوقت الحالي غير ممكن؟
=بالتأكيد مستحيل كما أيضا مستحيل في الوقت الحالي إقامة سد بحجم سد النهضة ايضا يكلف “مليارات الدولارات” و فضلا عن انه سيدخل السودان في صراع مع مصر.
*طيب ماهو الحل؟
= أي حوار يطرق حاليا مع اثيوبيا لن يفضي لحلول ولن يصل لنتائج مرضية ،والحكومة المصرية تتحدث عن اتفاقية ملزمة وتقوم اثيوبيا بتوقيع اتفاقية اسناد وادارة السد للسودان ومصر لا تترك إدارة السد لاثيوبيا وحدها لمعرفة تدفق المياه وصلاحية السد المياه التي ستستخدم بانتاج الطاقة و اثيوبيا ترى ان ذلك أمن قومي لا علاقة للسودان ومصر بذلك فقط يتم اتصال بالسودان عبر التلفون أرسلنا اليكم مياه ،اذا غضبت اثيوبيا من السودان ستطلق اثيوبيا المياه للسودان ليغرق واثيوبيا لديها فائض من المياه، وعندما ذكر وزير التعليم الاثيوبي ان أثيوبيا أنجزت بناء السد وتبقى حمايته وحراسته مسؤولية على السودان ومصر، كان يعني أنهم قاموا ببناء السد وعليكم حمايته وأمنه حتى لاينهار . السودان الآن في وضع خطير اي حديث الآن بان سد النهضة لايمثل خطورة حقيقية اعتبرها سذاجة سياسية ،ولماذا لم تكن هناك معارضة من السودانيين عند بناء السد العالي لان السد العالي اذ انهار ينهار في المصريين أما سد النهضة سينهار في السودانيين كل المدن الجميلة التي تقع على الشريط النيلي ستنهار تماما بتدفق مياه السد وربما تصل لمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
* هل انقطاع الطريق القومي بين الخرطوم ومدينة الدمازين بسبب تأثير السد ؟
=تشير كل المؤشرات لتدفق المياه لسد النهضة باعتباره البوابة الجنوبية للسودان لايمكن التحكم فيه. هناك عدد من الاثيوبيين يبعثون برسائل للسودان بان سد النهضة تم تعبئته ولا يمكن ان نحجز منكم اي مياه ونحن إخوان. وبطلب من السودان ومصر لمجلس الامن الدولي بعدم تدخل اثيوبيا في ادارة السد لكن هناك دولا قامت بالتصويت ضد ذلك منها روسيا والصين وهذه لديها مصالح مع إثيوبيا، ويجب على الاجهزة الامنية وجهاز المخابرات الوطني ان تتصدى لاثيوبيا لحين الوصول لتفاهمات بشأن المخاطر العظيمة للسد ما يترتب عليه من انهيار ودمار شامل للسودان .
* صف لنا موقف المفاوضات الحالية بين إثيوبيا والسودان كيف تمضي؟
= هي ضياع الوقت واثيوبيا تكسب الوقت وتعمل علي تنفيذ مشروعها لأنها تعودت على سياسة الأمر الواقع وكان هنالك مفاوضات استمرت لمدةس عشر سنوات دون جدوى والمفاوضات الحالية عبثية لان السودان تساهل كثيرا في موضوع السد ولم يستخدم ضغوطا على اثيوبيا للتراجع في التنفيذ. الوضع الآن والمستقبلي بشأن السد وضع خطير وعلى السودان خيار وهو ان يستقيل من اتفاقية اعلان المبادئ عام ٢٠١٥ حتى تعدل اثيوبيا عن موقفها حال انها رفضت ادارة السودان ومصر للسد.
* ماهو دور الاتحاد الأفريقي ؟
=دور الاتحاد الافريقي ضعيف وفي هذه الأمور لاتقبل القسمة على اثنين ان يكون السودان دولة موجودة ام لا واثيوبيا تعلم تماما ان الوقت الحالي بالسودان لايمكنه ان يدخل في حرب وصراعات مع دول الجوار.
*ماذا عن مشاركة آبي احمد في رأب الصداع بين الجناح المدني والعسكري عقب الثورة؟
=لا أعتقد من أجل مصلحة السودان ..و آبي احمد يمكن وصفه بانه رجل ديكتاتور.
*رغم أنه حائز على جائزة نوبل للسلام؟
=نعم.. حاز على جائزة نوبل للسلام هو الآن متورط في جرائم ضد الإنسانية في إقليم التقراي وتدخل آبي احمد بالسودان ليس من أجل (سواد عيون) السودانيين بل ان اثيوبيا لديها مصالح لأنها ليست منظمة خيرية تهدف للإصلاح بين السودانيين .
*ما رأيك في تنفيذ اتفاقية السلام وماهي العقبات التي تواجه المرحلة الحالية ؟
= اتفاقية السلام حتى الآن لم تنفذ. فقط تم تعيين حكام لأقاليم وتعيين وزراء الجبهة الثورية وهناك عدد من الملفات لم تنفذ بعد ملف الخدمة المدنية والسلطة الحكومية لم تتلزم بدفع التزامتها المالية لتنفيذ اتفاقية الترتيبات الامنية بعد خروج القوات الأممية من دارفور ،الوضع الحالي للاتفاقية انها تقف في المربع الأول رغم انها اتفاقية جيدة في نصوصها لكن هنالك معوقات اقتصادية للاتفاقية.
* كيف ترى الأوضاع في مناطق النازحين عقب السلام؟
= مازال الوضع مترديا في المعسكرات لعدم تنفيذ الالتزامات المادية من الحكومة. .
الانتباهة