كتب: عصام حسن
بعد ستة سنوات من الحرب في اليمن
التحالف الإسلامي يعري نوايا إيران وواجهاتها في المنطقة العربية
قتل الأطفال بالمسيرات ومصادرة شحنات الإغاثة والأدوية هي أخلاق الحوثيين
بعد مرور ستة سنوات على الحرب في اليمن ، لم يعد أمام الحوثيين خيارا سوى اللجوء إلى كل ماهو لا أخلاقي ولا إنساني في حربهم ضد الإنسانية في اليمن ، وما إنقلابهم على الحكومة الشرعية في هذا البلد إلا سلوك عدواني مدبر بليل يستهدف أمن كل المنطقة العربية ، ترى ما حصلة هذه السنوات الست على ضوء التحليل السياسي الواقعي والمهني ؟.
إستنفدت قوات الحوثيين في اليمن كل الحيل والالاعيب التي عمدت إليها في سبيل وقف ضربات التحالف الإسلامي ذات القدرات الإستطلاعات العالية التي حرمتهم من التمدد خارج المناطق التي تقع تحت سيطرتهم في أجزاء متفرقة من مدن اليمن الرئيسية أو تلك التي يتوهمون بأنهم يحاصرونها فبات من الصعب عليهم إقامة دولة الأمامة المزعومة في بلد الحكمة واليمان .
فلجأوا إلى إستراتيجية (القصف من بعد) بإستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة (الدرون ) وهي السلاح الذي يدفع من يستخدمه إن أجلا أو عاجلا للمثول أمام العدالة الدولية لأنه يحصد أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء بلا تمييز أو أهداف عسكرية أو سياسية محددة ، فقد أضرت هذه الإستراتيجية بالموقف السياسي لمن يقف خلف الحوثيين من دول أو منظمات عسكرية (إرهابية ) كانت قد جعلت منهم ( حصان طروادة ) في هذه المنطقة الحيوية والهامة بالنسبة للأمن القومي العربي .
كما أنه لم يعد سرا أن الملالي في إيران قد أصابهم السأم واليأس نتيجة لتخبط الحوثيين في إدارة حربهم غير المتكافئة ضد الوطنيين اليمنيين الذين يبحثون عن أمن بلادهم بعيدا عن النزعات الأيدلوجية والطائفية المتطرفة التي يسعى البعض لفرضها عليهم ، حيث أنهم ومن غير أن يقصدوا تسببوا في أن تتجه دول مهمة ومفصلية في المنطقة مثل السعودية والأمارات إلى تعزيز ترسانتها الحربية والتي كانت حسب إحصائيات ونتائج الميدان في اليمن متفوقة على الحوثيين وداعميهم الأثرياء في الضفة الأخرى ، بأن قامت هذه الدول برفع سقف وقدرات التحالف الإسلامي في الجانب الذي يتعلق بتوظيف الطيران في الحرب ضدهم الأن .
ويخطيء من يتصور من المحللين العسكريين في حال ذهابه إلى أن الجهات التي تدعم الحوثيين قد كسبت من هذه الحرب نقطة أنها (إستنزفت الرياض وأبوظبي ) ماليا نتيجة لإطالة أمد الحرب التي كان مقررا لها أن تكون خاطفة عند إنطلاقتها ، لأن الغاية التي تقاتل من أجلها قوات التحالف الإسلامي في اليمن أبعد وأسمى من المكاسب المالية أو التوسعية على أرض هذا البلد الشقيق ، وغاية إنهاء وتجفيف منابع الإرهاب وبؤر الفتنة الطائفية والعرقية في منطقة الخليج العربي والتي هي مرتكز التخطيط السعودي والأأماراتي الذي تم بموجبه إتخاذ قرار إعادة الشرعية في اليمن غاية عليا تشترك فيها كل الدول المتنفذة في المجتمع الدولي .
وبعد ست سنوات من البوار والتخبط العسكري والسياسي في أوساط الحوثيين في اليمن وحسب تقارير الأمم المتحدة لم يحصد الشعب اليمني سوى موت مئات الألوف من أبنائه بألة الحرب غير الأخلاقية ، ليتم قتل من تبقى على قيد الحياة في القرى التي لم تعد أمنة من سقوط الصواريخ والمسيرات ببطء بعد أن تعذر الحصول على العلاج والدواء هناك ، وإن كان وسعهم أن يطلقوا المسيرات والصواريخ بإتجاه السعودية وهذا مقدور عليهم لم يكن في وسعهم في أي يوم أن يستجيبوا لنداء الإنسانية الذي تصطك أذانهم عند سماعهم في أن (أسمحوا لمنظمات الإغاثة بأن تمارس عملها ) وكفوا عن أخذ ( حصة أطفال اليمن من الغذاء والأدوية ) التي توزعونها كتعيينات لمقاتليكم البؤساء الذين قطعت ضربات التحالفات خطوط الإتصال بينهم وبين مراكز قيادتهم المتجولة بين الأحراش وكهوف الجبال .
وتقول قرائن الأحوال في الميدان الأن في اليمن أن التحالف الإسلامي الذي تقوده بحكمة وطول نفس كلٍ من السعودية والأمارات بالغ أمره ولو بعد حين ، وأن هذه الحرب القذرة التي يخوضها الحوثيين بالوكالة نيابة عن أخرين في المنطقة في طريقها إلى نهاية غير مشرفة بالنسبة لهم ، وإن دعت الضرورة ونحن في مفام حساب الربح والخسارة فإن المكسب الثمين الذي عاد للسعودية وشركائها في المنطقة العربية والعالم هو أنها نجحت في (تعرية نوايا وسلوك ملالي إيران وواجهاتهم المصنوعة ) تجاه الأمن والسلم والدوليين فباتوا يفقدون في كل يوم صديقا ونصيرا ، وما الهزيمة في الحرب إلا أن تفقد إيمان الأخرين بعدالة قضيتك وأن تتعرى نواياك اللا أخلاقية واللا إنسانية أمام مرأيا الحقيقة المجلوءة في أعين وسمع الأخرين : إيران عدو الإنسانية الأول منذ الأزل إلى الأبد .