مؤتمر أصدقاء السودان.. مهمة معقدة مع استمرار العنف

by شوتايم3

قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي إن الخطوات الأمريكية مرتبطة بإيقاف العنف في السودان مشيرًا إلى ضرورة دعم جهود البعثة الأممية للسودان لتسهيل الحوار بين الفرقاء في السودان، في وقت أكد فيه مؤتمر أصدقاء السودان الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض أمس الالتزام بمواصلة جهود تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأمريكي لدى حديثه لقناة “العربية” أمس “شددنا بمؤتمر أصدقاء السودان على أهمية إيقاف العنف، مشيرًا إلى أن هذا العنف يمنع التوصل لحل سياسي للأزمة.
وثمن المسؤول الأمريكي جهود السعودية في استضافة مؤتمر أصدقاء السودان الذي انعقد بالرياض أمس
مجموعة “أصدقاء السودان”
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس أمس الثلاثاء، إن مجموعة “أصدقاء السودان” تعقد اجتماعًا في الرياض، مشيرًا إلى “قلق عميق” من أعمال العنف التي وقعت أمس الأول الإثنين.
وأضاف عبر حسابه الرسمي على تويتر أن “هناك حاجة إلى الدعم الدولي واستخدام وسائل التأثير المتوفرة”، مؤكدًا أن دعم العملية السياسية يجب أن يتماشى مع الدعم الفعال لإيقاف العنف.
شاركت في المؤتمر المجموعة الأوروبية ممثلة في بريطانيا وفرنسا والنرويج والسويد، وكذلك الولايات المتحدة، بالإضافة إلى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وحضر المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي فيي، المؤتمر الذي انعقد ليوم واحد.
كما شارك سفراء دول أوروبية في الخرطوم في المؤتمر الذي بحث الدعم الكفيل بإنهاء حالة الاحتقان السياسي ودعم العملية الديمقراطية، وإيجاد أرضية للحوار بين المكونات السياسية.
دعم الاستقرار
وقال المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية، إن مساعدة وزير الخارجية والمبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي سيتوجّهان إلى الخرطوم لتجديد الدعوة لإيقاف “العنف” واحترام حرية التعبير والتجمّع السلمي.

يأتي الإعلان متزامنًا مع اجتماع لممثّلي الرباعية الدولية بشأن السودان في الرياض، الذي أكّد الالتزام بمواصلة جهود تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية.
وعقد ممثلو المجموعة الرباعية (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية)، بمقر وزارة الخارجية في الرياض، اجتماعًا أمس، تم خلاله التأكيد على الإلتزام بمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الدائم في السودان والاستمرار في تنفيذ أجندة الإصلاحات وتقديم الدعم للسودان ودعم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة في الفترة الانتقالية (يونتاميس).
ظروف بالغة التعقيد
وانعقد مؤتمر أصدقاء السودان في ظروف بالغة التعقيد تمر بها البلاد وتتفاقم يومًا بعد يوم بسبب انقلاب الـ25 من أكتوبر الماضي وما ترتب عليه من تغيير للخارطة الاقتصادية التي رسمها وسار عليها رئيس الوزراء المستقيل د. عبدالله حمدوك بالإضافة إلى توقف تدفق المنح المالية الدولية للسودان، لتشهد البلاد وضعًا اقتصاديًا يصفه البعض بالمأساوي، يأتي كل هذا والشارع يمضي في تصعيده ضد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان والذي يمضي أيضًا في طريقه لينتج عن ذلك انسداد تام بالأفق.
علاقات عامة
لم يخلق المؤتمر زخمًا إعلاميًا بالبلاد بسبب ما تمر به وانشغال الجميع بما ترتب على الانقلاب، ويذهب في هذا الاتجاه القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار قاطعًا بأنه لا يوجد حديث أو معلومات كثيرة حول هذا المؤتمر الذي يبدو أنه أتى هذه المرة بخلفية سياسية وله علاقة بالأزمة السياسية الراهنة.
وأوضح كرار في تصريحه لـ(السوداني) أن كل المؤتمرات التي عقدت من أجل السودان أو التي كانت لها علاقة باقتصاد السودان كانت بمثابة مؤتمرات علاقة عامة ولم تقدم الكثير من الحلول الاقتصادية أو السياسية للبلاد، لافتًا إلى أن المؤتمر الذي عقد حاليًا أتى في فترة يشهد فيها الشارع السوداني ثورة تواجه بقمع مفرط، بالإضافة إلى أن أصدقاء السودان لم يحددوا موقفهم بعد من انقلاب البرهان إذا كان بالفعل انقلابًا أم إجراءات تصحيحية.
وتابع: المؤتمر لن يستطيع أن يغير شيئًا في المشهد الحالي ولن يضيف جديدًا وماهو إلا محاولة لجر بعض القوى السياسية للقبول بالتسوية.
جهود فرض مصالحة
وقال القيادي بالحرية والتغيير عادل خلف الله إن أي جهود وطنية أو إقليمية أو دولية مرتبطة بقدرتها على احترام إرادة الشعب السوداني وتصميمه الذي لا لبس فيه حول إسقاط الانقلاب وقواه، كتعبير عن تمسكه بالسلطة المدنية والتحول المدني والانتقال الديمقراطي والذي لا يمكن أن يتحقق بالقمع والتسلط أو فرض الوصاية عليه.
وقطع خلف الله بتصريحه لـ(السوداني) أن أي جهود لا تعبر عن هذا المنعطف تصبح مجرد نوايا أو محاولة لطمث معالم حقائق الصراع شديد الوضوح.
وأردف: الجهود الإقليمية والدولية فرضت مصالحة للشعب مع القتلة وفرضت الوصاية عليه باسم القوات المسلحة وأسلحتها الفتاكة ومطاردته بناقلات جنودها بمشاركة القوات النظامية الأخرى والمليشيات في مواجهة دموية مفتوحة مع الشعب.
وأضاف: من يظن أنه سيفرض سلطته على الشعب السوداني بالقوة الباطشة عليه أن ينتظر مصيره كما حدث للبشير ونميري.
إسهام بمقترحات للحلول
أما الخبير الاقتصادي د. محمد الناير يشير إلى أن المؤتمرات السابقة لأصدقاء السودان كان يتم التحدث فيها عن الأبعاد الاقتصادية للسودان وقد أقيمت حوالي 7 مؤتمرات بيد أن تنفيذ الدول لما أعلنت عنه على أرض الواقع لا يكاد يذكر.
وأوضح الناير بتصريحه لـ(السوداني) أن ما أعلنت عنه هذه الدول من مؤتمرات حاليًا سيكون اهتمامها بالراهن السياسي وستسعى لخلق استقرار سياسي أو الإسهام ولو بمقترحات للحلول بحدوث وفاق سياسي لجهة أنه لا يمكن أن يحدث استقرار اقتصادي دون حدوث وفاق سياسي واستقرار أمني.
وتابع: لا أعتقد أن التوقيت مناسب عن الحديث في مؤتمر لشركاء السودان لبحث قضايا اقتصادية في الوقت الراهن، مع أملنا بأن تتوافق كل الأطراف وكل أهل السودان على ما تبقى من الفترة الانتقالية تدار بواسطة حكومة كفاءات وطنية وبعدها انتخابات بدلاً من التراجع الكبير الذي أصاب الاقتصاد بسبب هذه الأحداث.
فلاش باك
وقد شارك السودان في مؤتمر أصدقاء السودان، الذي استضافته ألمانيا إسفيريًا في يناير 2021م بمشاركة عدد من الدول وذلك بحضور وزيرة المالية والتخطيط الاقتصادي السابقة د. هبة محمد علي وعدد من مسؤولي حكومة حمدوك.
تداول الاجتماع كذلك الجهود المبذولة للإصلاح الاقتصادي الهيكلي وصولًا لمعالجة ديون السودان في إطار مبادرة الهيبك للدول الفقيرة المُثقلة بالديون.
وشهدت هذه الدورة من مؤتمر أصدقاء السودان حضورًا مهمًا من عدد من الدول والمؤسسات باعتباره أول مؤتمر للأصدقاء ينعقد بعد إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب واستعادته لوضعية الحصانة السيادية، بمشاركة جمهورية ألمانيا الاتحادية، والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا والأمم المتحدة مُمثَّلة بمندوب الأمين العام للأمم المتحدة للسودان ورئيس بعثة اليونيتامس السيد فولكر بيرتس، والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، بالإضافة لإثنتي عشرة دولة ومنظومة إقليمية ودولية.
أعرب الشركاء عن تجديد التزامهم بمخرجات مؤتمر برلين لشركاء السودان، وأكدوا وقوفهم إلى جانب السودان في مساره نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي ودعم جهود الحكومة في معالجة التشوهات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد السوداني إلى جانب دعمهم لتنفيذ موازنة العام 2021 وذلك من خلال البرامج التي تنفذها الحكومة مثل برنامج دعم الأسر (ثمرات) إضافة إلى البرامج المستمرة والمجازة في الموازنة.

Leave a Comment

عشرين + 17 =