سلسلة حلقات تعريفية عن سد النهضة….(3)

by شوتايم2

 

 

 

 

سلسلة حلقات تعريفية عن سد النهضة الإثيوبي
مقال رقم (3)

(أهم نقاط الخلاف حول سد النهضة بين إثيوبيا والسودان ومصر)

من الطبيعي أن تواجه المشاريع التنموية الكبيرة في أفريقيا والعالم مثل السدود وغيرها من المشاريع انتقادات متعددة. والخلاف وسوء الفهم منذ زمن ليس بالقريب بين الدول المحيطة بنهر النيل ابتداء من دول المنبع وصول إلى دول المصب وكانت هناك اتفاقيات تتعلق بالأمن المائي والطاقة والأمن القومي بين دول حوض النيل . حيث يقع الخلاف بين الدول الثلاثة في مشروع سد النهضة الذي خلق تداعيات جيوسياسية لهذه الدول في نقاط رئيسة

نتناول الثلاثة نقاط الخلافية المهمة :
نقطة الخلاف الاولي آلية ملء السد, مع العلم ان البحيرة تخزن 74مليار متر مكعب من المياه وهي تجعل السودان ومصر في حالة استعداد لآثار سلبية خاصة دولة مصر وان الملء سوف يحدث على مراحل ويأخذ في الاعتبار الظروف الهيدرولوجية لنهر النيل وانه سيحدث خلال موسم الأمطار وايضا في هذه النقطة لم يتم تحديد سنوات الملء حيث تقول إثيوبيا أنه سوف يستغرق مابين 5 الى 7 سنوات بينما اقترح السودان ومصر أنه لابد أن تكون سنوات الملء 10 سنوات علي الاقل مع الاتفاق على منظومة قانونية لادارة السد حتي لاتؤثر علي السدود السودانية والسد العالي في مصر وادارة التدفق المائي خلال سنوات الجفاف وبدات اثيوبيا المرحلة الأولى ب 5مليار متر مكعب والمرحلة الثانية كان يقدر لها حوالي 13.5مليار متر مكعب ولكن نسبة للظروف الفنية في السد تم تخزين حوالي 10 مليار متر مكعب تقريبا .
أما نقطة الخلاف الثانية فهي آلية تشغيل السد اثناء وبعد ملء الخزان حول منظومة التشغيل الهيدروليكي والتنسيق ما بين سدود السودان مثل سد الروصيرص ومروي والسد العالي في مصر وسد النهضة وهي من النقاط المهمة التي لم يتم الاتفاق فيها.

النقطة الثالثة هي ربط سد النهضة بكافة السدود الأخري علي النيل مثل سد الروصيرص وسد مروي والسد العالي خلال فترة الملء لعدم اي حدوث أضرار لدول المصب السودان ومصر. ومنذ العام 2011م وأثناء قيام المشروع بدأ السودان ومصر في البحث عن حلول إيجابية حتى العام 2015م وقعت الدول الثلاثة إعلان المبادئ والذي بموجبه يجب ألا يتأثر السودان ومصر من بناء سد النهضة.
نجد ان من أهم الإشكاليات التي تزيد السودان ومصر قلقا ان سد النهضة الإثيوبي من خلال الدراسات لم يتم التأكد من تقييم الأثر البيئي والاجتماعي علي بناء سد النهضة إلا أن الرؤية البيئية في مصر والسودان في بعض الدراسات انتقدت السد وأوضحت انه سوف يغمر أكثر من 1680 كيلومترًا مربعًا من الغابات ويؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان وفي المقابل سوف يحدث تنمية في المناطق المستفيدة من السد خاصة في إثيوبيا . وأن الدراسات التي أجريت على سد النهضة في الغالب في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي والمسموع تؤدي إلى مزيد من التوتر والجدل السياسي خوفا من الانفجار السكاني المطرد في دول الإقليم الذي نتناوله في احد المقالات القادمة بالتفصيل باذن الله والتغيرات الديمغرافية والاجتماعية والثقافية في هذه الدول التي تشكل خطر علي الأمن القومي والإقليمي في منطقة القرن الأفريقي وبما أن نقاط الخلاف الرئيسة التي تزيد الصراع من خلال نظرة الدول بجانب الضغوط البيئية والاجتماعية الحالية والسياسات في هذه الدول التي تخلق ضغوط جديدة وتعكسها على تفاقم أزمة المياه وانعدام الأمن الغذائي الذي يعتمد علي المياه ويشكل خطر على دول حوض النيل. لذلك نكرر انه لابد من الاعتماد علي الخبراء والعلماء ولمصلحة هذه الشعوب التي تتمني أبسط مقومات الحياة في ظل الهشاشة الاقليمية والتردي الاقتصادي والامني في هذه الدول لابد من النظرة الحكيمة التي تقوم على أساس علمي مهني تضع التعاون بين البلدان الثلاثة وتوضح لهم إطار قانوني ومؤسسي وتتبع نهج مشترك بين السودان واثيوبيا ومصر وتقدم لهم حلول افضل وتضع في الاعتبار الآثار الايجابية والسلبية وترسم خطط لتقاسم المصالح بين هذه الدول حتى تنعم شعوب هذه الدول بالتنمية والرفاهية والازدهار.

 

بلال ميرغني يوسف
جامعة الخرطوم
باحث في العلوم الاجتماعية والبيئية
2021/6/22م
belalalsharif021@gmail.com

Leave a Comment

3 × 2 =