بيت الشورة
عمر الكردفاني
إلى الجمارك في عيدها ….وما خفي أجمل
عندما يتساءل المرء دائما يجد من الإجابات ما يثلج صدره لذا فإن المعرفة هي البوابة الأولى للإيمان والسؤال هو بوابة المعرفة ،لذا فالحديث عن الجمارك السودانية والذي لا ينفصل عن الجمارك العالمية وعيدها الذي يوافق السادس والعشرين من يناير من كل عام هو فرصة لسؤال واحد فقط ! ما دامت هنالك تعريفة صفرية فما فائدة أن يكون هنالك سلطات جمارك من الأساس؟
وللاجابة على هذا السؤال يجب أن تتعرف عزيزي القارئ على الأدوار الأساسية للجمارك والتي تأتي في آخرها الرسوم الجمركية فأنت الآن لا يمكن أن تجلب ما تشاء وتدفع رسوما و(تبقى مارق) فأول ما تقوم سلطات الجمارك تجاه ما جلبته من سلعة هو الإحصاء والحماية ،إحصاء ما جلبت وهل هو موافق لسياسات البلاد ام لا وهل هنالك منتج محلي يحل محله وهل اصلا البلاد في حاجة اليه ثم تأتي الخطوة الثانية وهي مم صنعت هذه السلعة وهل تدخل في صناعتها اي مادة قد تضر بالصحة العامة او صحة البيئة حاليا او مستقبلا؟ثم تأتي عملية تقييم السلعة وهل هي مستوفية لشروط التقييم العالمي وفي كل الخطوات السابقة هنالك سلسلة من الفحوصات العلمية والمعملية الدقيقة ،وقد تتم كل تلك الخطوات في أقل من ساعة واحدة حال قمت عزيزي القارئ بتقديم المستندات التي توضح كل ذلك !وهنا ينهض سؤال :أين ومتى وكيف يتم تحصيل الرسوم الجمركية والإجابة سهلة وبسيطة ،الجمارك عليها كل ما سبق الا المال الذي يتم توريده مباشرة إلى خزينة بنك السودان المركزية فالجمارك لا تملك خزنة ولا ينبغي لها كما أن الجمارك لديها منظومة رائعة حال تعرفت عليها يطمئن قلبك وتصدق الشعار القائل:الجمارك …..وطن آمن فهنالك ثلاثة منظومات تحقق هذا الأمن القانون والمحاسبة والبرنامج الحاسوبي العالمي ويتجلى جمال هذه المنظومة في أنها تراجع عمل بعضها البعض في دقة وأناة.
ثم ماذا بعد؟
كل ما تقدم هو أيسر ما يمكن معرفته عن هذه المؤسسة العريقة التي تحتفل بعيدها المئة وثمانية عشر إذ تأسست الجمارك السودانية في العام 1905وظلت تؤدي دورها المنوط بها في ظل كافة متغيرات البلاد وهي هنا تعتبر مع رصيفاتها القوات النظامية الأخرى حجر الزاوية في وجود الدولة السودانية وسيادتها والمطلوب منا في الإعلام السوداني هو الانفتاح إلى مؤسساتنا النظامية والتي هي من صنيعنا ويعمل بها أبناءنا واخواننا وندفع لهم رواتبهم ليقوموا بخدمتنا إذن علينا الجلوس إليهم والاستماع إليهم ومعرفة ادوارهم….أحلامهم وربما امالهم والامهم فهم منا ولنا ونحن حاضنتهم الأولى والأخيرة
وحفظ الله السودان