على الرغم من تعدد الوساطات في ملف سد النهضة بغرض الوصول لاتفاق ملزم يرضي الاطراف الثلاثة الا ان مفاوضات سد النهضة تعاني من جمود نتيجة تعنت الموقف الإثيوبي، مما دفع السودان لاقتراح الوساطة الرباعية والتي تتكون من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة، ودعمت مصر هذا المقترح فيما رفضته إثيوبيا مؤكدة أنه لا حاجة للخروج عن مظلة الاتحاد الافريقي .
وقد فشلت المفاوضات التي عقدت بين السودان ومصر وإثيوبيا، في كينشاسا عاصمة الكنغو الديمقراطية في ابريل المنصرم، في تحقيق أي تقدم نحو حل أزمة سد النهضة، وبقيت سياسة مناورات التصريحات سيدة الموقف طوال شهر لتدخل الولايات المتحدة الأميركية خط التفاوض حيث يبدأ اثنان من أعضاء الكونغرس الأميركي زيارة للخرطوم بعد غد الإثنين يلتقيان خلالها القيادة السودانية لبحث ملف سد النهضة.
تقارب الموقفين
ويرى الخبير في الشأن الاثيوبي عبدالمنعم ابو ادريس ان زيارة المسؤولين الامريكيين قد تؤثر في احداث بعض الحراك في ملف سد النهضة، لجهة ان السودان بعد البيان الاخير لوزارة الخارجية وموافقتها على الوساطة من قبل الاتحاد الافريقي احدث تقارباً في الموقفين لجهة عدم ممانعة السودان واثيوبيا من الوساطة الافريقية، وتوقع عبدالمنعم في حديثه لـ(الانتباهة) بانه في ظل هذا التقارب قد يحدث بعض التقدم في المفاوضات بيد انه اشار الى ان الحل النهائي في قضية سد النهضة يعود لقضية الفشقة شرط جلوس الاطراف المعنية حول طاولة تفاوض .
دون تأثير
وتوقع السفير السابق الرشيد ابوشامة عدم احداث اي تأثير بصفة مباشرة من قبل المسؤولين الامريكيين في ملف سد النهضة لجهة ان الزيارة لبحث قضية سد النهضة من قبل امريكا لم تكن الاولى، منوهاً لتدخل امريكا بإرسال مبعوث لاثيوبيا سابقاً، منوهاً الى ان المبعوثين هم اعضاء في الكونغرس الامريكي اذ ان قناعتهم بوجهة نظر السودان مهمة بيد انه يمكن ان يقوموا بنشرها بالكونغرس وقد تتطور الظروف والاحداث وهذا يصب في مصلحة السودان.
نهاية اللعبة
ويقول الخبير الاقتصادي عادل عبدالمنعم ان مشروع سد النهضة قد وصل الى نهايته بعد أن استغرق عشر سنوات في بنائه، مشيراً الى ان السودان كان له دور اساسي في انجاح قيام السد، واكد لـ(الانتباهة) بأنه لولا السودان لما نجح هذا السد لجهة تعاطف السودانيين مع انشائه نكاية في المصريين لجهة احتلالهم لمنطقة حلايب، ونبه الى ان النظام السابق وقف مع اثيوبيا موقفاً جيداً وتم استدراج المصريين الى توقيع اعلان المبادئ في الخرطوم في الثالث عشر من مارس ٢٠١٥م، وفي مباحثات واشنطن عام ٢٠١٨م تم التوصل لصيغة تميل الى جانب المصريين بيد ان اثيوبيا رفضت التوقيع وكذلك السودان، وقال عبدالمنعم ان خطوات السد تسير لصالح السودان لجهة بنائه في ارض بني شنقول السودانية وقطع بأنه حال توفرت هذه الفرصة للسودان سيقوم ببناء السد في نفس المنطقة لجهة انها مناسبة لبناء السد بحيث يكون اكبر سعة من سد الروصيرص، جازماً بتعدد المنافع للسودان من قيام السد اذ ان مؤخراً ظهرت مهددات البحيرة التي تحوي حوالي (٧٤) مليار متر
مكعب تتسرب منها المياه في الصخور والتي قد تؤدي لاحداث هزات ارضية في المستقبل لافتاً الى ان هذه الاحتمالات ضئيلة وبعيدة المدى، مشيراً الى ان المشكلة قد ظهرت في العام الماضي بانحياز السودان مع مصر فضلاً عن تعجل اثيوبيا بفرض الامر الواقع بملء السد للمرة الاولى بسعة وصلت الى (٤.٩ ) مليار متر مكعب من المياه دون اكتمال السد، مما تسبب في ايقاف المحطات المائية وانخفاض التوليد الكهربائي، وفي نهاية اغسطس عندما بدأ الفيضان ليملأ ما تبقى من مساحة للسد لتفيض كل هذه الكميات المهولة من المياه في السودان، ومن المعروف ان وارد النيل الازرق يقدر بنحو(٤٩) مليار متر مكعب ف العام وفي فترة الفيضان اتت (٤٠) مليار متر مكعب من المياه، واضاف كمية المياه التي قامت اثيوبيا بتخزينها والتي تقدر بحوالي( ١٢) مليار متر مكعب مع مياه الفيضانات وصلت الى (٩٥٠) مليار متر مكعب في محطة الديم في نهاية اغسطس الماضي مما اد الى خسائر كثيرة من الارواح وهدم المنازل ويرجع ذلك لأثر سد النهضة، بينما لا تتعدى الكمية في الوقت العادي (٥٠٠) مليار متر مكعب، ونبه الى الضغوط الخارجية على السودان من الامارات وعدد من الدول العربية وانحيازهم للمصريين الذي اصبح واضحاً للعيان، ويميل السودان للرأي المصري واستطرد قائلاً : كما يقول الامريكان انتهت اللعبة في ما يخص ملف سد النهضة بيد ان المصريين لم يستسلموا بعد ويحاولوا ادخال هدف في الزمن الضائع، بملاحقتهم جانب الاتفاق الملزم في ظرف ثلاثة اشهر، مؤكداً عدم حدوث هذا الامر كما اعلنت اثيوبيا لجهة انه حق اجيالها القادمة، مشيراً الى موقف امريكا المحايد من قضية سد النهضة بيد ان ادارة الرئيس الاسبق دونالد ترامب كانت تنحاز الى مصر اما الادارة الجديدة بدأت بتحريك بعض المسؤولين الامريكيين، ونبه الى ان امريكا يهمها قضية اقليم التقراي والنازحين ومشكلة اثيوبيا وعدم تركيزهم مع ملف سد النهضة
الانتباهة