بيت الشورة
عمر الكردفاني
والي البحر الاحمر أعانك الله
لأول مرة أتردد كثيرا في الكتابة عن شأن عام ،فبعد أكثر من ثلاثين عاما في بلاط الصحافة بدأت كتابة عمودي الراتب لأن الصحفي كما أسلفت ليس بمفكر ولكن عليه تصحيف ألاراء والأفكار الرائجة لتقديمها في خدمة الرأي العام فضلا عن نقل الاخبار وتحري الدقة والصدق في ذلك،والان بعد أعوام من الكتابة الراتبة والعمل الروتيني هأنا أقف عاجزا عن الكتابة في شأن تولي اللواء م مصطفى محمد نور ولاية البحر الأحمر ، لأسباب أهمها أن الرجل لم يبدأ مهامه بعد حتى يتوجه إليه الإعلام بالنصائح والنقد وحتى النصائح فهي تكون في إطار المصلحة العامة ،السبب الأهم في عجزي عن الكتابة هو أن السيد اللواء مصطفى يحتاج إلى ثلاثة محاور للعمل إلا أنه سبر اغوارها جميعا ،فهو في حاجة إلى قراءة علاقات البلاد الخارجية ومحاولة نقل تجارب الأمم وهو قد عمل من قبل قنصلا بإحدى الدول الأفريقية والثاني هو الجانب الأمني والرجل في غنى عن النصح لانه ولمن لا يعرفه كان أحد الاذرع القوية في تحرير جبل مرة تقريبا عام 2016او 2017 حيث كان مرابطا بقواته في اعلى نقطة مأهولة بالجبل منطقة (سرونق) وقد ضرب مثالا للعمل العسكري المنضبط حيث تعاهد مع ضباط وضباط صف وجنود المتحرك الذي يقوده أن لا تمتد يد أحد إلى أي فاكهة الا بعد دفع قيمتها مع أن أصحاب مزارع الفاكهة بجبل مرة يمنحون المارة الفواكه مجانا ،المحور الاخير والأهم هو قراءة خارطة الولاية والتعرف على مكونها المجتمعي وهو أمر جد ميسور لإبن الولاية الذي عمل بها من قبل وسبر أغوار كافة مشاكلها ويعرف الصالح والطالح من طاقم العمل المناسب لإدارة دفتها وقد حكى لي احدهم نكتة طريفة قائلا: التقى احد السماسرة بآخر وسأله عن الوالي الجديد (يقصده)، فقال الاخر :آه دا ما تقدر تطلع منو بحاجة ؟؟؟؟وهي شهادة قوية في حق الرجل من ناحية حفاظه على المال العام ،مجمل القول هو أن اختيار اللواء م مصطفى محمد نور لإدارة دفة ولاية البحر الاحمر في هذا الوقت هو مكسب كبير لحكومة المركز واكبر المكاسب لولاية البحر الاحمر وولايات الشرق فقط علينا أن نتركه يعمل وان لا يتم الحكم عليه لا الآن ولا بعد عشرون عاما لأن نية الرجل معروفة فإن أصاب فذلك توفيق من الله وإن أخطأ فليعلم الجميع أن نيته كانت سليمة وان مقصده كان الخير ،وهذه الأسطر ليست لتنزيه السيد الوالي ولكنها نصائح لنا كاعلاميبن وساسة ومواطنين أن نجهر بالقول :أعانك الله اخي مصطفى محمد نور.
ثم ماذا بعد؟
لقد بلغ السيل الزبى ووصلت بلادنا حدا من الانهيار لم يكن في حسبان أكثر المتشائمين ، لقد سألني أحد الإخوة قبل هذه الحرب اللعينة بأيام قائلا :هل نحن نسير إلى الحضيض؟فقلت له: نحن الآن داخل الحضيض وعلينا أن نختار نوع الحضيض الذي نحب :حضيض بالجبنة أم حضيض بالطماطم؟
لذا الآن علينا التمسك بما نجده من أغصان للنجاة ولا اريد قصم ظهر الاخ اللواء مصطفى محمد نور ولكنه احد اطواق نجاة هذا البلد بما يملك من نية وحسن طوية وشكيمة قوية فلنتعهده بالدعاء :أعانك الله .