حـــرب تشــاد.. هل تنتقل للسودان..!

by شوتايم4

شهدت تشاد في تاريخها الحديث العديد من حركات التمرد التي قدمت من الشمال، من ليبيا أو من السودان، وقبل أسبوع توغل متمردو «جبهة التناوب والتوافق في تشاد» وهي مجموعة سياسية عسكرية تشادية معظم أعضائها من أفراد قبائل الغوران الإثنية الصحراوية، في شمال البلاد. وأعلنت «التحرير
الكامل لمنطقة تيبستي» في الشمال. وفي سلسلة جبال تيبستي وعلى الحدود مع ليبيا، يخوض المتمردون باستمرار مواجهات مع الجيش التشادي. وقد أوقفت عمليات قصف فرنسية بطلب من انجمينا في فبراير 2019 تقدم المتمردين الذين جاءوا من ليبيا لمحاولة إطاحة الرئيس ديبي. وفي فبراير
2008 تمكن المتمردون في هجوم من الوصول فعلياً إلى أبواب القصر الرئاسي قبل صدهم بفضل الدعم الفرنسي. وتضم انجمينا مقر عملية «برخان» الفرنسية لمكافحة الجهاديين في منطقة الساحل التي أطلقت في 2014. ولفرنسا وجود شبه دائم في مستعمرتها السابقة منذ الاستقلال في
1960.
فتشاد التي لا تملك أي منفذ على البحر وتحيط بها دول عدة بينها السودان وليبيا وأفريقيا الوسطى، من البلدان الرئيسية المساهمة في الحرب ضد الجهاديين في منطقة الساحل عبر إرسال قوات مدربة إلى مالي وفي بعض الأحيان إلى نيجيريا، ووصل الرئيس ديبي إلى السلطة في 1990 على رأس قوات
متمردة اقتحمت انجمينا وأطاحت حبري الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لارتكابه جرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة افريقية خاصة عام 2017. وصوت الناخبون الأحد الماضي في انتخابات رئاسية محسومة لمصلحة الرئيس الذي يحكم تشاد بلا منازع منذ ثلاثين عاماً وأزاح بعنف في بعض الأحيان،
الشخصيات النادرة التي كان يمكن أن تهدده في المعارضة المنقسمة.
والسبت الماضي أعلن الجيش التشادي أنه «دمر» رتلاً من المتمردين هاجم شمال البلاد في 11 أبريل يوم الانتخابات الرئاسية المحسومة بالتأكيد لمصلحة الرئيس إدريس ديبي إتنو الذي يحكم البلاد منذ ثلاثين عاماً، وأكدت هيئة أركان الجيش التشادي في بيان تلاه الناطق باسمها أزيم برماندوا أغونا أن
«قوات الدفاع والأمن دمرت بالكامل رتلاً من المتمردين الذين توغلوا في شمال كانيم». وأضاف أن «عمليات التمشيط مستمرة لاعتقال آخر الهاربين»، موضحاً أنه سيتم إعلان حصيلة في وقت لاحق. وأكد وزير الاتصال التشادي الناطق باسم الحكومة شريف محمد زين في تغريدة على تويتر أن «
مغامرة المرتزقة من ليبيا انتهت كما سبق أن أعلن». وصرح زين لوكالة فرانس برس أن «المعارك تجري على بعد حوالي خمسين كيلومتراً من حدود النيجر وحوالي مئتي كيلومتر من ماو» البلدة التي تبعد نحو 300 كلم الى الشمال من انجمينا. وذكر أحد سكان المدينة لفرانس برس ليل أن «
الوضع هادئ في الوقت الحالي وكل السكان يلازمون منازلهم». وأضاف المصدر نفسه أن «محطات الوقود والادارة اغلقت بتوجيهات من السلطات».
وفي العاصمة التشادية، كانت أربع دبابات والعديد من الجنود يتمركزون عند المدخل الشمالي للعاصمة بينما واصلت الآليات العسكرية الخروج من المدينة باتجاه الجبهة، كما ذكر مراسل لفرانس برس. وأمرت السفارة الأمريكية في انجمينا موظفيها غير الأساسيين بمغادرة تشاد مشيرة إلى «احتمال اندلاع
أعمال عنف في المدينة». كما أوصت بريطانيا رعاياها بمغادرة البلاد .في أقرب وقت ممكن
ويؤكد الخبير الأمني طارق محمد عمر أن السودان لن يتضرر كثيراً من الصراع التشادي، وقال في حديثه لـ(الانتباهة) اذا تم تغيير في الحكومة التشادية ووصل المتمردون للسلطة لن يضر السودان في شيء، وأكد أن تغيير جميع الحكومات التشادية عبر التاريخ كان يتم من السودان، وقال السودان هو المفتاح
لحكم تشاد لاسباب جغرافية، وغيرها كثير من الاسباب، وتوقع أن لا تستطيع المعارضة التشادية هزيمة ادريس ديبي، واضاف قائلاً المعارضات التشادية التي افلحت في تغيير النظام واستلام السلطة دائماً كانت تنطلق من داخل السودان عبر الحدود، ومن افريقيا الوسطي، وتابع من مناطق اخرى لن يستطيعوا
دخول تشاد .
وجزم طارق بان الصراعات التشادية لن تؤثر من ناحية امنية على السودان، وقال السودان ليس لديه مصالح كبيرة في تشاد، وانما تشاد هي التي لديها مصالح كثيرة في السودان، وقال اي نظام حكم يمسك في تشاد يأتي ويتودد للسودان، لجهة أن تشاد بلاد مقفولة، ولا تستطيع ان تدخل في عداء مع السودان،
واضاف ممكن السودان يغير نظام الحكم في تشاد في دقيقتين، وتابع كل الانظمة التشادية التي حكمت أوصلها الجيش السوداني للحكم، وكان يمدها بالتخطيط والتمويل وقدم لها مساعدات كبيرة الى ان وصلت للحكم .
وفي السياق يرى المحلل السياسي هجو البشير أن الصراع التشادي لن يؤثر كثيراً على السودان، في وقت اكد فيه لـ(الانتباهة) أن من مصلحة السودان ان يستمر الرئيس التشادي ادريس ديبي لاعتبارات كثيرة ، منها ان العلاقات بين البلدين بدأت في تطور عقب زيارة البرهان وعقد جولة من المباحثات مع
الرئيس التشادي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي الاثناء قال لو استلم المتمردون السلطة في تشاد لن تكون هناك اي اثار سلبية على السودان ، لجهة أن التشادين يحذرون من السودان ، واضاف قائلاً يمكن ان تتوتر بعض الحركة التجارية في دارفور
ولكنها لن تستمر كثيراً ، وتابع : تشاد هي من يحتاج الى السودان والسودان (ما محتاج ليها ).

الانتباهة

Leave a Comment

8 + 15 =