الدكتور حبيب فضل المولى يكتب…….فتح المدارس وهموم الناس

by شوتايم2

 

الحقيقة مجردة
حبيب فضل المولى

habibmtgil@gmail.com

فتح المدارس و هموم الناس .!

ما أن جاء القرار بفتح المدارس وبدء العام الدراسي الجديد حتى ضج هاتفي بعشرات الرسائل على شاكلة “تهنئ مدارس فلان الفلاني أولياء الأمور ببدء العام الدراسي الجديد” ، وتنبهكم مدارس كذا وكذا الى ضرورة إكمال التسجيل” وكأنما حال المؤسسات التعليمية كالسجين المفرج عنه من فرط الفرحة حتى أنه يتفقد ويعلن الجميع بخروجة من وئدة السجن الى رحاب الحرية ولعل إدارات المدارس أكثر معاناة خاصة الذين يستأجرون مباني ضخمة ومتعددة حيث ظلوا يجابهون شبح الإيجار وتوقفت مع ايقاف المدارس كثير من أعمالهم و إستثماراتهم وشؤونهم كحال بقية مؤسسات البلد منذ كورونا مروراً بالظرف الاقتصادي المرير الذي تعاني منه السودان . وليتهم يدركون أن فتح المدارس يعني فتح هموم الناس على مصراعيها خاصة أولياء الأمور ممن لديهم ثلاثة وأربعة الي ست تلاميز وطلاب ثانوي وجامعات هذا الواقع المرير مؤكد لا يعلمة كثير من الحكام ولا المسؤولين ولا المستثمرين ولا تجار السوق ولا تجار الغاز ولا تجار الوقود ولا شركة الكهرباء ولا أصحاب المدارس الخصة فالمدارس تفتح أبوابها في ظروف اقتصادية بالغة التعقيد بعد طول غياب ومعاناة وتعثر في الحياة جعل استمرارها شبه مستحيل حتى في دول اقتصادية محافظة ، أيها القائمون على أمر التعليم وزراة ومؤسسات ومدارس لن تستقبلوا هذا العام طلابكم السابقين لقد مضت سنوات وشهور ولم تعد العقول كما كانت فالمقررات بالكاد تبخرت لدي كثير من الطلاب ما يحتاج منكم تفهم ومجهود مضاعف ، وقد تغيرت الظروف فما عاد الآباء هم أولئك الذين يدفعون دون تردد لذلك رفقاً بالمواطنين فقد زادت همومهم وطحنهم غول السوق والاقتصاد فباصروا بما تيسر لإستمرارية العام الدراسي ، لن تستقبلوا طلابكم بحقائبهم وأزيائهم الجميلة والمنمقه فهذا العام الفقر يمشي بين الناس على قدمين فرفقاً بأولياء الأمور . ولما جاءت ثورة ديسمبر المجيدة وعلق الناس آمالهم على مجانية التعليم التى طرحتها الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية إستبشر المواطنين خيراً ومنوا أنفسهم بتعليم مجاني مبسط ويستقيم مع ظروفهم الحياتية لدرجة أن الوزارة فكرت في إغلاق المدارس الخاصة وتحويلها لحكومية ولكن هيهات خاضت وزارة التربية والتعليم أكبر حملة مغالطات في تاريخها حيث شهد تغيير المناهج ظروف معقدة ولا تزال يكتفها الغموض هل وزعت المناهج المعدلة أم سيستمر الطلاب بالمنهج القديم المعدل أم ستجد مناهج القراي طريقها الى الطلاب ولو سراً ، وكيف تحولت وزارة التربية الى مثار جدل بعد أن كانت أقرب الى قلوب المواطنين وأولياء الامور ضجت المنابر بما فعلته الوزارة بمستقبل الأجيال خاصة مخاوفهم من أيدلوجيا القائمين على أمر المناهج والتعليم وبهكذا ظروف وخلفية يبدأ  العام الدراسي الجديد حاملاً معة هموم الناس وحالة الفقر في حقائب الطلاب نسأل الله أن يكون عام دراسي تتآلف فيه الأرواح وتكثر فيه أعمال الخير والرحمة والبركة .

 

Leave a Comment

تسعة عشر − 4 =