بيت الشورة
عمر الكردفاني
بلد العجائب ….يلد العجائب
كنت أود تسمية هذا العمود ب(سلموا الراية لاتحاد المعاقين واتحاد المرأة) ولكني خشيت أن يفهم حديثي في غير سياقه،وذلك لأنني ما قدمت هذا الاقتراح عن سخرية او وصف بالنقص حاشا لله ولكن لاني لاحظت والله ان أكثر فئتين فهما لطبيعة السودان وأكثرها انتاجا هي فئتي المعاقين والنساء ،بالأمس جمعني اجتماع كبير بين إدارتي وزارة التنمية ولاية الخرطوم وساحة الحرية والسبب هو اقتراح بأن تكون الساحة حاضنة لعرض منتجات الحرفيين فإذا بالعرض الأهم الذي تم تقديمه هو من اتحاد المعاقين نعم والله قدم ممثلهم عرضه بصورة مرتبة وعلميه افادتنا ايما إفادة وجعلت جميع الحضور يردد ما قاله ذلك الأخ وهو الأمين العام لمجلس ذوي الاحتياجات الخاصة والذي قدمه الوزير بأنه عازف ومتحدث لبق وناشط اجتماعي ،لقد قال جمله لن انساها ما حييت:تحويل الإعاقة إلى طاقة.لقد اختصر الرجل كل مشاكل السودان في جملة لانه لو كان يقصد معاقي الحواس فاولئك ليس عليهم جناح من معاقي الحركة ومتلازمة داون والمكفوفين والصم، ولكن هنالك المعاقين اخلاقيا وتربويا ممن تراهم اسوياء صحيا ولكنهم معاقي الضمائر والفهم ،والله زرت يوما دار اتحاد المكفوفين ببحري رفقة أخي وصديقي الأستاذ أسامة عتموري والله لقد بكيت على حالي وانا أراهم يتجولون بحرية يضحكون ويتآنسون، بكيت وانتحيت جانبا فسمعت أخي أسامة يسأل :ياجماعة عندي صاحبي مبصر ما عارفين محلو فصمت انا حتى لا يكتشف أمري هل تصدق عزيزي القارئ ان الرجل اتي ناحية (الوضاية ) وناداني فلما اجبت ربت على كتفي وقال لي :يا زول عليك الله ما تحن علينا نحن ناس عايشين حياتنا بصورة عادية بالمناسبة أخي أسامة عتموري استاذ للغة العربية ومتزوج زوجتين ما شاء الله .
ثم اذا عرجنا إلى شقائق الرجال واعني النساء فعليك عزيزي القارئ ان تتذكر متى سمعت او رأيت إمرأة في منصب سياسي او إداري قامت بالنصب او الاحتيال او حتى الاختلاس الذي أصبح حلالا ؟متى ،في دراسة قام بها الأخوة في الإعلام والعلاقات العامة ببنك ام درمان الوطني وجدوا ان نسبة الاسترداد بالنسبة للتمويل بأنواعه من النساء مئة بالمئة تقريبا ،هل أحدثك عن الرجال ام انك تستطيع التخمين أخي القارئ
ثم ماذا بعد ؟
اقسم بالله انني اوردت ما كتبت جادا وانا متأكد ان كل من يقرأ هذا العمود سيتفق معي فيما ذهبت اليه ،ولكن النظرة الفوقية والتنمر (الغبائي)اذا صح القول يمنعنا ليس فقط عن إتخاذ خطوة بل هو يمنعنا من مجرد إعطاء شريحتي المعاقين والنساء حقهم الأصيل في الوظائف الحكومية كما أن المجتمع اصلا ينظر إليهم نظرة استعلائية والعكس صحيح فهم من يجب أن ينظروا إلى هذا المجتمع المعاق تربويا واخلاقيا نظرة اشفاق وتعالي