أتذكرون حملات الإغاثة التي إنتظمت البلاد إبان السيول و الفيضانات والأمطار الأخيرة ، لعلكم تذكرون أن البلاد استقبلت عدداً مهولاً من المواد الغذائية والملبوسات والأغطية والأدوية والخيام من دول كثيرة من ضمنها دول عربية و أوروبية .
وحدث أن كانت الإغاثة الإيطالية عبارة عن أطعمة جاهزة للطبخ و أخرى معدة سلفاً ولاتحتاج إلى مجهود كبير لتجهيزها فقط قدرٌ للطبخ و ماء و حطب .
الحكومة الإيطالية رأت أنها ترسل أواني للطبخ فأرسلت مع المواد الغذائية قدور (حلل وطوات) ماركة تيفال المعروفة …..!!
ماحدث أن بعض القائمين على أمر الإغاثة رأوا أن الطعام الإيطالي و حلل التيفال الفاخرة نوعٌ من الترف و البذخ لهؤلاء المتضررين …!!! بالدارجي كده (كتيرة عليهم ) …!!
و فوراً …المواد الغذائية وجدت طريقها إلى المحال التجارية الضخمة و حلل و طوات التيفال وضعت بعناية على أرفف محلات الأواني المنزلية الراقية …. ولا عزاء لإيطاليا ..!!
أما المتضررين فقد كان نصيبهم مواد غذائية منتهية الصلاحية تم جمعها من بعض المحال و توزيعها عليهم مما أدى إلى حدوث حالات تسمم جماعي في منطقة ود الريح .
المؤسف في الأمر أنه ولا حكومة ولا جهات عدلية ولا قوات نظامية ولا منظمات مجتمع مدني ولا لجان مقاومة ولا غيرهم كلفوا نفسهم عناء البحث و التحري و تكوين لجان تحقيق بخصوص تسرب الإغاثة للأسواق أو على أسوأ الفروض البحث عن حالات التسمم .
الموضوع مات برمته ، وقُبرت التفاصيل ، و جلس هؤلاء وأولئك في إنتظار سيول جديدة و فيضانات مدمرة ليزدهر سوقهم مرة أخرى …!!
آخر تقليعات الإتجار بقوت المساكين والمحتاجين ماقام به أحد مسؤولي برنامج سلعتي في إحدى المحليات الطرفية والذي طلب من الموظفة المسؤولة أن تمضي له على استلامها عدد 300 طرد سلعتي …!!
الموظفة رفضت بعنف قائلة أنها لن تمضي إلا على ما استلمته و تم توزيعه و أن ما استلمته عدده 20 طرداً …وليس 300!!!
خارج السور :
الكيزان ورغم تاريخهم الأسود و فسادهم المشهود لم نسمع عنهم سرقة حلل.