بيت الشورة
عمر الكردفاني
وزير الداخلية الجديد بين الواجب والمسؤولية والخروج على ظهر موتر سيكل
مرت اسبوعين من عمر الزمان منذ صدر قرار تسمية اللواء م خليل باشا سايرين وزيرا للداخلية قضى منها الرجل خمسة أيام مسافرا (مغامرا) إلى أن وصل إلى مدينة بورتسودان خاصة وأن الرجل تم إعلانه وزيرا للداخلية وهو محاصر بالمليشيا بمنطقة الحاج يوسف لكنه خرج بأعجوبة ومغامرة كادت تكلفه حياته كما أنه أفلح بعد لأي في إخراج أسرته الصغيرة ولك أن تصدق عزيزي القارئ أنه وصل مدينة مدني بعد ثلاثة ايام على دفعتين هو وأسرته .
وهو أمر ليس بمستغرب من سعادة اللواء خليل باشا وهو من هو في الزهد والتجرد ونكران الذات فقد أحيل الرجل للتقاعد من قوات الجمارك قبل خمسة أعوام وتلقفته وزارة المالية فورا مستشارا مكلفا بملف السودان في منظمة التجارة العالمية من جهة والكوميسا من جهة أخرى إلا أنه ظل بمنزله المتواضع بالحاج يوسف بلا أملاك أخرى إلا ابناءا متفوقين ما شاء الله حيث كان ابنه البكر من الاوائل في دفعته خريجي طب الاسنان بجامعة الخرطوم .
مياه كثرة مرت تحت الجسر منذ وصل السيد الوزير إلى بورتسودان فقد سافر الوزير المكلف سعادة الفريق حسان إلى المغرب وسافر هو ذاته إلى القضارف لحضور اجتماعات ولاة الولايات ولكنه ظل منكبا على وضع خططه لإدارة الوزارة فالرجل مرتب إلى درجة قد لا يعرفها الكثيرون ومتخصص في إعداد الخطط والمشروعات الاقتصادية والإدارية وما زالت بصمته في سياسات قوات الجمارك واضحة يقتدي بها ضباط الجمارك في إتقان العمل وتجويد الأداء .
من ناحية العمل المتجرد والأداء المتقن فلنطمئن الجميع أن الرجل من اساطين النزاهة يشهد له الجميع ويشهد صاحب هذا القلم ان أكثر من لا ولن يطمعون في أي محسوبية من سعادة اللواء خليل هم الاقربون والمقربون وهذه الصفة يعلمها الجميع .
الكثيرون مشفقون من ملفات المظالم في دوائر الشرطة ولا يدرون أنه أول هؤلاء المظلومين فقد تم فصله تعسفيا ولكنه إدار قضيته في حنكة واقتدار حتى تم الحكم لصالحه بإعادته إلى الخدمة في رتبة الفريق الا أن جهات الاختصاص لم تنفذ الأمر حتى تاريخه لذا فقد استغربت من إلحاق صفة لواء معاش باسمه وهو فريق في الخدمة حسب قرار المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف.
ثم ماذا بعد ؟
لا اريد قصم ظهر الرجل ولكن بما أن اقلاما بدأت تتساءل فمن حق الجميع أن يعلم من هو وزير الداخلية الجديد وما هو المنتظر منه! إن ما تنتظره البلاد من رجل تخرج في جامعة الخرطوم وعمل بقوات الجمارك وكان معظم عمله في دائرة السياسات وقد وضع أسس التحاق السودان بدول الكوميسا وكان من القلائل الذين يقارعون (الخواجات ) الحجة بالحجة في سياسات السودان التجارية الخارجية ومع ذلك ظل نظيف اليد واللسان لم تمتد يده إلى حرام ولم يلوث سمعته بمحسوبية ،لعمري هو اختيار ممتاز في وقته لأن شرطة السودان التي ظلت مرابطة مع قواتها المسلحة في خندق واحد وظلت قوات جماركها تقدم الانجاز تلو الانجاز في مجالات مكافحة التهريب والمحافظة على الإيرادات وظلت قوات مكافحة المخدرات تضبط الشحنة بعد الأخرى وقام السجل المدني والمرور باستعادة المعلومات في وقت قياسي ،شرطة كهذه لهي في أشد الحاجة إلى مثل الخليل في حنكته جدارته نظافة يده وقوة شكيمته ،وانا والله أكتب ما اكتب وكلي خشية أن يغضب مني أخي الوزير لما أوردت هنا ولكنها الحقيقة التي يجب أن تقال في حق رجل خرج من الحاج يوسف على ظهر موتر سيكل استجابة لنداء الوطن والواجب وكان من حقه انتظار تأمين الدولة لخروجه ولكنها الاستجابة لنداء الواجب لتحمل المسؤولية التي هو أهل لها وفقه الله ورعاه .