بيت الشورة….عمرالكردفاني….النيل الازرق :الفهم السياسي (قسم )

by شوتايم2

 

 

 

 

 

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة وخبر عن زيارة قام بها قادة من الحركة الإسلامية بالنيل الأزرق إلى والي الولاية الذي رحب بهم وتقبل منهم مبادرتهم أن يكونوا تحت أمره في اي أمر يخص الولاية أو يكون لصالح المواطن ،وبالطبع كانت التعليقات السالبة والسباب والتنمر السياسي  هم أسياد الموقف ،من نفر ظنوا أو دائما يظنون أن السودان هو الخرطوم وان الشعب السوداني هم من يسيرون بلا هدى في شوارع وازقة السوق العربي ،آكلي البوش ومرتادي المؤسسات الحكومية للسمسرة في الأراضي والمواقف ،المواقف السياسية بالطبع وايضا مواقف المواصلات ،ولا يدري أولئك أن السودان هو الستة عشرة ولاية من بورتسودان إلى الجنينة ومن حلفا إلى الفيض ام عبد الله ،وأن هنالك مواطنون يعملون بجد واجتهاد لإنتاج الصمغ العربي والفول السوداني والضان والابقار والابل والماعز، الكركديه والسنامكة، السمسم والهالوك المديكة والكرمدودة ،ام غليلة والقريقدان والخليصان والمخيط، اللبان الدكر ،النبق واللالوب  ،الدود ماني والكونجو كونجو ام النجيو والبطيخ والتبش ،هؤلاء المنتشرون على المليون ميل الا (دولة جنوب السودان العزيزة) هؤلاء هم السودان ،يعيشون في امان : الإسلامي والشيوعي الاتحادي وحزب الأمة، البعثي والحركة الشعبية، يأكلون مع بعض ويتزاوجون ويرقصون على انغام الوازا والمردوم، الجراري، الكدنداية، الكرنق،الإبرة ودرت،الكسوك ،الكاتم ،الطمبور، يعيشون حياتهم الاجتماعية بلا إقصاء ويذهب كل واحد منهم إلى النادي الذي ينتمي إليه أو الحزب الذي يواليه والطريقة الصوفية التي يعتنقها بل وإلى الدين الذي يدين به ،وعندما تبدأ الانتخابات يميل إلى حزبه ليعمل في جد واجتهاد حتى يضمن له مقاعد في المؤسسات السياسية.

هؤلاء هم الذين يعرفون ان السياسة هي فن الممكن وان العمل السياسي هو لخدمة الوطن والمواطن وان السياسي هو ذلك العفيف النظيف النقي الذي يعتمر عمامته ويحمل عصاه ليطرق باب الوالي أو المعتمد أو حتى رئيس الجمهورية مطالبا بطريق مستشفى أو ماء للشرب  ويعود إلى سيارته ال(كركعوبة) التي يقودها له ابنه وهو يحمل بين يديه بشريات بالمليارات إلى أهله الغبش دون أن يغل منها ولو (حق الوقود)

وبعد ان يقوم بتنفيذ ما طلبه اهله ،يعود إلى حزبه وإلى قبيلته وطريقته الصوفية صفر اليدين ويجلس في آخر الصفوف مطاطئا كمن ارتكب جرما.

ثم ماذا بعد هذا ؟

في العام 2010 كنت ضمن وفد الصحافيين إلى النيل الأزرق لتغطية الانتخابات ،وقد وجدنا مجتمعا متماسكا ،زرنا مرشح احد الأحزاب فوجدناه يأكل (كسرة بموية) وزرنا آخر فوجدناه يبحث عن رطل سكر للشاي ،ولكن الادهى والأمر اننا أثناء تناولنا وجبة الافطار في السوق نادانا احد الشباب وأشار إلى أربعة أو خمسة أشخاص قد فرغوا من تناول افطارهم وبدأوا في شرب الشاي وقال لنا :صوروا هذا المنظر ،وبعد ان قمنا بالتصوير قال لنا ،هؤلاء هم رؤساء احزاب :الأمة والمؤتمر الوطني والحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي والبعث،ارسلت الصورة إلى صحيفتي فنالت شرف النشر بالصفحة الأولى.

هذا هو فهم مواطني النيل الأزرق للسياسة وفي النهاية بالطبع الفهم (قسم)

Leave a Comment

18 − ستة عشر =