في هذا البلد العجيب كل شيء يبدو غريبا .. السودان أرض على مر العصور استغلت من قبل دول غربية بأيد سودانية رخيصة سعت دوما لتطبيق كل ما يوكل اليها من مهام مقابل حفنة دولارات لا تسمن ولا تغني من جوع .
منذ قديم الأزل ظلت ارض السودان منفى للعصابات ومكبا للنفايات بشتى انواعها والمسئول الأول يقبض الثمن ويسكت في أبشع صور الاسترخاص للأرواح واهانة الوطن وإهانة بنيه وإعلاء قيم الأنا، وحب الذات .
الحديث عن نفايات نووية دفنت بأرض شمالنا الحبيب منذ القرن الماضي ليس حديثا للاستهلاك وانما حقيقة يفسرها أسباب تفشي السرطانات وسط أهلنا بتلك المناطق، والحديث قبل أعوام عن وصول حاويات نفايات الكترونية للسودان في شكل هبات للمدارس حديث صحيح وحينما وصلت وبدلا لإيصالها للمدارس تكالب عليها مسئولون يا سبحان الله .
في السودان كل ما يصلنا من بضائع وسلع حتى العربات عبارة عن نفايات العالم ولا ننسى صفقة بصات الولاية كنا نظنها بصات حديثة ولكن فور وصولها اكتشفنا انها نفايات وتعطلت منذ الشهور الأولى لتشغيلها بالله شوف جنس المحن دي ..
الآن التاريخ يعيد نفسه مجموعة من الطائرات متعطلة متوقفة بجوار السور الشرقي للمطار بعضها يجري تقطيعه والبعض الآخر لم يتم تخريده بعد، منظرها قبيح ومستنكر يجعلك تشعر انه لا يمت لمطارات العالم بصلة ففي كل العالم المطارات مؤمنة بدقة عالية عدا مطار الخرطوم أسواره يسهل اختراقها وتنظر في ارضه تجد النفايات عبارة عن طائرات قديمة متهالكة متوقفة تنتظر من يحنو عليها ويرحم أجزاءها بالتقطيع والبيع .
المصيبة انه فجأة بقدرة قادر تم اكتشاف مصدر اشعاعي نابع من ثلاث طائرات من طراز انتنوف ٢٦، والمصيبة ان هنالك إحداها بصدد التقطيع لخرد وواحدة متعطلة أما الثالثة فلازالت تعمل ولكنها تلوث الأجواء بالإشعاعات الضارة المسببة للسرطانات وهذا ما يجعل عمال التارمك عرضة للسرطانات فمن يتحمل تلك المسئولية؟؟ وعلى عاتق من تقع مسئولية إصابة عمال بالسرطان؟؟ ان صح الأمر وثبت لنا بان هنالك عمالا اصيبوا بهذا الداء اللعين، حتى وان لم يصابوا فمن هذا المنطلق نحن نطالب بفتح ملف تحقيق عاجل حول المصادر الاشعاعية بطائرات الانتنوف وكيف سمح بان تكون موجودة بأرض المطار وماهي الجهة المسئولة من تفقد الطائرات المستهلكة بالمطار والبحث عن مصادر الاشعاعات فيها ، نطالب بفتح تحقيق واسع وتحديد المسئولية واتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة كل من ثبت تورطه .
الانتباهة
الحقيقة إننا يجب ان نتوجه بالشكر للجهاز الوطني للرقابة النووية والإشعاعية لهمته وعمله بمهنية وتابعنا كثيرا تقاريره المسئولة والتي يقدمها عقب فحص وتمحيص وعلى الرغم من الدور الكبير لهذا الجهاز الذي يجب ان يراعى ويمنح صفة سيادية تجعل من توجيهاته أوامر واجبة التنفيذ نسبة لخطورة الاشعاعات والطاقة النووية إلا اننا لاحظنا ان كل التقارير المهنية التي يصدرها لا تجد الاهتمام ولا تكون ملزمة للجهات المعنية لذلك يفترض ان يمنح هذا الجهاز ويخول له صلاحيات اتخاذ إجراءات قانونية ضد اي جهة تخالف لوائحه ويجب أن يعزز هذا الجسيم ويسخر لحماية المواطن …. وسنعود …..