شوتايم نيوز
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • الإقتصاد
  • العالم
  • الفيديو
  • المقالات
  • المنوعات
  • تحقيقات وتقارير
  • حوادث وجريمة
Category:

المقالات

أحداث بارزةالمقالات

على مسؤوليتي طارق شريف خفايا وأسرار باخرة السكر التالف !!!

by شوتايم2 21 يناير، 2023
written by شوتايم2

 

 

 

على مسؤوليتي

طارق شريف

خفايا وأسرار باخرة السكر التالف !!!

في يوم 18 – شهر سبتمبر العام الماضي. 2022 ،وصلت لميناء بورتسودان باخرة تحمل سكر مستورد ، تابعة لشركة البرنس ، وشركة رياجي ، وعلى متنها كمية كبيرة من السكر، المستورد تبلغ 24 الف طن و672 الف كيلو وبعد الإجراءات الروتينية من الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس تم حجز
الشحنة وصدر أول قرار بخصوص هذه الشحنة من المجلس الفني للهيئة السودانية للمواصفات بأن هذه الشحنة تالفة و رفعت توصية للمدير العام المكلف للهيئة الأستاذة رحبة سعيد التى ايدت توصية المجلس الفني وتم اصدار قرار بعدم الافراج عن هذه الشحنة التالفة . بعد ذلك حدثت تطورات في القضية ورفعت الشركات المستوردة للشحنة استئناف للجنة الفنية لمجلس إدارة المواصفات والمقاييس،وحتى الآن هذا أمر طبيعي .
قررت اللجنة الفنية لمجلس الإدارة
إرسال لجنة فنية من الخرطوم إلى بورتسودان لفرز البضاعة
ولكن استحال الفرز من الباخرة من شدة البلل ووجود مياه كثيرة في القاع !!
الا أن الشركات المستوردة ويبدو أن اصحابها من النافذين قرروا تصعيد القضية ! رغم أنها قضية واضحة وضوح الشمس ،في رابعة النهار ، وبدأت التدخلات السياسية في الموضوع وتم الاستئاف لمجلس الوزراء الذى أصدر قرار غريب بفرز الشحنة على الرصيف حتى يرضي غرور المصدرين !
ومع استحالة الفرز في الرصيف نتيجة لنزول الأمطار تم استئجار مخزن مؤقت وفرز البضاعة فيه
ومن الفرز للجزء الاول حوالى اكثر من 4000 جوال طلع اكتر من 200 شوال صالحة ظاهرياً فقط يعنى المسالة تحتاج فحص معملى للتأكيد وبالتالي 90 ٪؜ من البضاعه تالفة !!!
وهنا بدأ فاصل جديد من فواصل عناد الشركات واصرارها على تكسير القانون ومعلومات تحصلت عليها أن الشركات المستوردة اتفقت مع إحدى شركات السكر المحلية لإعادة معالجة السكر التالف ولهذا تحاول المستحيل لإدخال هذه الشحنة التالفة التى تهدد صحة المواطن.

بدأت الشركات بالتشكيك فى عمل المواصفات وتمت الاساءة للمفتشين فقدم رئيس اللجنة والخبراء استقالتهم من اللجنة في موقف مهني يحسب لهم .
وبناء على التقرير الذى وصل للمدير العام للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس الأستاذة رحبة سعيد وفي موقف مهني وفي شجاعة وجسارة قررت عدم الافراج عن شحنة السكر التالف وسحب المفتشين وكتبت لمجلس الوزراء خطابا بهذا الخصوص وأصبح ذلك هو القرار النهائي للهيئة.
والان الشحنة محجوزة في المخازن تحت حراسة الجهات الأمنية ولم يتسرب منها ولا كيلو واحد للأسواق.
ملف هذه القضية يجب أن يضع حدا لتدخل جهات سياسية في عمل الجهات الفنية ولولا عناية الله ولطفه وأمانة وقوة مديرة المواصفات والجهات الفنية لتسرب هذا السكر وتم التحالف الخبيث بين الشركات ومصنع السكر المحلى وقدموا للمواطن السم الأبيض.
أستغرب لتدخل مجلس الوزراء واصراره الغريب على إدخال هذه الشحنة رغم التقارير الفنية بتلف السكر واستغرب لجشع التجار وحرصهم على مصالحهم المادية واستهتارهم بصحة الناس هذه القضية يجب أن تكون علامة فارقة لليقظة والإنتباه وإيقاف التدخلات السياسية فيما يتعلق بعمل المواصفات والمقاييس،
صحة المواطن خط أحمر.

21 يناير، 2023 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
أحداث بارزةالمقالات

جبريل ابراهيم في دارفور ….زيارة في اوانها

by شوتايم2 20 يناير، 2023
written by شوتايم2

 

 

 

 

جبريل ابراهيم في دارفور ….زيارة في اوانها

تقرير:جمال الدين حسين

منذ أن وطئت ارجل الدكتور جبريل ابراهيم أرض البلاد في عودته بعد توقيع اتفاق جوبا ظلت اعناق أهل دارفور تشرئب لزيارة الرجل الذي خلف شهيد البلاد الدكتور خليل ،ولئن أبطأ الرجل فذلك يمكن قراءته ببساطة على ضوء خطوات الراحل المقيم دكتور خليل في تقديم العام على الخاص والوطن على العشيرة من أجل سودان موحد قوي اجتماعيا سياسيا واقتصاديا
ونستطيع قراءة اولى نجاحات الزيارة من رفقته الى جنوب دارفور حيث حرص ان يكون معه وفد رفيع المستوى من قيادات حركة العدل والمساواة السودانيه، حيث اعدت اللجنة العليا لاستقباله برنامجا حافلا يشمل تفقد بعض المنشآت وزيارة مناطق ولقاءات نوعيه لأعيان المنطقه ورجال الأعمال والمستثمرين بالولاية، كما خاطب الدكتور جبريل جماهير ولاية جنوب دارفور في لقاء جماهيري حاشد بساحة السحيني بمدينه نيالا يوم الخميس عقب وصوله مباشره.
وساحة السحيني التي ترمز إلى وحدة السودان إنما ترمز ايضا إلى التفكير الجمعي لانسان دارفور في قيادة التغيير باصطحاب الجميع دون جهوية او قبلية

داكو لقيتي:

وتعتبر زيارة دكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانيه وزير المالية هي الأولى منذ توقيع اتفاق جوبا للسلام.

وان كانت حركة العدل والمساواة السودانيه من ضمن الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاق جوبا للسلام الذي أوقف الحرب واسهم كثيراً في تحقيق الاستقرار والسلام فان الحركة التي قدمت رئيسها شخصيا مهرا للسلام تعتبر من اكثر حركات الكفاح المسلح الدارفورية تنظيما وقاعدة جماهيرية فقد نشطت الحركة في استقطاب جميع الوان الطيف السوداني في بوتقة لو قدر الله لها ان تدخل الانتخابات بذات قوتها لصار الرجل اول حاكم للسودان من اقصى غربه ولا غرابة

اتفاق جوبا وحراسة السلام

 

وفي تصريح قوي رد به جبريل على مهاجمي اتفاق جوبا قال جبريل
أن اتفاق السلام الذي وقع بمدينه جوبا عاصمة دولة جنوب السودان بين أطراف العملية السلمية والحكومة يعد من أفضل الاتفاقيات التي وقعت في السودان خلال سبعة عقود.

وجدد جبريل ، في خطابه أمام جماهير ولاية جنوب دارفور “الخميس ” بعدم العودة للحرب مرة أخرى، مؤكداً أن هناك أطراف ظلت تعارض اتفاق جوبا للسلام منذ اليوم الأول وهو أمر غير مقبول، مشيراً إلى أن التأخير في تنفيذ بنود سلام جوبا يعود إلى بعض العقبات خاصة عدم الاتفاق السياسي، مؤكداً أن تنفيذ سلام جوبا أمر لابد منه.

خاتمة:

إن زيارة رئيس حركة العدل والمساواة إلى دارفور وإن تأخرت فهي زيارة لها ما بعدها في ترتيب البيت الداخلي للحركة التي ربما فقدت بعضا من قواعدها بسبب بعد رئيسها عن الاقليم حتى في تعيين الوزراء وهو أمر قد تداركه الرجل وربما تعود العدل والمساواة أقوى في جميع أنحاء السودان في انتظار الانتخابات التي لم يعلن عنها بعد

وقد طالب جبريل المجتمعات المحلية بالعمل على تحقيق المصالحات لأنهم أصحاب نفوذ كبير، وأن الحكومة والمجتمع وقادة الإدارات الأهلية وغيرها من المكونات يقع عليها عبء كبير في تحقيق الاستقرار، مترحماً على الذين كانوا ضحية للصراعات مؤخراً بولاية جنوب دارفور
وهي رسالة يجب على الجميع فهمها لسودان أقوى يبدأ من دارفور القوية ……فهل تعي المكونات السياسية الدرس وترشح الرجل رئيسا لمجلس الوزراء؟
إن غدا لناظره قريب

 

20 يناير، 2023 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
أحداث بارزةالمقالات

إلى الجمارك في عيدها ….وما خفي  أجمل

by شوتايم2 19 يناير، 2023
written by شوتايم2

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

إلى الجمارك في عيدها ….وما خفي  أجمل

عندما يتساءل المرء دائما يجد من الإجابات ما يثلج صدره لذا فإن المعرفة هي البوابة الأولى للإيمان والسؤال هو بوابة المعرفة ،لذا فالحديث عن الجمارك السودانية والذي لا ينفصل عن الجمارك العالمية وعيدها الذي يوافق السادس والعشرين من يناير من كل عام هو فرصة لسؤال واحد فقط ! ما دامت هنالك تعريفة صفرية فما فائدة أن يكون هنالك سلطات جمارك من الأساس؟
وللاجابة على هذا السؤال يجب أن تتعرف عزيزي القارئ على الأدوار الأساسية للجمارك والتي تأتي في آخرها الرسوم الجمركية فأنت الآن لا يمكن أن تجلب ما تشاء وتدفع رسوما و(تبقى مارق) فأول ما تقوم سلطات الجمارك تجاه ما جلبته من سلعة هو الإحصاء والحماية ،إحصاء ما جلبت وهل هو موافق لسياسات البلاد ام لا وهل هنالك منتج محلي يحل محله وهل اصلا البلاد في حاجة اليه ثم تأتي الخطوة الثانية وهي مم صنعت هذه السلعة وهل تدخل في صناعتها اي مادة قد تضر بالصحة العامة او صحة البيئة حاليا او مستقبلا؟ثم تأتي عملية تقييم السلعة وهل هي مستوفية لشروط التقييم العالمي وفي كل الخطوات السابقة هنالك سلسلة من الفحوصات العلمية والمعملية الدقيقة ،وقد تتم كل تلك الخطوات في أقل من ساعة واحدة حال قمت عزيزي القارئ بتقديم المستندات التي توضح كل ذلك !وهنا ينهض سؤال :أين ومتى وكيف يتم تحصيل الرسوم الجمركية والإجابة سهلة وبسيطة ،الجمارك عليها كل ما سبق الا المال الذي يتم توريده مباشرة إلى خزينة بنك السودان المركزية فالجمارك لا تملك خزنة ولا ينبغي لها كما أن الجمارك لديها منظومة رائعة حال تعرفت عليها يطمئن قلبك وتصدق الشعار القائل:الجمارك …..وطن آمن فهنالك ثلاثة منظومات تحقق هذا الأمن القانون والمحاسبة والبرنامج الحاسوبي العالمي ويتجلى جمال هذه المنظومة في أنها تراجع عمل بعضها البعض في دقة وأناة.

ثم ماذا بعد؟

كل ما تقدم هو أيسر ما يمكن معرفته عن هذه المؤسسة العريقة التي تحتفل بعيدها المئة وثمانية عشر إذ تأسست الجمارك السودانية في العام 1905وظلت تؤدي دورها المنوط بها في ظل كافة متغيرات البلاد وهي هنا تعتبر مع رصيفاتها القوات النظامية الأخرى حجر الزاوية في وجود الدولة السودانية وسيادتها والمطلوب منا في الإعلام السوداني هو الانفتاح إلى مؤسساتنا النظامية والتي هي من صنيعنا ويعمل بها أبناءنا واخواننا وندفع لهم رواتبهم ليقوموا بخدمتنا إذن علينا الجلوس إليهم والاستماع إليهم ومعرفة ادوارهم….أحلامهم وربما امالهم والامهم فهم منا ولنا ونحن حاضنتهم الأولى والأخيرة
وحفظ الله السودان

19 يناير، 2023 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
أحداث بارزةالمقالات

اللواء حسن محمد الحسن طه يكتب….رحلة الصعود الى الآخرة

by شوتايم2 17 يناير، 2023
written by شوتايم2

 

 

مقدمة:اعرف الأخ اللواء (م) حسن محمد الحسن طه منذ أكثر من ثلاثون عاما من على البعد وربما عشنا في مدينة واحدة بجنوبنا الحبيب دون أن نلتقي رغم وجود رابط قوي بيننا الا وهو دفعته م غ وهو صديق مشترك فكنت اعرف كليهما كل على حدة،التقينا بعدها قبل اعوام قليلة فكانت الذكريات وكأننا نعرف بعض حقا كل تلك الأعوام،شدني إلى الرجل هذا البر الغامر بوالديه وحبه الجارف لهما حتى أنه ترك كل ما يملك من عقار ليجاورهما ،توفي والده قبل أيام فزرته ووجدت الطود الشامخ والفارس الصنديد قريبا من الانهيار لولا بقية ايمان لذا لم استغرب هذه العاطفة الجياشة في رثاء الراحل المقيم :

 

يقول الأخ حسن عن والده:

رحلة
الصعود
الي الآخرة
…
كان الموعد..
فكان الاقلاع..
وكنا المودعين ..
سأكتب..وستقرؤن..
سأكتب..وستكتبون
……………
رحلة عمر
…………
زبيدة بت علي ود عمر .. في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي ..في بلد بي تحت..وسط النخيلات..اذ جاءها المخاض..فكان محمد ود الحسن ود طه
..لله درك يا أبي..كنت تجري وتلعب..وانت فرحان ..تسقي التميرات ..وتغرس الشتيلات ..وتدور مع الساقية حيث مادارت البقيرات. ووسط التميرات الطوال ..كانت  الارض رغم محدودية المساحة المزروعة .. موهوبة لي ( سيدي)..
مين سيدي دا ؟؟؟
ايوة..ايوة.. ياهو!!
تمام..انا اعرفه.. وانت أيضا.. وكلنا نعرفه..
(والبزرع مترة سيدي مابدي التدان)
يا الله.. ماأعظم هذه المنحة في أذهان مروجيها حتي صار الأهالي يتسابقون في زراعتها..ويمرون عليها يوم حصادها الوفير بكرة وأصيلا .. مرددين (دى بركة سيدي) .. (دي بركة سيدي)
فيتصدي لهم ذلك الطود الشامخ برغم صغر سنه.. وبالصوت العالي ..( دا.. ري ..ري ..دا شغل ضراع..شغل رجال..والله( سيدي ) لو جا بي نفسه هنا مايطلع الإنتاجييي دي )،
فيتواري القوم مرددين (انت ياشافع شيوعي..) فيرد عليهم وهو لا يعرف معناها..(أييي  شيوعي.. وكمان ..شيوعيين .. مشيرا بأصبعيه) فمن هنا غرست  بذرة  التوحيد في ضمير ذاك الشافع منذ ذلك الوقت.
وتدور عجلة الايام وينتقل الشافع مع والده الحسن ود طه الي الحصاحيصا في هجرة نحو الصعيد للعمل مابين السوق والبحر في سقيا الماء هبوطا لملئ السقو وصعودا لتفريغه عند دكاكين ومطاعم السوق .. ويدفع الوالد ابنه للدراسة في احدي الخلاوي  ويلبسه قلادة فضية مطرزة بالحرير .. وفي اثناء ذهابه  ومجيئه  وقبل ان يفك الحرف اذ حدث واختطف احد صعاليك الطريق تلك القلادة .. ورجع الابن حزينا بدونها  الي أبيه..الذي قرر في لحظة  غضب  (هي القراييي فايدانا في شنو ..؟ )  ليترك الابن الدراسة قبل ان يفك فيها حرفا .. وكانت لحظة فارقة في حياته يذكرها كثيرا بحسرة وألم.. وحاول تعويضها جاهدا في ابناءه واخوته الصغار فيما بعد ليستمر يعمل مع والده ردحا من الزمن في سقيا الماء .. قبل ان  يعودا مرة اخري الي أرض النخيل .. أرض الساقية ومترة سيدي ..وحش التمر ، الذي يعتبر مهرجانا موسميا يتوافد اليه ابناء البلد من كل حدب وصوب .. من بينهم المعلمين والموظفين والعساكر .. وكان للعساكر الوافدين في اجازاتهم من مصر بلباسهم العسكري نكهة خاصة..حيث يلتف حولهم اندادهم وغيرهم من الفتيان ويتجاذبون اطراف الحديث والحكي عن بطولاتهم ومغامراتهم .. وعند انتهاء اجازاتهم .. يعودون ومعهم مجموعة جديدة من الطيور المهاجرة لتلتحق بالجيش المصري..وكان اغلبهم في سلاح  الحدود والهجانة..وكان بينهم هذه المرة ذاك الفتي الجسور الذي التحق بسلاح الحدود جنديا مخلصا منضبطا مكملا اثني عشرة عاما مابين العريش وعين شمس والجبل الاصفر..والسويس..وغزة وحيفا ويافا..بفلسطين مشاركا في حرب ٥٦ ومؤديا لواجبه علي اكمل وجه بعيدا عن مغامرات بعض عساكر الهجانة  في عمليات التهريب..رغم محاولاتهم باغواءه واغراءه متصديا لهم دائما بقوله ( يا اخوانا ابعدو مني..انا لاشفت الجمل ولا الجمال…ومعللا لهم انا عندي اخوي بيقرأ..)..ياالله…ما أعظمك أبي .
ليتوج فترة خدمته بالجيش المصري (قدوة حسنة) وهي درجة للاخلاق العسكرية فوق الممتازة تمنح للعسكرين عند إنهاء خدمتهم ليعود ادراجه واسرته الصغيرة  الي وطنه الحبيب مستقرا في العاصمة الخرطوم وتحديدا بالشجرة (الحماداب جنوب) عاملا في مجال النقل ( التاكسي ) قبل ان يلتحق سواق بوزارة الصحة ومعمل إستاك  ليجمع بين وسيلتين كان الناس في اشد الحوجة اليهما الا وهما النقل والصحة ، ليكون منزله ملاذا آمنا للاهل والأصحاب مستقلا عربته التاكسي بلا كلل أو ملل مابين البيت ومحطةالسكة حديد والمستشفى إما مستقبلا أحدهم آتي الي العلاج او مودعا آخر (قفاه اعوج صادا الي البلد) واستمر علي هذا المنوال لعقدين من الزمان او يزيد كان يترنم خلالها دائما  بمديح اولاد حاج الماحي (اسد الله البضرع ينهر في المجمع) او(واشوقي عليك احمد عظيم الشأن)..الخ.  الي ان جاء اليوم الذي ترك فيه وزارة الصحة ليعمل حرا في بيته في بيع  اللحمة والخضار ويتحول متخصصا في عمل الزبادي  وبيع اللبن ومشتقاته وكانت له في ذلك مواقف .. ومشاهد كثيرة .. يشهد له الجميع في الجد والاجتهاد والإخلاص في تحضيرها وبيعها  وتعاونه في ذلك شريكة حياته الزهرة بت سعد ود علي ود عمر .. التي كان لديها سعنين مافتأت تخش فيهما اللبن وتستخرج الذبدة وتصنع السمن .. فكانت فترة خصبة في حياتهما.. لم تري الملاريا الي دارنا سبيلا .. وكان يردد وينصح دائما وابدا (من كان في نعمة فيرعاها..إن المعاصي تزيل النعم )..رحمة الله تغشاك يا أبي .
ومابين مترة سيدي وسقيا الماء والجندية في مصر وبيع الذبادي ..وتربية الأبناء ورغم شظف العيش كانت تدور في ذهن الحاج أهداف بعيدة المدي.. عصية.. سهلة.. ممتنعة.. إلا لمن إصطفاه ربه وسخرها له وتمثلت تلك الاهداف في قول الرسول صلي الله عليه وسلم (اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث..صدقة جارية ..أو علم ينتفع به ..أو ولد صالح يدعو له ) فكان يعمل لهذا اليوم بنية خالصة مصطحبا مبدءأ كان يردده دائما ( ما لله متصل..ولغير الله منفصل) ..فكان القرار .. حيث إستقطع جزءا من داره الوحيدة ..وسكنه وسكينته ومكان عمله وأكل عيشه ..وأفضل مايملك.. ورغم حاجته له يهبه مسجدا وقفا لله تعالي بنية خالصة لتقام عليه شعائر الدين..وفي زمن وجيز .. يقف البنيان شامخا يصدح بالآذان خمسة مرات في اليوم والليلة .. ليكون شاهدا له لا ينقطع إلي يوم القيامة.. نسأل الله ان يبني له قصرا في الجنة. آميين يارب العالمين..
وهكذا دارت عجلة الحياة صعودا الي الآخرة كان يردد فيها دائما وابدا (الله الله ربنا..الله الله حسبنا) ، (من كان في نعمة فيرعاها إن المعاصي تزيل النعم) ، (يذهب الحرام من حيث ما أتي )، (الحمد لله أدينا صلاة الفجر ربنا يحيينا لأداء صلاة الظهر.. وهكذا بين الظهر والعصر..والمغرب والعشاء ) .
…. وغيرها كثير …. وكثير .
لله درك ياابي … فقد كنت أسدا تمشي علي رجلين .. ودودا مع الكبير .. عطوفا مع الصغير .. حنونا مع الكل .. بشوشا .. باسما مع كل الأجيال والأهل.. والجيران . لك الرحمة والمغفرة والعتق من النار .. يا أبي.
إنه شريط حياة مر بخاطري ..ويمر غيره بخاطر كثير منكم ..ممن عاشره..وعايشه..فكانت مجرد مقتطفات من حياته المليئة بالمواقف العظيمة .. وكما ذكرت بدءا سأكتب … وستكتبون .
لواء ركن (م)
حسن محمد الحسن طه

 

17 يناير، 2023 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
المقالات

مآلات الاتفاق الإطاري بعد إعلان المبادرة المصرية لحل الأزمة السودانية

by شوتايم2 15 يناير، 2023
written by شوتايم2

بحصافة – يوم السبت 2023/1/14

مآلات الاتفاق الإطاري بعد إعلان المبادرة المصرية لحل الأزمة السودانية!

إمام محمد إمام
[email protected]

مما لا ريب فيه، أن الاتفاق الإطاري، جاء بعد ولادة متعثرة، كادت الأم والجنين يلقيان حتفهما فيها، ومرَّ بثلاث مراحل، أولها إتكأ على مشروع دستور لجنة تسيير نقابة المحامين المستورد، فكانت تلكم عصاه التي له فيها مآرب أخرى! فأُزيحت عنه عصا إتكاءته! فلجأت في بادئ الأمر رُباعية الحرية والتغيير المركزي، إلى الاستناد على الإعلان السياسي، فوضعت معظم المنظومات السياسية، والقوى الحزبية، أصابعهم في آذانهم، فتدافعت زُمراً وفُرادى إلى منازل السفراء، بحثاً عن رضا المكون العسكري ومصالحته، والتوافق معه على حلول مستوردة، من قوى أجنبية، فتمخض عن تلكم الاجتماعات التي قادتها اللجنة الثلاثية، ثم اللجنة الرباعية -عرباً وعجماً- إلى مولودٍ (الاتفاق الإطاري) إقصائيٍ مشوهٍ، منبوذٍ إلا من والديه وأهليه! سرعان ما أنكر نسبه إليه حزب البعث بقيادة السنهوري! وواجه ذاكم الاتفاق الإطاري، معارضة قوية منذ إعلانه في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2022، باعتباره اتفاقاً إقصائياً، غريب الوجه واللسان، من قوى حزبية ومنظومات سياسية متعددة، بينما اعتبره أهل اليسار، وبعض ما عُرف بالقوى الثورية، أنه شرعنة لما يسمونه انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وإذعان للإملاءات الخارجية في الشأن السياسي السوداني، بصورة غير مسبوقة. فاضطر بعض هؤلاء الانسحاب من منظومة الأربع من مكوِّن قوى الحرية والتغيير المركزي، على الرغم من مشاركتهم في المفاوضات التي أفضت أخيراً إلى الاتفاق الإطاري، كحزب البعث (جماعة السنهوري) والبعض الآخر انفض مبكراً عن تلكم المنظومة لمسوغاتٍ شتى، وحيثياتٍ عدةٍ، من بينها الحزب الشيوعي الذي رفض الانقلاب، بدعاوى انحراف رفقائهم بالثورة، ومداهنتهم للمكون العسكري في كثيرٍ من أمهات قضايا الوطن والمواطن! أما الآخرون فحشدوا أهليهم ومناصريهم تحت مظلةٍ جامعةٍ باسم “نداء أهل السودان للتوافق الوطني” برئاسة الشيخ الطيب الجد ود بدر، شيخ مشايخ الحركة الصوفية في السودان في راهن هذا الزمان، وسيروا مع التيارات الإسلامية، وغضابى المؤتمر الشعبي وجماعة أنصار السنة، وغيرهم كُثر من الغاضبين من سوء الحال، وكآبة المآل، مواكب الكرامة الداعية لمعارضة التدخل الأجنبي في الشأن السوداني. وركزوا مواكبهم على تدخل المبعوث الأممي فولكر بيريتس (فولكر بالألماني تعني المحظوظ) السافر في الشأن السياسي السوداني الراهن، وانحيازه المنكور لمنظومةٍ سياسيةٍ دون المنظومات السياسية والحزبية الأخرى، والذي حسب نفسه مبعوث العناية الإلهية لحل المعضلة السودانية، فشنت الأخيرة عليه هجوماً لاذعاً في المواكب الهادرة، والمسيرات الاحتجاجية الصارخة، وأوغرت صدور الحاكمين والكثير من المحكومين عليه، وانداحت الاحتجاجات عليه خاصة، وعلى التدخل الأجنبي عامة، في الشأن السوداني الراهن، في الوسائط الصحافية والإعلامية -التقليدية والحديثة-.
ومن الضروري، الإشارة إلى أن الاتفاق الإطاري، محكومٌ عليه بالفشل، لجملة أسبابٍ وكثير حيثياتٍ، إذ تراءى لدى كثير من السودانيين، أنه ثمرة اتفاق بين المكون العسكري وبعضٍ من المكون المدني، تناحر أعضاؤه، فدق فيهم عطر منشم، فتفرقوا أيدي سبأ، بعضهم فرّ من تلكم المنظومة، كأنه يفر من قسورة، والبعض الآخر تُنبئ تصريحات قياداته المضطربة بفُرقةٍ وشتاتٍ، منهم مَنْ ذهب إلى وصف الاتفاق الإطاري بأنه ورطةٌ لقوى الحرية والتغيير! رغم قلة عديدهم، إذا استثنينا حزب الأمة باعتبار ما كان من حصوله على شعبية غالبة في انتخابات أبريل (نيسان) 1986، بينما يُلاجج بعضهم عن انفتاح الاتفاق الإطاري على المكونات السياسية والمنظومات الحزبية، وبعضهم يفتحه بقدرٍ، ليشمل بعضاً من مَنْ يُخشى بأسهم، وتُهاب مليشياتهم، والبعض الآخر يغلقه، إغلاقاً مُحكماً، مستأثراً به في شراكةٍ مرحليةٍ مع المكون العسكري إلى حين هيكلة الجيش وسائر الأجهزة الأمنية ضمن مخططٍ لتفكيك الجيش، وليس إعادة هيكلته!
ففي رأيي الخاص، الجيش هو المنظومة المتماسكة الوحيدة ضمن منظومات الدولة، منذ الاستقلال إلى يوم الناسِ هذا! فلا غروَّ أن لجأت إليه المنظومات الحزبية -يميناً ويساراً- لتغيير نظام الحُكم. إذ أن منظومات الدولة في راهن هذه الأيام، عدا منظومة الجيش في انهيارٍ، إن لم تكن منهارة خلال السنوات الأربع الماضيات!
وأحسبُ أن المبادرات التي طُرحت في الساحة السياسية السودانية، كانت في أغلبها مبادراتٍ فضفاضةٍ تتحدث عن التوافق الوطني، بصيغة الإجماع، ولكنها لم تضع آلية محددة لكيفية تحقيق ذاكم الاجماع أي التوافق الوطني، لإحداث الاستقرار السياسي، ومن ثَمَّ تتكامل أجهزة ومؤسسات المرحلة الانتقالية، للقيام بإنفاذ الأهداف المنوطة بها في الفترة الزمنية المحددة، لتُفضي تلكم المرحلة الانتقالية إلى الانتخابات النيابية لتحقيق التفويض الشعبي الذي يُقرر في مستقبل البلاد والعباد.
واللافت للانتباه، أنه رغم كثرة المبادرات المطروحة، لحل الأزمة السودانية، طوال سنوات الانتقال، إلا أنها لم تقترب من الحل، ناهيك من إحداث الحل نفسه! فتدافعت المبادرات الإقليمية والدولية بحجة مساعدة السودانيين لمعالجة مشكلهم السياسي وغيره، وإحداث التحول الديمقراطي المنشود، والاستقرار السياسي المرتقب، والنمو الاقتصادي المنتظر، ولكن الصراعات السودانية – السودانية، للسيطرة على المشهد السياسي في المرحلة الانتقالية، قد أفشلت تلكم المساعي والمبادرات المحلية والإقليمية والدولية!
ومما تقدم، يتضح جلياً، أنه من المهم، طرح مبادرة جامعة، تنأى عن الإقصاء والعزل، لتجد قبولاً لدى معظم المنظومات السياسية، والمكونات الحزبية، والقوى الشبابية، الحريصة على حل الأزمة السودانية. فالتقطت القفاز بأخرةٍ، مصر الخبيرة بدهاليز السياسة السودانية وتضاريسها، والتي لا ترى السودان مجرد دولةٍ من دول الجوار فحسب، بل تراه جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي، فإن كانت مصر هِبة النيل، فالسودان النيل نفسه. فلا غرابة أن تقدمت بمبادرة لحل الأزمة السودانية، بعيداً عن الاتفاق الإطاري، حيثُ تسعى من خلال المبادرة المصرية، التأكيد على أن همَّ الاستقرار السياسي السوداني، يقع في صُلب همومها، وهي العليمة بالحساسية السودانية من التدخلات الخارجية، فسارعت إلى تبيان أنها ميسرة (Facilitator) لجمع السودانيين في القاهرة، من أجل تسريع التوافق الوطني لإنهاء الأزمة السياسية. فالمبادرة المصرية لا تسعى إلى فرض أجنداتٍ مصريةٍ، ولا تُريد إقحام مصر في الشأن السوداني الداخلي، وهي سبق أن جربته، والتظت بلظى نيرانه! فعليه ليس غريباً أن يُشرف على هذا الملف اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، لقربه من الرئاسة، ويُسر التوجيه المباشر -سراً وعلانيةً- من الرئيس المصري عبد الفتاح سعيد حُسين خليل السيسي. فحرص اللواء عباس كامل خلال زيارته إلى السودان أخيراً، على أن يعقد سلسلة لقاءاتٍ كثيفةٍ مع القيادات السياسية السودانية، فُرادىً وثُنىً، منها الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة، إضافةً إلى بعض قيادات الحرية والتغيير المركزي والحرية والتغيير -الكتلة الديمقراطية- ومنظومات سياسيةٍ وقوى حزبيةٍ وغيرها، لبحث تطورات الأوضاع والراهن السياسي السوداني، والتأكيد على دعم مصر للعملية السياسية السودانية، وتسريع الوصول لاتفاقٍ نهائيٍ، يتضمن توسيع قاعدة المشاركة السياسية، وينأى عن الإقصاء والعزل إلا مَنْ أبى، لاستكمال التحول الديمقراطي في السودان.
أخلص إلى أن المبادرة المصرية، تحصر وساطتها في عقد مائدة مستديرة للأطراف السودانية في القاهرة، من أجل تقريب وجهات النظر، والاتفاق على استكمال مؤسسات المرحلة الانتقالية. وعلى الرغم من أن المبادرة المصرية، وجدت كثير قبولٍ من المنظومات السياسية، والمكونات الحزبية، لكنها واجهت رفضاً من عُصبة الثلاث من الحرية والتغيير المركزي، الممسكة بالاتفاق الإطاري، مهما كانت العراقيل والصعوبات التي يواجهها، لأنها تخشى الغرق، وتتهيب الإغراق في بحر المبادرة المصرية غير الإقصائية!
والملحظ المهم أيضاً، أن قيادات الاتفاق الإطاري من ثُلاثية الحرية والتغيير المركزي وتوابعهم من المكونات السياسية والحزبية، اضطرب خطابهم الإعلامي في ما يتعلق بأنه اتفاقٌ مفتوحٌ أم مغلقٌ! فأذكر أني شاركتُ في منبر صحيفة “الانتباهة” في يوم السبت 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وكان الموضوع حول “تداعيات الاتفاق الإطاري”، وتحدث فيه شهاب إبراهيم الطيب المتحدث الرسمي باسم الحرية والتغيير المركزي، مؤكداً أن الاتفاق الإطاري أطرافه محددين للتوقيع عليه، بحسب رؤية الحرية والتغيير التي طُرحت في نهاية ديسمبر الماضي ومطلع يناير الحالي، مُشيراً إلى أنه “قبل توقيع الاتفاق أطراف الاتفاق بصورة نهائية محددين، يعني الاتفاق ما مفتوح لأي زول يوقع عليه”! وفي مداخلتي أكدت على تضارب وتضاد الخطاب الإعلامي لثلاثية الحرية والتغيير المركزي، حيثُ استشهدتُ بما جزم به الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القومي والمفاوض الرئيس مع المكون العسكري، بأن الاتفاق الإطاري ليس مغلقاً، بل هو مفتوحٌ وليس فيه إقصاءٌ عدا المؤتمر الوطني، والجميع يحق لهم المشاركة. وأكد البرير حسب صحيفة “الانتباهة” (يوم الخميس 2022/12/29)، أن حزب الأمة القومي مع توسيع الاتفاق! فهكذا يتضح بجلاءٍ، ودون كثير عناءٍ، اضطراب الخطاب الإعلامي لدى قيادات ثلاثية الحرية والتغيير المركزي! وازداد اضطرابه بعد إعلان المبادرة المصرية لحل الأزمة السياسية السودانية والتي تجد الدعم من معظم المنظومات السياسية، والمكونات الحزبية، والجماعات الشبابية، إضافةً إلى الدعم الأميركي الخفي! وقد يئست أميركا ومن قبلها فولكر من بؤس الدعم الشعبي للحرية والتغيير المركزي وتوابعهم. فاتجه الخطاب الإعلامي القحتي، لا سيما في وسائط التواصل الاجتماعي، إلى إنزال التفكير الرغبي (Wishful Thinking) منزلة الأمر الواقع! من ذلكم، تصريحات بعضهم من أنه تم الاتفاق بين المكون العسكري والحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي الثلاثية، والحرية والتغيير مجموعة الكتلة الديمقراطية، على توقيع إعلانٍ جديدٍ، يتجاوز معضلة الاتفاق الإطاري، والذي واجه معارضة قوية من بعض القوى السياسية، من بينها الكتلة الديمقراطية، وأن الاتفاق الجديد قضى بتوقيع جميع الأطراف على إعلان سياسي جديد، يستفيد من كل الرؤى المطروحة، بما فيها الاتفاق الإطاري! ولكن آفة الأخبار رواتها!
وفي إطار فرض الأمر الواقع، يتحدثون عن عقد ورشٍ لمناقشة القضايا الخمس غير المتفق عليها في الاتفاق الإطاري! ودعت في عجلة من أمرها، إلى انعقاد اجتماع الاتفاق الإطاري النهائي، وكأنها تسابق الزمن في إصدار مُخرجاتٍ ضعيفةٍ لمعالجة قضايا شائكة، والعمل على تجاوز المبادرة المصرية التي باغتت جماعة الاتفاق الإطاري، وجاءت تؤسس لبداية جديدة مختلفة، تتفادى من خلالها أخطاء الاتفاق الإطاري الاقصائي، والعمل على توسعة المشاركة السياسية. فالقاهرة أعلنت في غير مواربة، أنها ستعمل على تيسير الحوار السوداني – السوداني، لتحقيق التوافق الوطني، ومن ثَمَّ استكمال مؤسسات مرحلة الانتقال. فمن هنا وجدت تلكم المبادرة المصرية قبولاً لدى الكثيرين من المنظومات السياسية والمكونات الحزبية، وقدرٍ واسعٍ من الشارع السوداني، وحتى معارضة ثلاثية الحرية والتغيير وتوابعهم للمبادرة المصرية، ليست محل إجماعٍ بينهم! وحِجاجي في ذلكم، أن الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي والتي حزبها رأس رُمح تلكم الثلاثية -بجماهيريته الانتخابية، وتراكم خبراته السياسية- تلجلجت عندما سُئلت عن صحة تحفظهم على المبادرة المصرية، فتشبثت بالمقولة الإنجليزية (No Comment – لا تعليق)، بينما الإنجليز يؤكدون أن (No Comment is a Comment – لا تعليق هو تعليق)!
والقاهرة تراهن على فهمها لتضاريس السياسة السودانية وتقلبات طقسها منذ أمدٍ بعيدٍ، ولهذا ستجد قريباً الدعم الأميركي العلني لمبادرتها في حل الأزمة السودانية. وها هو سفيرها يدعو المعارضين صراحةً إلى المشاركة في الاتفاق الإطاري، ضارباً بالإغلاق القحتي عُرض الحائط!
فالسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، ما هي فرص نجاح المبادرة المصرية، بعد اضطراب مؤيدي ثلاثية الحرية والتغيير وتوابعهم، في ما يتعلق بأنها مغلقةٌ أم مفتوحةٌ، وخطاب البرهان في جوبا أمام تحالف الحراك الوطني، يؤكد في غير غموضٍ أو لبسٍ، أن الاتفاق الإطاري مفتوحُ للجميع! ومُخرجات ورشهم، تؤكد أن حليمة تحلم بالعودة إلى عادتها القديمة! حيثُ يُطالب بعض قياداتهم الناشطين، بإعادة لجنة إزالة التمكين دون قضاءٍ، وإلغاء قرارات المحكمة العليا القضائية! أي أنهم يريدون إلغاء العدالة من شعارهم الثوري (حرية سلام وعدالة)! وبالأمس القريب، أراد فولكرهم إزالة مفردة الحرية من الشعار، عندما طرد 9 قنوات فضائية، بغطرسة وعنجهية! والغريب في الأمر، أن 46 من الرسلاء والرسيلات من داخل السودان وخارجه، وقعوا على بيانٍ للناس يُعلنون فيه، تأييدهم الاتفاق الإطاري، بينما فولكر يطرد رسلائهم أمام الحاضرين، بنزع مايكاتهم في صلفٍ وإزدراءٍ! رافضاً لحضورهم، ولا أحسب أنه يفعل هذا الفعل المُعيب مع إعلاميي بلاده، وإلا اهتزت لشناعة الفعل، كل مدن ألمانيا!
ومن الملاحيظ المهمة، المتعلقة بالمبادرة المصرية، ينبغي البحث عن إجابة ملحة للسؤال، أنه بقدر حماسة مصر لمبادرتها، ماهي خيوط القوة لدى مصر، لمواجهة التوغل الأجنبي في الشأن السوداني طوال تلكم الأربع سنوات، وهي جالسة القرفصاء تشاهد تلكم التحركات السياسية في جوار دارها، وهي تنشد مع شاعرها أمير الشعراء أحمد بك شوقي:
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت
عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما
لا يمكن إنكار أن لمصر في السودان، مؤيدين ومناصرين، مما يعني إمكانية نجاح مبادرتها، فإن أكثر من 80% من الحزب الاتحادي الديمقراطي، أصله وفروعه، يؤيدون المبادرة المصرية، وهناك أكثر من 65% من السودانيين غير المؤدلجين يؤيدون المبادرة المصرية، على الأقل من باب “أنا وابن عمي على الغريب”! والغرباء تكاثروا على السودان في راهن هذه الأيام! والجديد في المبادرة المصرية أيضاً، أنها البديل الأقوى للاتفاق الإطاري المنكور!
وعلى المبادرة المصرية، الاهتمام أكثر بالحملات الصحافية والإعلامية من خلال الوسائط الصحافية والإعلامية -التقليدية والحديثة- لتسويق هذه المبادرة، بأساليب مستحدثةٍ ناجعةٍ. فإن كُتب لها النجاح والتوفيق في تحقيق التوافق الوطني السوداني في إنفاذ مشاريع وبرامج المرحلة الانتقالية بسلاسةٍ وسلامٍ واستقرارٍ، ستحدث نقلة نوعية في العلائق السودانية المصرية لأجيالٍ وأجيالٍ.

15 يناير، 2023 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
المقالات

ذكرى الشيخ برير في بورتسودان.. ليس من رأى كمن سمع!

by شوتايم2 12 يناير، 2023
written by شوتايم2

 

 

 

 

ذكرى الشيخ برير في بورتسودان.. ليس من رأى كمن سمع!

*محمد خير عوض الله*

شهدت مدينة بورتسودان يومي الخميس والجمعة الماضيين (5 و6 يناير 2023م) واحدة من أروع ملاحم الطريقة السمانية “سجادة خور المطرق” التي ــ بتأييد من الله ــ لاتتوقف ملاحمها في بقاع السودان المختلفة، على مدار العام، مثل الغيث الهطول، يرسله الله من بلدٍ إلى بلد، وهكذا سجادة خور المطرق، تطوف بالخير والنفع وخدمة المجتمع، مستشفيات متنقلة بكل التخصصات وصيدلية ومعمل، مع تشييد المجمعات الإسلامية وفق المنهج الجديد للمسيد، تشمل المسجد والقرآنية وسكن الطلاب ومطابخ الطعام “التكية” واستراحات الضيوف، وساحات الذكر، وتشييد مدارس حديثة مجاورة للمجمع الإسلامي، وتشييد مستشفيات حديثة ثابتة في بعض المجمعات، وهكذا تنتقل السجادة من ولاية إلى أخرى، في منهج جديد على يد المرشد المجدد الغوث الكبير الشيخ الطيب الشيخ برير، بارك الله لنا في عمره ووقته وجهده وصحته وعافيته، وأيده بكل المدد الذي أيّد به رسله وأنبيائه وكبار أوليائه. آمين. بدأ البرنامج يوم الخميس في جامعة البحر الأحمر، وذلك ضمن المنهج الجديد الذي اختطه الشيخ الطيب، في التوأمة، والشراكة الذكية الحميدة النبيلة بين مسيد الشيخ برير الشيخ الصديق (عليه الرحمة والرضوان) والجامعات ومؤسسات التعليم العالي في كافة ولايات السودان، وقد فتحت آفاق جديدة لهذه الشراكة لتشمل وزارات الصحة والتعليم العام، وقد دخلت وزارة الداخلية حديثاً في الشراكة مع المسيد، بتشييد قسم الشرطة ضمن حرم المسيد، الذي هو المكان الآمن، قبل أماكن الشرطة، والمسيد هو المكان الذي يمنع الجريمة، بل يصلح من وهبوا طاقاتهم للجريمة، فيحولهم من مفسدين مجرمين إلى منتجين صالحين مصلحين، ودرج الشيخ المجدد الشيخ الطيب الشيخ برير على تشييد المسيد بمواصفاته الجديدة في أطراف المدن، بل في أماكن ربما يغلب عليها مظهر الاضطراب وانخفاض مستوى التطور الحضاري، وهذا منهج قديم، كما حكى رب العزة على لسان أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) ومن أراد أن يكمل وصف آثار المسيد الحديث، ندله على زيارة مجمعات الشيخ برير التي تكاد تكون في كل ولايات ومدن السودان الكبيرة. بدأ البرنامج يوم الخميس بزيارة السيد والي ولاية البحر الأحمر لمجمع الشيخ برير ببورتسودان، ومن ثمّ افتتاح قسم شرطة السمانية بالمسيد، بحضور مدير شرطة الولاية، ومدير شرطة محلية بورتسودان. واستكمل برنامج الخميس عن المبادرة التنموية المجتمعية الذي انتقل إلى في قاعة الخبير بجامعة البحر الأحمر. وجزء من البرنامج كان مع فريق العزة الرياضي بمدينة شبشة الذي يرعاه الشيخ الطيب.
الجمعة
كان يوم الجمعة، وهو اليوم المبارك دوماً، أفضل يوم طلعت فيه الشمس، كان يوماً استثنائياً بمعنى الكلمة، رغم أن البرامج سبق تنفيذها في مدن مختلفة، لكنها كانت في ذلك اليوم تختلف كماً وكيفاً، من حيث الكم، كان البرنامج أشبه بـجولات، جولة بعد جولة، كانت الجولة الأولى في المسجد عقب صلاة الجمعة مباشرة، حيث تجلّى المتحدثون (حديث عفو الخاطر) بطريقة باغت بها الشيخ المجدد ضيوفه من العلماء الحضور، جلس الشيخ في الصف الأخير نهاية المسجد، وباغت دكتور عبد ربه عميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة كسلا، ليقول كلاماً مرتجلاً في (تجديد نهج الإصلاح عن طريق أهل التصوف) فتجلّى الدكتور بحديث عفوي عميق، كأنه يسقي سامعيه شهداً، وتمنى الناس ألا يسكت، وطلب منه الشيخ أن يباغت الأقمار والكواكب من الحضور، فكان الشيخ متوكل يسن، العالم والإمام صاحب مسيد سرتود، قال كلاماً مختصراً لكنه قدّم درراً حتى أبكي من بكى تفاعلاً شعورياً مع هذا التداعي العجيب! ثمّ قدّم صاحب تخصصين، هو د. أحمد الصديق من كلية الدراما، وأستاذ الطب النفسي الذي قال كلاماً نسمعه لأول مرة، بالتركيز على منهج الإصلاح عند (أهل الطريق) وبعده كانت سياحة مع الشيخ بابكر الأحمدي مرشد الطريقة الأحمدية البدوية بدنقلا (منسوبة لسيدنا الشيخ أحمد البدوي السطوعي رضي الله عنه) ساح الشيخ بابكر مع الحضور في دروب متشابكة، بين منهج التربية في الإسلام، ودور المسيد في المجتمع، ومقتطفات من الحياة في ظلال التصوف، ثمّ تحدث د. أبوكساوي الذي أتى من الخرطوم ضمن وفد مبادرة الشيخ الطيب (المبادرة التنموية المجتمعية) تناول أبوكساوي أثر المتصوفة في المجتمع، وتحدث الدكتور السماني قلاب، عن ذات الموضوع، وتحدث بعده الشيخ الحافظ الشاب سراج بوصيري أستاذ المدارس القرآنية بدنقلا، وكان آخر المتحدثين مدير الشؤون الدينية والإرشاد بالولاية الشمالية، مشرف مجمع الشيخ برير بدنقلا الشيخ الجيلي الطيب البشير، الذي عقّب على كل الكلمات متأملاً في نهج القوم في التزكية والتربية والتأليف بين القلوب. مثّلت هذه الجولة من برنامج يوم الجمعة، مائدة شهية، ربما من أسباب جمالها، تنوّع الكلمات وتنوع وتعدد مواقع المتحدثين ومقاماتهم، ومن أسباب جمالها أيضاً أنهم جميعاً تحدثوا حديث القلب، وقد اختار صاحب الدعوة صاحب الدار راعي المبادرة مرشد الطريقة الشيخ الطيب الشيخ برير، أن يكون مستمعاً مستمتعاً بالجمال من حوله، جمال النفوس الزكية وجمال القلوب المحبة، وذات الحال كان حال الأمين العام للمبادرة مدير جامعة أمدرمان الأهلية البروفيسور معتصم أحمد الحاج الذي ما استطاع أن يلبي إلحاح مقدم البرنامج في أن يقول كلمة، ومن كثرة المتحدثين لم يجد كثيرون نصيباً لمخاطبة الحشد، منهم د. مخلص محمد صالح الياقوتي، ود.إبراهيم أحمد (طابت الشيخ عبدالمحمود). كانت هذه هي الجولة الأولى من برنامج يوم الجمعة، وقد انتهت مع أذان العصر، بعدها كانت وجبة الغداء، ثمّ صلاة العصر، ثمّ محاضرة قدمها شيخ الطاهر من أهل المربع، عن (أهمية أهل التصوف في المرحلة الحالية لتقوية النسيج الاجتماعي) وكانت هذه المحاضرة الشيّقة العميقة، التي قدمها المحاضر الذكي خفيف الظل، بلغة لطيفة ومواقف ظريفة، وقد أبدع في تجسير المسافة المفقودة ومعالجة الإشكالات التي يصر أتباع المدرسة الوهابية على إثارتها لتشويه منهج أهل الطريق. أما الجولة الرابعة في برنامج نفس اليوم، كانت (العصري) وما أدراك ما العصري بالنسبة للفقرا والمريدين والمحبين من أهل الطريق. العصري (بالذات يوم الجمعة) له مكانة خاصة في نفوس المحبين ، ولذلك تجمعت الحشود لساحة الذكر، وقد تزيّنت بالأعلام، كذلك الرايات الجميلة العالية الشامخة ترفرف متجاوبةً مع فرح المحبين وشامخة شموخ الأستاذ المرشد صاحب هذه الرايات العالية شيّال التقيلة، بدأ الشيخ الذكر بنفسه في رفقته الفرقة المباركة عمر عثمان أبكورة ومصطفى يوسف والنور وبقية مدّاح الحبيب صلى الله عليه وسلم، ما أن ضرب الشيخ الطار وصدح بالمدح حتى تدافعت الجموع لساحة الذكر، وتدفق المديح كشلالات عذبة تروي ظمأ المحبين، فشربوا جميعاً وطربوا، كانت حلقة الذكر قد انداحت إلى حواف المساحة الفاضية كلها، وبتوجيه من الشيخ، كان يقود الذكر مرتضي إبراهيم وعثمان عبدالقادر منطق، ومحمد رمضان، وعزالدين عبدالقادر، فتلاطمت أحاسيس ومشاعر المحبين كأمواج البحر، فترى عياناً بياناً وصف عبقري الشعر محمد المهدي المجذوب لحلقة الذكر (وهنا حلقةُ شيخِ يرجحِـنُّ، يضرب النوبة ضرباً، فتئـنُّ وتـرنُّ، ثم ترفضُّ هديـراً أو تـُجـَنُّ، وحوا ليـها طبولُ، صارخاتِ في الغـُبارِ، حولها الحلقة، ماجت في مـدارِ، نفـذت ملأ الليالي، تحت راياتِ طوالِ، كسـفينِ ذي سـواري، في عبابِ كالجبالِ، وتدانت أنفسِ القومِ، عناقـاً وإتـفاقـا، وتساقـوا نشـوةً، فاقـت مـذاقـا، ومكان الأرجلِ الولهي طيـورُ، بجلابيـبَ تـدورُ… وتـدورُ، والمـقدّم يتقدم، يرفعِ الصوتَ علِيـا، وتـقدم وتـقدم، يقرعِ الطبـلَ هنيـّا، وينادي مُنشِـدُ شيخاً، هو التمساح، يحمي عرشهُ المطمور، من موجِ الدميـره، ندبـوه للملمـّات الخطـيره، شاعرُ أوحي له .. شـيخ ُ الطريـقه، زاهـِدُ.. قد جعلَ الزُهذَ غـِنيً، وله من رقع الجُبـّةِ، ألوانِ أنيـقه والعصـا، في غربةِ الدنيـا الرقيقه، وله طاقيـةُ ذاتَ قرونِ، نهضـت، فوق جبيـنٍ واسـعِ، رقـّـقـهُ ضوءُ اليـقيـنِ، وفتي في حلقةِ الطـار، تثـنـّي وتأنـّي، وبيـمناهُ عصاهُ تـتحنـّي، لعِبـاً حرّكهُ المـدّاحُ غـَنـَّي، راجعِ الخـطوِ بطـارِ، رجـّع الشـوق وحنـَّـا).. هذا الفديو الذي أبدع فيه الشاعر الكبير، كأنه صوّره من (العصري) في مسيد العارف بالله الشيخ برير ببورتسودان. استمرّ (العصري) بوجود الشيخ الذي يخرج من وقتٍ لآخر لتصريف الأعمال، فهو يقف بنفسه على تفاصيل الأعمال التي سبق توزيعها ، ومايستوقفك وأنت تشاهد الجميع يتفانون في تنفيذها، دون أن يتحدث أحدهم مع الآخر، تماماً كالنحل (ماشاء الله تبارك الله) بمهارة إدارية عالية، تستحق أن تدرّس والله، ليعرف جيل الشباب كيف يوجّه المربي الحب، وكيف توظّف الطاقات. انتهت الجولة الرابعة (العصري) مع رفع النداء لصلاة المغرب، فاتجهت الجموع إلى المسجد، ومن بعد صلاة المغرب، تغيّر شكل ساحة الذكر، فقد امتلأت بالكراسي، ليأخذ البرنامج شكلاً جديداً، وكان ثمّة طلب باستكمال كلام الشيخ اللطيف شيخ الطاهر، الذي يزاوج في كلامه بين لغة أهل العلم، سيما النصوصيين من المدرسة الوهابية، عشّاق المتون (شيخ الطاهر يحفظها عن ظهر قلب) وبين لغة العوام، فهو ينحاز لهم ويتفاخر بهم وبالمعدمين والمهمشين، وسيد الخلق يقول (إنما تنصرون بضعفائكم). كانت محاضرة شيخ الطاهر تمثل الجولة الخامسة من البرنامج، وقد انتهت برفع النداء لصلاة العشاء، حيث تدافعت الجموع نحو المسجد، وبعد صلاة العشاء بدأت الجولة السادسة من برنامج هذا اليوم الحافل، فكانت ـ يادوب ـ بداية الليلة! بدأ ضيوف الشيخ يتوافدون، تتقدمهم النوبات وتعلو ركابهم الرايات، بعد كل خمس دقائق يصل شيخ طريقة في وفده المبارك، فيستقبلهم فريق الاستقبال برايات المسيد، فتلتقي رايات المسيد مع رايات الوفد الزائر فيدخل الشيخ الزائر في استقبال مهيب، وفي شكل مراسمي غاية في الإبداع والجمال، وفي الساحة قرب المنصة يتقدم الشيخ الطيب منفرداً يستقبل الشيخ الزائر ووفده الميمون، وهم يدخلون بأماديح مخصوصة، في شكل يسمى السفينة، وبعد انتهاء المدحة، تستلمهم لجنة مخصصة للاجلاس، فيتم تجليسهم بطريقة برتكولية خاصة بأهل الطريق، وهي في تقديري تتفوق دقةً وجمالاً على منهج وأسلوب البرتكول والمراسم الرسمية للدول. استمر وصول الوفود إلى وقت متأخر بذات الكيفية البديعة الجميلة التي تشكّل فواصل جميلة تتخلل المديح. شارك في هذه الجولة، عدد كبير من مشايخ الطرق، منهم من أتى من الخرطوم مثل الشيخ دفع الله الشيخ محمد الغرقان، والشيخ أحمد الشيخ الشعراني، وشاركت فرق مديح متعددة، مثل الطريقة السمانية أولاد الشيخ باشيح، وأبناء الطريقة التجانية بالبحر الأحمر، وأولاد الشيخ البرعي، وأبناء الطريقة البرهانية، وأبناء الشيخ دفع الله المصوبن مؤسس الطريقة القادرية العركية، وأبناء الشيخ الصائم ديمة وغيرهم. بعد إكرام الضيوف وتناول وجبة العشاء، بعد مغادرتهم، في حوالي الساعة الواحدة والنصف، بعد منتصف الليل، تبقى أحباب ومريدو ومنسوبو الطريقة السمانية وحدهم، أهل المسيد، في احتشادهم مع الشيخ، بعد أن أرهقهم النصب، وأنهكهم التعب، ظنّ الجميع أنّ الليلة قد انتهت، سيخلدون للنوم والراحة، فإذا بالشيخ ينهض في طاقة استثنائية متجددة (ماشاء الله تبارك الله) ويدخل حلقة الذكر، لتشتعل طاقات واصلة في أجساد الجميع، فلا تكاد تجد شخصاً إلا وهو في حيوية دافقة، فتبدأ الجولة السابعة من هذا البرنامج العجيب، والشيخ في قلب الدائرة، والمريدون في تحليق وتشويق، يكاد كل واحد يطير بجناحيه، في ليلة العارف بالله الشيخ برير، الذي كان حاضراً في كل ثنايا البرنامج، وتعطرت السماء بأمداحه، فكانت (ليلا الكرام فازوبا) (سلام عليك يالقطب الطوال إيديك) وعشرات من أمداحه وأمداح ابنه المجدد، الذي ورث المقامات وحاز الكرامات، والمدّاح يتجلّون ويحلقون في سماء مفتوحة كأنما تنادي لمن يعرجون، والجميع يتسلقون الأنوار، فتجد الجميع في سمو واستمتاع، وحين دقت أجراس الساعة الثالثة صباحاً، والوفود القادمة من الولايات ستغادر مع الفجر، وجّه الشيخ بمدحة الختام (لا إله إلا الله محمد رسول الله.. تبنا ورجعنا لي الله) والتي مع وقت السحر، قد فعلت في البعض العجب.. بعدها كان الختام بالدعاء.. يا الله.. لحظات لاتوصف.. الكل يتسلق حبالاً لاترى ويعرج والشيخ يدعو، ومع كلمة (آمين) انكبوا يتدافعون نحوه في منظر لاتجده إلا عند أهل المحبة، يحبهم ويحبونه، تراهم وكأنهم يتبادلون التحايا بقلوبهم لا بأياديهم. انتهت الليلة، فهل انتهى البرنامج؟ لا.. فهاهو الشيخ ينادي: (عزالدين.. منطق … شوفوا الشاي والزلابية لكل الناس قبل يسافرو) ثمّ ناداني لألتحق بمجلسه النوراني الذي بدأ من جديد في حضرة وفد الولاية الشمالية.. وهنا بدأت الجولة السابعة من البرنامج! كان نقاشاً عميقاً حول التصوف في الولاية الشمالية، وقد سررت غاية السرور لاختيار هذا الموضوع، في وجود هذه النخبة المباركة من الحاضرين، الذين لهم معرفة وإلمام بأدق تفاصيل هذا الأمر. وبعد أن أبحر الجميع في الحديث واقتربوا من شواطيء الختام، غادر الشيخ في هدوء، لا ليأخذ غفوة قبل الأذان، ولكن لتجده في (التكية) جلس عند صاج والنيران والزيت الحارق يتطاير، يمسك المغراف بنفسه وهو منشغل في رمي و(نجيض) الزلابية! أي والله.. شربنا الشاي بالزلابية، وجهزوا سيارة تقلنا إلى الموقف، وبعد الوداع، ركبنا، وعند بوابة الخروج، نفاجأ بالشيخ في مجموعة من أبنائه من الفقراء والمريدين ضمن النظام المراسمي لأهل الطريق، يصطفون في وداعنا يرفعون ترنيمة التهليل المسجوع (لاإله إلا الله). وفي تلك اللحظات اغرورقت أعيننا، وقد طلب شيخ متوكل من السائق الاستعجال، وقد فهمت طلبه، فقد كان يخشى أن تفضحه دموعه في الحال تلك! يا الله..!
إنهم أهل وصل ووصال، وقلوب ناطقة بالمقال، وشوق يتجدد ولايزال! والشيخ قد أبدع في وصف الحال، أو كما قال: (في قلوبنا حبهم انطبع.. ديل النوّرو للُبقع) رضي الله عنكم وأنار بكم الطريق وضاعف بكم المحبة والمحبين. آمين.

12 يناير، 2023 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
أحداث بارزةالمقالات

بيت الشورة ….عمرالكردفاني …..ضبطيات الاسلحة الى من توجه فوهات البنادق؟

by شوتايم2 10 يناير، 2023
written by شوتايم2

ضبطيات الأسلحة……الى من توجه فوهات البنادق ؟

 

بغض النظر عن الاحصائيات الكبيرة لحجم تجارة الأسلحة على مستوى العالم وخطر انتشارها الواسع وفرحة تجار الأسلحة باشتعال الحروب فإننا في السودان رغم اننا لسنا بمعزل عن الدوامة الكبرى التي تحيط بالعالم وتفجر الأوضاع في دول كثيرة حتى أن الاخبار الروتينية صارت هي اخبار الحروب والمذابح فإن ضبط أسلحة بهذا العدد الكبير في حدود السودان متجهة إلى مدنه ولايات المختلفة  يعطي إشارة لمن القى السمع وهو شهيد ،فقد ضجت الاخبار خلال أقل من ثلاثة أشهر بضبط أكثر من 5800طبنجة و499سلاح قتالي (كلاشينكوف) وهذه الأسلحة بالحساب العسكري هي تسليح كتائب عسكرية كاملة لذا فإن الجانب الحميد هو هذه اليقظة المعهودة عند قوات مكافحة التهريب التابعة لقوات الجمارك ولفت نظر إلى أن تجهيز وتحفيز مثل هذه القوات واجب وطني الا ان الامتداد الطبيعي لمثل هذه الأخبار هو طرق نواقيس الخطر  حتى لا نؤخذ على حين غرة لان السلاح الواحد بقوة فتك الأسلحة الحديثة يعني أن من هم في دائرة نصف قطرها كيلومترا كاملا من المواطنين العزل يكونوا في مرحلة خطر الإصابة المباشرة او غير المباشر والمتعمدة او غير المتعمدة حال وجود قطعة سلاح واحدة في الأيدي الخطأ
في مرحلة ما من مراحل تكثيف الراحل المقيم د.سلاف الدين صالح نشاطه في مجال حرمة دماء المسلمين استطاعت مفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج  أن تشرك الإعلاميين في توجيه الخطابات المباشرة إلى المجتمعات من أجل العمل على نزع الأسلحة بطريقة أن يتخلى الانسان بطوعه عن سلاحه وينخرط في العملية السلمية وذلك في شراكة مباشرة مع الكثير من الهيئات والمنظمات المحلية والاقليمية والعالمية ،إلا أن الوضع الآن يحتاج إلى أكثر من ذلك لان مصادر الأسلحة تعددت بل أصبحت هنالك جيوش كاملة يتم الإعلان عنها داخل البلاد وبالطبع ليس هنالك جيش دون سلاح بل مجرد لبس الانسان غير المدرب تدريبا شاقا وغير المطبع بالعقيدة القتالية السليمة فانه يصبح سلاحا أكثر فتكا لانه قد يستعمل كل ما يقع تحت يديه في رعونة وعدم توخ للعواقب.

ثم ماذا بعد؟

يد الجمارك الباطشة واعني بها قوات مكافحة التهريب تعمل في ظروف قاهرة وسط مجموعة أخرى من القوات النظامية التي لا تأتمر بأمرها بالطبع وبالتالي يكون التنسيق في حاجة إلى حنكة القواد كما أن هنالك أجهزة مساندة يجب توفرها ،لوجستيا يجب دعم تلك القوات على الحدود بمعدات رؤية ليلية وطائرات موجهة واسلحة أكثر فتكا من تلك التي بيد المهربين كما أن تلك القوات في حاجة ماسة إلى معدات فنية لفحص المضبوطات حتى لا يثار جدل يقوض مجهودها خاصة إذا علمنا ان حدودنا الممتدة أصبحت هدفا للمهربين من لدن تجار الأسلحة وحتى الأجهزة الكهربائية والموبايلات والأدوية

10 يناير، 2023 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
أحداث بارزةالمقالات

غرب كردفان …..امض اخي الوالي في التنمية وليذهب المتقاتلون الى الجحيم

by شوتايم2 15 ديسمبر، 2022
written by شوتايم2

 

 

 

 

 

نشرت بعض المواقع الإخبارية بالأمس خبرا عن والي غرب كردفان الأستاذ خالد محمد قيلي مشيرة انه لوح بتقديم استقالته وهو خبر مصنوع بصورة غير دقيقة يصب المزيد من الزيت على نار الولاية المستعرة من كل الجهات ،فقد ابتليت الولاية بحروب قبلية لم تحدث من قبل وللأسف للمرة الاولى في تاريخ الدنيا يقود المتعلمين حروبا قبلية ويسعرونها عبر وسائط التواصل الاجتماعي التي جعلت من كل نصف متعلم صحفيا يفتي في الشأن السياسي ويقدح في كل من يخالفه الرأي ويهدده بالويل والثبور وعظائم الأمور.

والأستاذ قيلي ليس بدعا من الولاة الذين يقودون بقية ولايات السودان في امن وامان لان مواطني السودان كلهم يعرفون ما هو الإنتاج وكيف هي الإدارة الا غرب كردفان التي يظن جميع مواطنيها انهم الاحق بحكم الآخرين وأنهم افهم من خلق الله أجمعين،إن الولاية التي رفدت السودان بالاطباء والمهندسين والقانونيين ورجال السياسة والاعلاميين والدبلوماسيين والعسكريين ورجال الأعمال  الذين يشار إليهم بالبنان على مستوى العالم وليس السودان فحسب ،هي ذات غرب كردفان التي يعيث فيها الجهلاء وانصاف المتعلمين فسادا ويزينون للبسطاء أن القبيلة الفلانية أنقى دما من القبيلة العلانية  وحتى في القبيلة الواحدة هنالك بيت أعلى كعبا في النقاء العرقي من البيت الآخر.

قال لي الأمير مختار بابو نمر مرة :إن المسيري اذا اتجه إلى ديار حمر يأتمر بأمر أمير دار حمر والحمري اذا جاء إلى ديار المسيرية فانه يأتمر بأمر ناظر المسيرية  وهو أمر يتم بطريقة اوتوماتيكية لان القبيلتين بينهما عهد وميثاق واردف بالقول اننا نسير شمال وجنوبا  حسب مصالحنا الاقتصادية لذا من الواجب أن تتسع دائرة علاقاتنا جنوبا مع الاخوة دينكا نوق وشمالا مع أهلنا الحمر .

هكذا تدير الإدارة الأهلية الأمور ولكن ان ينفلت زمام الأمن حتى يموت أبناء الولاية الواحدة بالعشرات دون حتى أن يعلم الجميع سبب القتال فذلك أمر انفردت به ولاية غرب كردفان دون سواها والجميع يضع اللوم على الوالي ،وللأسف الشديد فإن الوالي هو الوحيد الذي يعرف ما يفعل والبقية يبحثون عن الأعذار ويحملون طلبات الإعانة على أبواب الوزارات فإذا اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها أقاموا الدنيا ماتما وعويلا.

ثم ماذا بعد ؟

 

إن الضباط الاداريين الذين يتسنمون قيادة دولة السودان الآن هم من خيرة من انجب الجهاز التنفيذي والأستاذ خالد قيلي أحدهم أن لم يكن واحد من افضلهم وانا لا تجمعني به مصلحة خاصة ولا اطمع في منصب او مال منه لان الأمور لا تدار بالمطامع ولكن لي أهل وعشيرة من حقهم أن يعيشوا في امان تحت ظل حكومة تقدم لهم الخدمات وهو ما يجتهد فيه الرجل ولكن تعيقه اطماع البعض اما القتال فهذا شأن لا دخل للرجل فيه وانا اتمنى ان يسير على ذات النهج تخطيطا للتنمية والخدمات وان يواصل المتقاتلون قتالهم حتى إذا بقي نفر لا يريدون قتالا تمتعوا بالخدمات وليذهب المتقاتلون إلى الجحيم

15 ديسمبر، 2022 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
أحداث بارزةالمقالات

عمر الكردفاني يكتب…..ركشات السياسة والبحث عن الرياسة

by شوتايم2 14 ديسمبر، 2022
written by شوتايم2

 

 

 

 

 

بيت الشورة
عمر الكردفاني

ركشات السياسة والبحث عن الرياسة

 

وانا اقود سيارتي المتهالكة بأحد الطرق المزدحمة دوى خلفي صوت منبه عجول فافسحت الطريق فإذا بركشة تتبعها أخرى تجاوزنني بسرعة لا تتلاءم مع سرعة الركشة التي نعرفها ،سرحت بذهني إلى أول أيام دخول هذه الدويبة إلى السودان حيث كنت أظن أنها لنقل التلاميذ والطلاب ولا يجوز لراشد أن يستقلها ،كما أن القانون كان لا يسمح بترخيصها كأي مركبة ولا يسمح أن تعبر الكباري او تسير في الشوارع الرئيسية بل عليها أن تسير باستحياء بالطرق الجانبية وغير المعبدة ليستقلها التلاميذ والعجزة الذين لا يستطيعون السير راجلين مسافة أكثر من مئتي ياردة ، بل حتى عندما أصر الساسة (وهذا دأبهم في التحشر ) أصروا أن يتم ترخيصها قام رجل مرور شجاع بالرفض البات وبعد الحاحهم قام بترخيصها بالحروف (خ ر) اعزكم الله .ويمكنك مراقبة ذلك عزيزي القارئ.
ما دفعني إلى هذا الاسترسال هو دخول ساسة خفيفي الوزن والعلم ولا يستحقون نيل رخصة سياسي ،دخولهم إلى عالم السياسة الذي يحتاج إلى الرياسة والكياسة وإلى الوزن الملائم للترخيص بالسير في عالم السياسة الوعر الملئ بالطرق غير المعبدة ،والمصيبة أن هؤلاء الساسة يأتون إلى مكاتبهم بمستشارين ومدراء مكتب ومدراء إدارة إعلام خفيفي الوزن مثلهم لذا تجد أنهم يتخبطون كمن يتخبطه الشيطان من المس ولا يستطيعون إدارة شان ولي نعمتهم وبالتالي تكثر المصائب السياسية وتكثر مصائب الوطن ويتعثر الإقتصاد،من الفضائح الكبيرة انه في إحدى الايام سافر احد هؤلاء الساسة إلى مؤتمر عالمي وبما أن مكتبه كله من الاغرار خفيفي الوزن فقد هبط الوفد الميمون بكل مخصصاته الدولارية وتذاكره الباهظة في قارة غير القارة التي ينعقد بها المؤتمر ليس دولة بل قارة كاملة ،فالجميع كان مشغولا بترتيبات المخصصات والحوافز ونسوا الانتباه إلى الدولة المرادة !!!!

ثم ماذا بعد؟

إن مصائبنا في هذا الوطن تتعدد بتعدد الحالمين بالسلطة والساعين إليها والعاملين عليها والمتردية والنطيحة وما اكل السبع ،وهذه قائمة تطول كطول ليلنا الدامي ومستقبلنا الكئيب وحاضرنا الذي لا يسر عدو ولا صديق .فحسبنا الله ونعم الوكيل

14 ديسمبر، 2022 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
أحداث بارزةالمقالات

عمر الكردفاني يكتب.حميدتي رجل ال(ساعة)

by شوتايم2 13 ديسمبر، 2022
written by شوتايم2

ان تعريفات كلمة سياسة لا تنطبق على السودان خاصة وان اهم تلك التعريفات هي أن السياسة فن الممكن عدا عن تعريف الدبلوماسية والمزج بين الاثنين ،في السودان ظلت كلمة سياسة او سياسي مرادف لكلمة مراوغ او كذوب على أقل تقدير ،نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو ظل هدفا للتنمر بسبب انه النقيض لتلك الصفة ،فقد ظل الرجل يتعرض للهجوم جراء صدقه وكل من شحذ رمحه لاطلاقه تجاه الرجل يختم بالقول :لكنه رجل صادق .

ومن هذه الصفة بالذات أصبح حميدتي كما يحلو للكثيرين مناداته أصبح من أعلى موضوعات الإعلام تناولا خاصة بعد أن يلقي جانبا خطابه المصاغ بعناية ليدلف مباشرة إلى الدارجة التي يحبها فيطلق المصطلحات المغرقة في العامية وهو ينفث الهواء الساخن فيقول كل ما يريد دون خشية او رهبة .

هنا يجد المدونون ضالتهم للنيل من الرجل ومن مؤسسة الدعم السريع وبالطبع كافة مؤسسات الدولة خاصة إذا اطلق حميدتي جملة فيها نصحا او لوما مما يدل على الحدب على المصلحة العامة ،والمعروف ان من يتحدث على الملأ دائما يكون شخص يسعى إلى الإصلاح وليس كمن يضمر الشر ويبدي الصداقة

ما دفعني إلى تناول سيرة السيد نائب رئيس مجلس السيادة ما قاله امس امين عام الصندوق القومي لرعاية الطلاب بروفيسور عصام عباس بابكر كرار غداة تسليم المعينات التي تبرع بها دقلو للطلاب المعاقين والتي بلغت 50دراجة نارية و 200سماعة  و200 عصاة الكترونية إذ قال ان السيد النائب الأول ما ذهبنا اليه بطلب الا واستجاب لنا ونفذ ما قاله خلال ساعة واحدة وقال كرار :إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا ،إن هذه الصفة في السياسي هي مربط الفرس وهنالك ساسة يرفضون الطلب مباشرة وهؤلاء ايضا مطلوبين ولكن أصحاب المراوغة والذين يحبهم الجمهور لحلاوة الحديث(حلو اللسان وقليل الاحسان ) هؤلاء من يعيقون عجلة الحياة ويزهدون الشعب في حكومته وهم كثر

ثم ماذا بعد؟

إن الصفة التي أطلقها البروفسير عصام  كرار هي خبر ممتاز في الوقت المناسب حتى يعرف الشعب السوداني أن هنالك نائب رئيس صادق في حديثه مباشر في عداوته ومحبته وأكثر من ذلك هو رجل ال(ساعة ) من الناحيتين …الأولى انه رجل يحتاجه الشعب السوداني الآن لانه يهتم بكافة الشرائح خاصة الضعيفة منها وهو رجل الساعة لانه اذا وعد بشئ قام بتنفيذ خلال ساعة من الزمن ،إن أجمل اخبار الراهن هي أن يقول نائب الرئيس انه يقف جنبا إلى جنب مع صندوق رعاية الطلاب لتنفيذ كافة رغباة الطلاب  في هذا الزمن الصعب

13 ديسمبر، 2022 0 comments
0 FacebookTwitterEmail
  • 1
  • …
  • 15
  • 16
  • 17
  • 18
  • 19
  • …
  • 37

الأكثر مشاهدة

  • 1

    وزير المالية والتخطيط الاقتصادي يلتقي الامين العام لجهاز المغتربين بالانابة ويناقش عدد من القضايا

    21 نوفمبر، 2023
  • 2

    شاهد بالفيديو….مليشيا الجنجويد يضربون الاقباط ويكرهونهم على الأسلام

    12 يونيو، 2023
  • 3

    مطالب بتغيير العملة السودانية

    16 سبتمبر، 2021
  • 4

    شاهد بالفيديو ….رجل اصابه الزهايمر فاصبح طفلا بين يدي ابنه

    11 مايو، 2023
  • 5

    مطالبات بفتح مسار الطيران السوداني عبر (اسمرا)

    12 يونيو، 2023
  • Facebook
  • Twitter

حقوق النشر محفوظة لشوتايم نيوز 2021م

شوتايم نيوز
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • الإقتصاد
  • العالم
  • الفيديو
  • المقالات
  • المنوعات
  • تحقيقات وتقارير
  • حوادث وجريمة