والخراب القادم لا يوقفه شيء ولا حتى الحوار ….
الخراب الذي يبدأ بالفعل لا يوقفه إلا قوة باطشة… قوة تعرف أن ما يجري الآن هو…. الجنون المقصود..
…….
ونشرح…. فنحن من يخطب فوق رأس قطيع الماعز..
ونحن في اجتماع قبل سنوات لتطوير جهاز إعلامي حين يأتي دورنا للحديث/ وكان المجتمعون تحت نعاس ثقيل/ نقف ونقول
:- اسمعوا أعظم قصيدة في تاريخ مصر…
ثم نشرع في إلقاء القصيدة…. القصيدة التي كانت تقول..
( عجب عجب… عجب عجب…
بقر تمشي ولها ذنب
ولها في بذبذها لبن
يبدو للناس إذا حلبوا
من أعجب ما في مصر يرى
الكرم يرى فيه العنب…)
ولزمان مضينا نلقي هذه القصيدة..
والعيون تقول لبعضها إن الشيخ قد جن
لكنهم لم ينتبهوا لشيء وهو
أنهم قد استيقظوا…
وما أيقظهم هو الدهشة
والدهشة سببها كان هو أن القصيدة ليس فيها غير (البدهيات)
وأنها تجعل كل أحد ينتبه لأن العقول لا تنتبه لحدوث شيء كانت تتوقع حدوثه
ونحن هنا منذ زمان نحدث بالبدهيات….
البدهيات التي منها أن
** صناعة الفقر مقصودة
وأن صناعة الخوف مقصودة
وأن الجائع يضرب
وأن الدولة أكثر فقراً وعجزاً من المواطن
وأن الدولة بالتالي لا بد أن تتلقى اللطم
والخراب
…….
ونحدث أمس هنا عن أن حاكم قوي قوي قوي واحد هو البديل الوحيد لشعب يتفتت الآن ويجوع الآن… وأن دولته بلا حيلة… مهما صرخ وضرب
و… ونحدث أنه لهذا… حتى الحوار لا يصلح…
الحوار لا يصلح لأن كل جهة هي في حقيقتها شيء يدار من الخارج
وأنه لا اتفاق لأن الخارج/ العالم الآن يمر بحالة عنيفة من المجابدة…
ونحدث أن اللغة الآن… لغة التجاذب هذه ما تفهمه هو… البطش
والهرس…. واستخدام المواطن الخائف الجائع…
والسودان أخباره كلها الآن ولشهور حتى الآن هي أخبار الخوف الذي يطلع على الناس الآن بوجه سافر
والمخيف هو العجز عن معرفة العلاج…
والعجز هذا يصنع المبادرة التي بعدها مبادرة والتي قبلها مبادرة..
ثم المبادرات هذه تصنع مبادرات ما تريده هو مبادرة لإلغاء المبادرة
وآخر الصراخ هو مبادرة الميرغني…
والناس تقبل المبادرة…. لأن الناس لم يعد لديها خيار…
والشيوعي يرفض.. لأن الشيوعي/ عجائزه الذين حفظوا القصائد القديمة/ يريد شيئاً يسمى…. أحكام الأزمة..
وأحكام الأزمة يعني أن يصل الاختناق إلى التفطيس… وأن الناس عندها/ حسب فلسفة الشيوعي/ سوف يحجون إلى أعتاب الشيوعي ويسجدون له لإنقاذهم
والشيوعي حتى الآن يجعل بت الصادق ديك معه في الرفض…
…….
والحقيقة هي
أنه لا شيوعي الآن في السودان
وأنه لا حيلة لجهة من الجهات حتى تحاور
فالجهات التي تدير الجهات هذه من الخارج هي ورقة تتقلب في العاصفة
وفي العاصفة… وفي ما يخص السودان…. إيران تقارب أمريكا
وهي بهذا تريد اليمن…
وهي تريد اليمن لخنق السعودية والإمارات.. ثم مصر
وأن السعودية والإمارات كلهم يتقلب فالسعودية تجاذب أمريكا… ولندن تقارب السعودية… والسعودية لا تريد قاعدة روسية في السودان ولا هي تريد إيران في اليمن ولا… ولا..
والجهات الألف هي هي الأفيال التي تتعارك… والسودان هو الأشجار الصغيرة
لهذا…. وفي عالم القوة المهتاجة الآن اللغة …. للقوة فقط
في السودان وفي كل مكان
والأبله وحده هو من يتحدث عن…. حوار… ووفاق… وعقل… وصواب وخطأ
الانتباهة
العقل الوحيد الذي يحتاجه السودان الآن لإنقاذه هو
سلطة باطشة….. تضرب لإيقاف الخراب
وتضرب لأن الضرب الآن هو العملة الوحيدة التي تبيع وتشتري
والبدهيات لها حوبة
وعجب عجب… عجب عجب
غداً نعيد نشر مقال عن حريق الخرطوم
بمناسبة مرور العام الثاني عشر على نشر هذا المقال