مستشار الرئيس للشؤون الاجتماعية ……قصة محتال سرق ولاية كاملة

by شوتايم2

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

 

ضجت الأخبار في الأيام الماضية بعد أن عممت سفارة المملكة العربية السعودية منشورا يشير إلى أن هنالك شخصان يقدمان انفسهم بأنهم من طرف الحكومة السعودية بل ويبذلان الوعود بتطوير العلاقات وزيادة المساعدات وغيرها مما يبذله مسؤولو الدول فقط، واستدعى ذلك أن يتذكر الرأي العام احداثا مشابهة اضرت بسمعة السودان والسودانيين مثل موضوع فنيلة ميسي وملكة ترينداد وعائلة احد الصحابة وما قصة صقر قريش ببعيدة.

إن كل ما سبق من حالات احتيال ومحاولات غش ما هي إلا نتيجة حتمية لعدم الاستقرار السياسي والذي يلقي بظلاله على استقرار الخدمة المدنية وحتى استقرار الأجهزة الأمنية، إذ أن السياسة هي التي تقود كافة مناحي الحياة وتؤثر سلبا وايجابا على كل مفاصلها وتحدد مسيرة اي مرفق   ،بل أن السياسي وللأسف دائما يكون هو نجم المجتمع مهما كانت ضعة أصله ونقص مقدراته وقد يكون أميا لا يقرأ ولا يكتب بل أن السياسي حتى ولو كان متهما في ذمته واخلاقه تجد الناس يقدمونه على علماء البلاد وأفذاذ اكاديمييها بل ويكون هو صاحب الحل والعقد في أمور جسام وهو لا يملك مؤهلا لحل مشكلة بين طفلين،اذا فإن استقرار السياسة واعتدال معاييرها هو الحل الامثل إذ يمكن بعد ذلك أن تستقر الخدمة المدنية بل والأجهزة الأمنية، وعندها لا يخاف احد أن يتم عزله بلا سبب أو ترقيته وفقا لمجاراته العاب الساسة القذرة.

في بواكير أيام الإنقاذ نزل احد الأشخاص من الطائرة بمطار الفاشر وقدم نفسه لإدارة المطار بأنه مستشار الرئيس للشؤون الإنسانية، اتصلت إدارة المطار بمكتب الوالي وتم تخصيص سيارة وغرفة فخمة للرجل ببيت الضيافة ،واحسن الوالي وفادته وأمر بتيسير ما جاء من أجله، وكان الأمر أن هنالك توجيه من السيد الرئيس بجمع أموال لانشاء دارا للأيتام، كل الجهات الرسمية استخرجت ما عليها من مبالغ فرضها الرجل  ،ديوان الزكاة والضرائب والنقابات وكل كن اتصل بهم ،وكان المبلغ الذي فرضه الرجل خمسة ملايين على كل إدارة، الجميع اذعن ودفع الا موظفا صغيرا بامانة الحكومة قال للرجل انا ليس عندي بند أو أمر بخصوص وظيفة تسمى مستشار الرئيس للشؤون الإنسانية، بل ذهب ذلك الموظف إلى أبعد من ذلك واطلع إدارة الأمن الاقتصادي بالأمر، ذهب ضابطان إلى الرجل للتحقيق معه فنهرهم ما جعلهم يعودون إلى الموظف ويأمرونه باستخراج مبلغ المستشار، إلا أن الموظف طلب منهم الاتصال بادارتهم في الخرطوم وجاء الرد صاعقا …..ليست هنالك اي وظيفة باسم مستشار الرئيس للشؤون الإنسانية، فتم القبض على الرجل واسترجاع الأموال التي جمعها.

ثم ماذا بعد؟

إن هذه القصة تنبئ بجلاء أن الخلل ليس في الأفراد ولا المؤسسات بل هو في رأس هرم إدارة الدولة ،وفي طريقة تعاملنا كلنا كسودانيين مع أمر إدارة بلادنا  فغياب المعلومة وانقطاع سلسلة التجربة والكسل في قراءة الواقع بمنظور واسع هو ما يجرنا إلى هذا بالإضافة إلى عدم احترامنا للمؤسسية وعدم احترام الاجيال بعضها البعض فكل جيل يحاول أن يحل محل ما سبقه من جيل بقوة السلاح واحابيل السياسة وليس عن طريق نقل الخبرات والتجارب ،بل بالاقصاء والظلم والتشفي.

Leave a Comment

9 − 4 =