عمر الكردفاني يكتب…..ركشات السياسة والبحث عن الرياسة

by شوتايم2

 

 

 

 

 

بيت الشورة
عمر الكردفاني

ركشات السياسة والبحث عن الرياسة

 

وانا اقود سيارتي المتهالكة بأحد الطرق المزدحمة دوى خلفي صوت منبه عجول فافسحت الطريق فإذا بركشة تتبعها أخرى تجاوزنني بسرعة لا تتلاءم مع سرعة الركشة التي نعرفها ،سرحت بذهني إلى أول أيام دخول هذه الدويبة إلى السودان حيث كنت أظن أنها لنقل التلاميذ والطلاب ولا يجوز لراشد أن يستقلها ،كما أن القانون كان لا يسمح بترخيصها كأي مركبة ولا يسمح أن تعبر الكباري او تسير في الشوارع الرئيسية بل عليها أن تسير باستحياء بالطرق الجانبية وغير المعبدة ليستقلها التلاميذ والعجزة الذين لا يستطيعون السير راجلين مسافة أكثر من مئتي ياردة ، بل حتى عندما أصر الساسة (وهذا دأبهم في التحشر ) أصروا أن يتم ترخيصها قام رجل مرور شجاع بالرفض البات وبعد الحاحهم قام بترخيصها بالحروف (خ ر) اعزكم الله .ويمكنك مراقبة ذلك عزيزي القارئ.
ما دفعني إلى هذا الاسترسال هو دخول ساسة خفيفي الوزن والعلم ولا يستحقون نيل رخصة سياسي ،دخولهم إلى عالم السياسة الذي يحتاج إلى الرياسة والكياسة وإلى الوزن الملائم للترخيص بالسير في عالم السياسة الوعر الملئ بالطرق غير المعبدة ،والمصيبة أن هؤلاء الساسة يأتون إلى مكاتبهم بمستشارين ومدراء مكتب ومدراء إدارة إعلام خفيفي الوزن مثلهم لذا تجد أنهم يتخبطون كمن يتخبطه الشيطان من المس ولا يستطيعون إدارة شان ولي نعمتهم وبالتالي تكثر المصائب السياسية وتكثر مصائب الوطن ويتعثر الإقتصاد،من الفضائح الكبيرة انه في إحدى الايام سافر احد هؤلاء الساسة إلى مؤتمر عالمي وبما أن مكتبه كله من الاغرار خفيفي الوزن فقد هبط الوفد الميمون بكل مخصصاته الدولارية وتذاكره الباهظة في قارة غير القارة التي ينعقد بها المؤتمر ليس دولة بل قارة كاملة ،فالجميع كان مشغولا بترتيبات المخصصات والحوافز ونسوا الانتباه إلى الدولة المرادة !!!!

ثم ماذا بعد؟

إن مصائبنا في هذا الوطن تتعدد بتعدد الحالمين بالسلطة والساعين إليها والعاملين عليها والمتردية والنطيحة وما اكل السبع ،وهذه قائمة تطول كطول ليلنا الدامي ومستقبلنا الكئيب وحاضرنا الذي لا يسر عدو ولا صديق .فحسبنا الله ونعم الوكيل

Leave a Comment

12 − سبعة =