يواجه الموسم الزراعي الصيفي بشقيه المروي والمطري تحديات كبيرة أبرزها مشكلات الري في القطاع المروي، فيما تشكل الأسمدة والمبيدات أهم تحديات الموسم المطري مع زيادة معدلات الأمطار العالية التي وصلت إلى (456) ملم في القضارف، وتتراوح معدلات الأمطار في ولايات دارفور ما بين 400 ــ 450 ملم، وما بين 700 إلى 750 ملم في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وحددت اللجنة المشتركة العليا لإنجاح الموسم الزراعي خطة زراعية لهذا العام استهدفت مليون فدان لمحصول القطن في ولايات الجزيرة والقضارف والنيل الأزرق، فضلاً عن زيادة المساحات المزروعة بالذرة والفول السوداني وزهرة الشمس، إلا أن عدم توفير مدخلات الإنتاج وعدم وصول الأسمدة في الزمن المحدد للموسم الصيفي كان القشة التي قصمت ظهر البعير.
نقص الآليات
وكشف مدير قسم المناقل عثمان جاسر عن نقص في الآليات الزراعية خاصة الكراكات، ولفت في حديثه لـ (الانتباهة) إلى تعرض عدة تُرع لمصارف المياه للكسر بيد أنه لم يتم تتوفر الكراكات لسد تلك الكسور، وتابع قائلاً: (هذا الأمر ساهم في غرق مساحات زراعية مقدرة، مما أدى إلى تضرر بعض القرى أيضاً، منها اللعوتة وود آدم والقليع الحلة وود عيد، مشيراً إلى عدم جلب الكراكات المطلوبة من قبل وزارة الري وجلب واحدة فقط تعمل في قسم الجاموسي، في حين أن الحاجة لا تقل عن ثلاث كراكات بصورة عاجلة، وأبان أن حجم المساحات التي زرعت بمشروع الجزيرة تبلغ ٦٦٥ الف فدان، بينما استهدفت الخطة الزراعية للعروة الصيفية مليون فدان، وأشار الى أن مشكلات الوقود وتأخير التحضير في مواعيده علماً بأن الزراعة مواقيت، فضلاً عن التذبذب في مناسيب الري وهي أكبر عقبة في التحضير، ساهمت في عدم اكتمال الخطة للمساحات التي تم وضعها، ونبه إلى أن موقف الأمطار الجيد ساعد على تحسين مناسيب الري، وقال إنه تم التحضير بصفة جيدة مما أدى إلى تحسين نسبة الإنبات، وأبان أن مشكلة عدم توفير الأسمدة من قبل البنك الزراعي خاصة سماد اليوريا مازالت قائمة، وأوضح أن سماد اليوريا تم توفيره من قبل إدارة المشروع والشركات التعاقدية للمزارعين الذين عملوا على زراعة القطن، أما في ما يخص الذرة فلم يتم توفير أسمدة لها حتى الآن من البنك الزراعي، خاصة أن مساحاته كبيرة، مشيراً إلى معاناة المزارعين في الحصول على سماد اليوريا، وأوضح أن سعره في السوق السوداء وصل إلى ١٩ الف جنيه، في حين أنه حال تم توفيره من البنك الزراعي فلن يتجاوز سعره ١٢ الف جنيه، مبيناً أن بعض المزارعين البسطاء الذين لم تتوفر لهم الأسمدة من قبل البنك الزراعي لن يستطيعوا شراء الأسمدة بهذه المبالغ الباهظة، وأضاف قائلاً: (المزارعون الذين تم التأسيس لمحاصيلهم ستكون إنتاجيتهم جيدة).
إحجام البنك الزراعي
ومن جانبه قال رئيس تجمع مزارعي الجزيرة طارق ود البر بمشروع الجزيرة القسم الأوسط إن إحجام البنك الزراعي عن توفير الأسمدة أدى إلى تعطيل إعطاء محصول الذرة حاجته من السماد، وشكا من صعوبة جلب السماد من السوق السوداء لارتفاع سعره، وقال إن المدخلات المتوفرة للمزارع من متبقي محصولي القمح والذرة لا تلبي احتياجاته الأولية كنفقات أسرية فقط بعيداً عن النفقات الزراعية لجهة أن أسعارها في الحضيض، وقطع بضعف التحضير للموسم الشتوي بسبب ارتفاع سعر الوقود وعدم مقدرة المزارع على اكمال عملية التحضير الأولى (الديسك ٣ صاجة) الذي تصل تكلفته لأكثر من ١٠ آلاف جنيه، بعيداً عن بقية عمليات التحضير، وجزم بأن مشكلة السماد مازالت موجودة ولا يستطيع أحد إنكارها، وقال إن الحديث عن فشل الموسم لا يظهر الآن بل في نهاياته فترة الحصاد، ولفت الى أن المحاصيل ستتعرض للعطش بعد انتهاء الخريف مع عدم وجود الكراكات، وأضاف حسب قوله ان حجم المشروع يحتاج إلى أكثر من ٢٢٠ كراكة، الا أن وزير الري مازال مصراً على استمرار العمل بنحو ٥٠ كراكة لمجمل مساحات المشروع، ولفت إلى خروج مساحات زراعية كبيرة من هذا الموسم بسبب الغرق وأخرى بسبب عدم توفير مدخلات الإنتاج والتحضير المبكر، وقال طارق إنه يملك أكثر من ٢٠٠ فدان إلا أنه لم يزرع سوى ١٢ فداناً فقط من الذرة للعروة الصيفية، مشيراً إلى أن سعر جوال السماد بلغ ١٩ الف جنيه.
استغلال المزارعين
وبالمقابل قال المزارع طه محمد بمشروع الرهد الزراعي محلية الفاو القرية ١٣ إن مجلس إدارة المشروع ولجنة التسيير عملوا على استغلال المزارع لحاجته، الا أنهم قاموا بجلب سلفية من جهة غير معروفة لشراء قنطار القطن من المزارعين بسعر ٤٠ الف جنيه للقنطار، في حين أن سعره في المحالج يبلغ ٧٠ الف جنيه لمصالحهم الخاصة، وأوضح أن بعض المزارعين أجبروا على الموافقة على هذا الاستغلال لحاجتهم لمدخلات الإنتاج في هذا الوقت الحرج خاصةً الأسمدة ، وأوضح طه أن جوال سماد اليوريا بلغ ٢٢ الف جنيه، مشيراً إلى أن إزالة الحشائش تحتاج إلى مبالغ كبيرة، إذ أن إيجار تطهير مساحة ١٠ أفدنة يصل إلى ١٥٠ الف جنيه، وقال إنه بالرغم من عدم تقديم أية خدمة للمزارع ستأتي إدارة المشروع في نهاية الموسم لأخذ مبلغ ٢.٥٠٠ جنيه تكاليف زراعية.
الانتباهة