أين الشرطة؟
سؤال لابد من طرحه بعد أن تم تداوله على نطاق واسع
احد ضباط الشرطة أجاب على السؤال باستفاضة ووضع النقاط على الحروف فقال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة واسعد الله ايامك (اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءاً رخاءاً)
الشرطة قوة شبه مدنيه في العالم كله
وهي ليست مسئولة عن حماية المدنيين في زمن الحرب لان هذه مسئولية الأطراف المتحاربة بموجب القانون الدولي الإنساني ويعتبر اي انتهاك لسلامة المدنيين جرائم حرب
كما يعتبر اي اعتداء على المستشفيات ومراكز تقديم الخدمات والأسواق ومخازن الأغذية وطرق المواصلات والتضييق على المدنيين جرائم ضد الإنسانية
وبهذا المفهوم فإن الشرطة قوة محايدة تقدم الخدمات الضرورية ذات الطبيعة المدنية كخدمات الأطفاء والجوازات و الإسعاف والجمارك وتلقى البلاغات وخدمات النجدة وحفظ المسجونين
إدخال الشرطة في الصراع يجعل من أقسام الشرطة بكل فروعها هدفا عسكريا مشروعا للطرف الآخر وهي غير مدربة للدخول في مثل هذه الحروب كما أن المواطن يفقد اخر ملاذ يمكن أن يلجأ اليه
في كل الحروب في العالم لم نسمع بمثل هذا السؤال (أين الشرطة)
لأن الناس هناك تفهم دور الشرطة الذي ينسحب مع أول طلقة الا في الخدمات الإنسانية
ومن ثم فإن إثارة مثل هذه الأسئلة والحرب على تخوم القصر الجمهوري وفي محيط القيادة وفي ظل عدم صدور قرار بضمها للقوات المسلحة فيه كثير من الجهل والظلم
في جنوب أفريقيا اسم الشرطة هناك (شرطة خدمات جنوب أفريقيا South African Police Serice
عسكرة الشرطة أثناء الحشد للحرب في جنوب السودان ودارفور والاستنفارات التي حدثت والتي صحبها إدخال أسلحة قتالية للشرطة كالدوشكات رسخت النظرة العسكرية والقتالية لدي المواطن بلا سند دستوري
ولم تتغير هذه النظرة رغم وضوح دور الشرطة في الوثيقة الدستورية
واذكر انه وبعد السلام في الدمازين ارسلت رئاسة الشرطة كميات كبيرة من المركبات الجديدة واقامت شرطة ولاية النيل الأزرق احتفالا بذلك في استاد الدمازين خاطبه الوالي مالك عقار اير وأشار الي اننا في حالة سلام وقال بكرة كل البكاسي دي حا تتربط فيها دوشكات لان مفهوم السلام لم يرسخ في الاذهان ومازالت الدعاية والعقيدة العسكرية هي المسيطرة على العقول وهذا أمر يحتاج لزمن ليتغير
واذكر أيضا في الدمازين عندما جاءت الشرطة الدولية للاطمئنان على استعدادات الشرطة لانتخابات 2010 كنا نشرح لهم بزهو حشدنا للقوات والاسلحة وكان رأي قائد الشرطة الدولية ان الانتخابات عملية مدنية وان وجود كل هذه القوات والاسلحة حول مقار ولجان الانتخابات قد يوحي للمواطن ان الوضع غير أمن مما يسبب احجاما عن التصويت وربما النزوح من المدن
وجود قوات عسكرية في الشرطة موجود في روسيا لمحاربة التمرد الداخلي (الشيشان) وتسمي ب (القوات العسكرية التابعة لوزارة الداخلية) وهي شبيهة بقوات الاحتياطي المركزي والهدف ان الجيش يفقد الاحترام والشعور الوطني بقوميته والفخر بالانتماء اليه كحارس للدولة بكل قومياتها
وهذه القوات العسكرية منفصلة عن باقي إدارات الشرطة الخدمية والتي لايتجاوز تسليحها تحييد المتهمين ومحاربة العصابات وحراسة السجون وهي مهام وتسليح لا يجعلها قابلة للاستخدام في اي تمرد أو مواجهة عسكرية
وبالتالي فإن مسرح العمليات عندما يسمح بعودة الشرطة لممارسة مهامها المحددة ودستوريا وقانونيا فإنها ستكون موجودة ولن يكون هناك مجال للسؤال أين الشرطة
وحتى ذلك الحين فإن حماية المدنيين والمرافق الاستراتيجية المرتبطة بحياتهم تكون مسئولية الأطراف المتحاربة بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون القوات المسلحة التي ينتمي إليها الدعم السريع بموجب قانونه الساري
ارجو ان اكون قد اوضحت بما يرفع الحرج ويجيب عن التساؤلات (أين الشرطة)