عمرالكردفاني يكتب:متى يبلغ (البدر)يوما تمامه

by شوتايم2

 

بيت الشورة…..عمر الكردفاني

هنالك مقولة رائجة تنطبق علينا في السودان دون سوانا وهي أن كافة الشعوب تقف خلف الفاشل حتى ينجح الا اننا في السودان نسعى خلف الناجح حتى يفشل، والأمثلة عندنا كثيرة ولكني أود الإشارة إلى قصة حكاها سوداني قال:كنت في لندن وازمعت العودة إلى البلاد فدفعني الحس  الوطني إلى الحجز على الخطوط الجوية السودانية وكانت وقتها تصل حتى لندن ولكني لم أجد حجزا حتى إلى أشهر قادمات ففرحت جدا بأن الإقبال على طائرنا الميمون بهذا الإقبال ،وقبل الذهاب إلى خطوط أخرى زرت صديقا وقلت له انني اريد حجزا إلى الخرطوم فرفع السماعة وبين دهشتي وحنقي حجز لي على الخطوط الجوية السودانية، فظننت أن الأمر يخضع المحسوبية فعدت إلى مكتب الحجز وأكدت الحجز ،وعندما صعدت على متن الطائرة السودانية الضخمة وجدت أن أكثر من نصف المقاعد فارغة ،ولما استقصيت عن الأمر حدثني أحد الأصدقاء عرفت ان طاقم الطائرة يقوم بهذا الأمر حتى يخلي أكبر مساحة وزن لشحن بضائعهم الخاصة او بيع ما يخصهم من وزن لمن يرغب.

لقد تضافرت العديد من الظروف حتى آلت الخطوط السودانية إلى هذا الحال لذا عندما بدأت الشركات الوطنية تتحسس أجواء بلادنا فغطت كل ولايات السودانية وبعضا من عواصم العالم كانت شركة بدر بدرا مكتملا زاهيا بطائراتها التى تحلق فترفع اسم السودان عاليا خفاقا وبما أنها شركة وطنية فقد مثلت السودان احسن تمثيل الا ان انتظام رحلاتها قد أغرى ضعاف النفوس بتهريب الذهب على متن اسطولها الضخم والمنتظم في توقيت الرحلات  واتجاهاتها  وهنا تحضرني المقولة السودانية (تشتغل كتير تغلط كتير …وتعاقب ما تشتغل ما تغلط ….تتحفز) ،والمعروف أن الطائرة الوطنية تكون دائما عرضة التدخلات من الكثير من أجهزة الدولة ،ليس دفاعا عن شركة بدر ولكن دفاعا عن آخر راياتنا المحلقة في سماوات العالم ،من منا لم يسافر على متن هذا العملاق الطائر ومن منا لم يشعر بالفخر جراء المعاملة الراقية التي ترقى إلى مصاف الشركات العالمية والانضباط المفرط في الحل والترحال، ولئن اختار مهربي الذهب طائرات شركة بدر فلربما ذلك لأن رحلاتها منتظمة ومتوفرة وكلنا نعلم ان دخول الذهب إلى الطائرة يتطلب تنسيقا مع جهات أخرى، ولكم سمعنا مقولة تعال يوم كذا في الاسبوع بسبب وجود الوردية الفلانية  وهذا ليس قدحا في اجهزتنا الأمنية ولكنه مثال على أن من يستهدف بدر للطيران إنما يستهدف الشركة الأولى في السودان من حيث انتظام الوقت والوجهات حتى يستطيع توفير غطائه المناسب للتهريب إذ لا يمكن أن تجهز البضاعة والزمن الذي ستدخلها فيه إلى الطائرة ومن سوف يقوم بذلك فتجد أن الرحلة تم تأجيلها أو الغائها

ثم ماذا بعد؟

لست في مقام الدفاع عن شركة بدر للطيران ولا اعرف فيها أحدا وليست لي مصلحة مع أحد فيها ولكني لا أحب تحطيم الطموح أيا كان خاصة وأن بدر دافع عنها طاقمها بكشفه عن الذهب المهرب وتبليغه عنه إذن فليستمر التحقيق لمعرفة من خطط ومن نفذ ولصالح من دون الهجوم على هذا العملاق الوطني دون جريرة اقترفها سوى فرد اجنحته عاليا لرفع اسم السودان الذي أصبح لا  بواكي له

 

Leave a Comment

سبعة − 7 =