بيت الشورة
عمر الكردفاني
مناوي…..اين انت يا رجل؟
عندما قررت حكومة المركز إعادة أمر دارفور إلى أهلها فيما يسمى باستفتاء دارفور قمت بأسخف رحلة تغطية إعلامية في حياتي، إذ أنه وبالرغم من حفاوة أهل دارفور وكرمهم الفياض كنت كمن يكذب على نفسه وهو كاره،فكل من يطالب بأن تقسم دارفور إلى ولايات هو اما مغرر به أو طالب سلطة، لذا فغداة صدور قرار إعادة دارفور إلى اقليم كنت أكثر الناس راحة لأنني اعرف تماما إنسان دارفور الحقيقي لا تغريه السلطة ولا يجذبه الجاه والسلطان ،ولكن عندما تم تعيين مناوي حاكما للاقليم خاب ظني قليلا إلى أن التقيته في سانحة تحدث فيها الرجل حديث العارف لموطن جراح دارفور ،وطرح نفسه معالجا لتلك الجراح ،عندها أحسست بالاطمئنان، وانتظرت،إلا أن انتظاري طال ولم يقم الرجل بأي خطوة تجاه معالجة مشاكل دارفور وركز فقط على نثرياته وسياراته ورفاهيته الشخصية،وحتى الدماء التي باتت تسيل يوميا بلا سبب لم يكلف مناوي نفسه ليس بزيارة المنكوبين بل باحتسابهم وتقديم المواساة لاهلهم ،إن الحكومة المركزية مطالبة الآن قبل الغد بمساءلة مناوي وماذا فعل لأهل دارفور الذين تم تنصيبه حاكما عليهم فأصبح يجوب شوارع العاصمة متدثرا بالامهم ومسفها لاحلامهم ،مناوي……اين انت يا رجل؟
ثم ماذا بعد هذا؟
نرفع الصوت عاليا أن يلتفت المركز اليوم قبل الغد إلى دارفور ،دارفور التي اثخنتها الجراح وخانها بنوها الذين كانوا يحاربون باسمهما والان نالوا المناصب على حسابها ،دارفور التي قدمت الشهيد تلو الشهيد لينعم السودان بالامن والأمان، والله العظيم يا مناوي ويا حكومة المركز اذا خرج اليوم عليكم ذي شكيمة مثل الشهيد الراحل خليل إبراهيم وقال لأهل دارفور هلموا لبناء دولة دارفور المستقلة لاصبحتم من النادمين ولات حين مندم