فور رؤيتها لجثة ابنتها رفيدة عادل، بعد عودتها من السودان، لم تستطع التنفس حزنًا على رحيل فلذة كبدها وسقطت أرضا لتغادر الحياة وتحلق بابنتها، وتصبح جنازتهما سويا بعد صلاة الجمعة مباشرة، فلم تتحمل الأم فقدان ابنتها التي كانت تدرس في كلية العلاج الطبيعي بجامعة ابن سينا بالعاصمة الخرطوم، فبعد أن كانت تتمنى عودتها طبيبة، عادت إليها جثة هامدة نتيجة إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية.
كانت رفيدة عادل قد توفيت يوم الثلاثاء الماضي، والتف حولها زملائها الطلاب في الكليات المختلفة، وتواصلوا مع السفارة لإنهاء كافة الإجراءات، حتى وصلت القاهرة أمس في العاشرة مساءً، وفي الخامسة صباح اليوم الجمعة، طلبت الأم رؤية ابنتها للمرة الأخيرة، وعندما شاهدتها ماتت على الفور من شدة الصدمة التي لم تتحملها.
بعد أيام من الحزن عليها.. وفاة والدتها
يحكي أحمد عمران، أحد زملاء «رفيدة» الذين وقفوا بجانبها بعد وفاتها، لـ«الوطن»، أن ابنة عمها كانت تتابع معهم كافة الإجراءات، وأكدت له وفاة الأم على الفور، بعد أن قضت أياما من الحزن عليها، «بنت عمتها كانت متابعة معايا لما رفيدة كانت موجودة في السودان، وقالت على اللي حصل لما المرحومة وصلت بلدها سوهاج الساعة 5 بعد الفجر، وهيدفنوا في وقت واحد مع بعضۛ».
طلاب مصر بالخرطوم، وقفوا على قدم وساق حتى عودة زميلتهم المتوفاة إلى بلدها، وقاموا بجمع تبرعات منهم لعمل صدقة جارية على روحها، وحددوا حفر بئر مياه جوفية في المناطق التي تعاني من مشكلات بالمياه في السوادن، «دي زميلتنا وواجب علينا نقف جنبها في حياتها ووفاته، والمصريين في الغربة بيبقوا جنب بعض ومش بنسيب بعض أبدًا»، بحسب أحمد عمران