تمخض الجبل فولد فأراً ، هذا بالضبط ماحدث خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس الأول ، لإعلان تشكيل الحكومة الجديدة ، أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع بؤس الأسماء التي طرحت ، و التي جاء طرحها ليؤكد إعادة إنتاج الفشل.
شهور وليال والشعب يلوك الصبر في إنتظار تشكيل هذه الحكومة ، ولكن لم يعتقد أحدهم أن المحاصصات تعمل على قدم و ساق لتقدم لهم أسماءً كيفما إتفق ، المهم فقط أن ينال كل محاصص به نصيبه من الكعكعة ولاعزاء للشعب.
أولى المفاجآت غير السارة وأكثر الحقائق إيلاماً كانت أن رئيس الوزراء الذي أصدر قراراً يوم أمس الأول بإعفاء الحكومة كان ينتظر الكثيرون أن يعلن تنحيه هو نفسه عن مقعد رئيس الوزراء ، ويترك المقعد لغيره بعد أن ثبت جلياً فشله في إدارة الدولة مما إنعكس على آداء وزراءه .
ربما يكون رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ليس سيئاً للحد البعيد ولكن من المؤكد أنه ضعيف و أقل قامة من الكرسي الذي جلس عليه ، لذلك كانت تأتي قراراته بارده معلبة تفتقد إلى حرارة المنصب و جذوة إشتعاله .
المهم أننا توقعنا و تمنينا تنحيه ، فالمرحلة لا تحتاج رجال ضعفاء ولا تحتمل المواقف الهشة ، الرجل أحبطنا باستمراره و أحبطنا أكثر بحكومته البائسة الجديدة .
لست وحدي من تمنيت تنحيه بل الكثيرون تمنوا أن يقيل حكومته و يعلن تنحيه بعد ماثبت جلياً أن الرجل لم ينجح في شيء باستثناء رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ، وحتى تلك مسألة مشكوك في أسبابها ، ذلك لو قرأنا ملف التطبيع مع أسرائيل و دفع تعويضات ضحايا المدمرة كول ، نجد أن الأمر طبخ بعناية ولم يقم الرجل إلا برفع الغطاء عن القدر .
الآن على سبيل المثال ماهي المقومات والمزايا التي يتمتع بها دكتور جبريل ليتم تسليمه أهم وزارة ، بل الوزارة التي ينعكس آداءها إن كان جيداً برداً وسلاماً على المواطن و بقية الوزارات و إلا فأنها تعتبر نافذة جديدة لشقاء هذا الشعب .
ماذا يمتلك جبريل من مؤهلات غير أنه يحمل بندقية و معها أحقاد على كامل السودان وتصالح مع الكيزان القدامى .
أما بقية الأسماء فليست أفضل حالاً من جبريل..أصدقكم القول..لقد بلغنا تمام الإحباط و الملل ولم يكن ينقصنا سوى الأسماء المكرورة على مر العهود لنرزل في فشلنا أعواماً قادمات.
إلى متى سيظل هذا الوطن داخل الدائرة اللعينة كلما حاول النهوض أقعدته الأحزاب و الحركات المسلحة ..
أبكي فقط..أبكي يابلدي الحبيب..فهذا آوان البكاء.
خارج السور :
إحد المرشحين في الوزارات ذهب قبل عدة أيام لإحدى الجامعات و قال لهم (نحنوا ناس حركات الكفاح بندور نقرأ عشان جايبين لي وزارة ).
الانتباهة