شهدت عاصمة الولاية الجنينة أوضاعاً مأساوية دامية بعد تفجر القتال الأهلي بالمدينة خلفت (154) قتيلاً و (208) مصابين.
وإنطلقت شرارة الأزمة السبت الماضي؛ عندما قامت مجموعة قبلية بقتل شخصين وجرح آخر في حي الجبل .
استخدم فيها المئات من المسلحين القبليين أسلحة ثقيلة وخفيفة، وقاموا بعمليات حرق ونهب واسعة طالت العديد من الأحياء السكنية والمحال التجارية. وألحق القتال دماراً كبيراً في المنشآت الحيوية كالمراكز الصحية والخدمية مما زاد الوضع تعقيداً.
في حين لم يتم توفير الحامية الكافية لمواطني الأحياء السكنية مما عرضهم للمخاطر الكبيرة في ظل إنتشار السلاح في أيدي المواطنين ، في حين فر الكثيرون إلى مناطق آمنة بعيداً عن بؤرة الصراع الدامي .
وقال أطباء غرب دارفور إن المنطقة تعيش وضعاً صحياً حرجاً في غياب المعينات وأعداد المصابين وطلبت نقل المصابين إلى الخرطوم أو توفير المعينات اللازمة للعمل .
وأشارت إلى إن فرق الإنقاذ والإمداد لا تستطيع الوصول إلى الضحايا والمخازن نسبةً للصعوبات الأمنية حيث تتعرض سيارات الإمداد والإسعاف إلى حوادث إطلاق نار متكررة أثناء محاولتها الوصول إلى المصابين والمخازن،
وأشارت المصادر لنفاد الكثير من أصناف الأدوية والمستهلكات الأخرى. كما أن أعداد العاملين قليلة جداً وتعمل لساعات طويلة دون راحة مسنودة بفرق من متطوعي الهلال الأحمر السوداني في ظل عدم قدرة الكثير من العاملين على الوصول إلى المرافق الصحية، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي عن المدينة بما في ذلك المستشفيات.
واكد الصحفي عبد الرحمن محمد أحمد الذي تحدث لموقع (سكاي نيوز عربية) من الجنينة أن المنطقة تعيش أوضاعاً مأساوية بعد أربعة أيام من الأحداث الدامية ، وقال إن الأوضاع تتدهور بشكل مريع، معتبراً أن ما يحدث حالياً هو الأسوأ في تاريخ الأحداث التي إندلعت في الصراع القبلي في دارفور. ووفقاً لأحمد فقد تم حرق أعداد كبيرة من الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين، كما جرت عمليات نهب واسعة طالت ممتلكات المواطنين العزل ..
البرهان في الجنينة
وعلى أثر الوضع المتدهور بالولاية ، غادر الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الخرطوم متوجهاً إلى مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور للوقوف الميداني على الأوضاع المأساوية بعد تفجر القتال الدامي بالمدينة ومحاولة إطفاء الصراع هناك سيما بعد إعلان القرارات التي أعلنها مجلس الأمن والدفاع في السبت الماضي المتعلقة بالأوضاع في الولاية والتداعيات الأمنية والإنسانية السالبة في ولاية شرق دارفور حيث قرر المجلس تشكيل قوة مشتركة من القوات النظامية قادرة على التدخل السريع لحفظ الأمن في ولاية دارفور.
كما قرر المجلس الإسراع في تجهيز قوة لحفظ الأمن ونشرها ميدانياً بمناطق النزاع والتوتر المحتملة ومراقبة الحدود لمنع تدفق وإنتشار السلاح.
وأعلن تفعيل إجراءات جمع السلاح وإتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع مظاهر الوجود المسلح في المدن السودانية .
ويصحب البرهان في هذه الجولة أعضاء من مجلس السيادة ووالي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة .
ويرى المراقبون أن حضور رئيس مجلس السيادة من شأنه أن يعطي مواطني المنطقة الثقة مجدداً في امكانية عودة الاستقرار للمنطقة ومعالجة تداعيات الأزمة الخانقة التي تعيشها الولاية من نقص الغذاء والدواء والتفلتات الأمنية ، ويتوقع المواطنون تعزيز وجود القوات المسلحة والقوات المساندة لحماية المواطنين وسد الفراغ الأمني مما يسمح مجدداً بعودة النازحين بسبب تفجر الصراع في المنطقة .
ويشير العديد من المراقبين إلى أن جمع السلاح يمثل أحد الحلول الناجعة لوقف الصراع المسلح بين المكونات الأهلية بيد أنهم يشيرون إلى صعوبة هذه المهمة في ظل حرص المواطنين لإمتلاك السلاح لحمايتهم وللمليشيات المسلحة التي تتخذها آلية حاسمة في صراعها مع مكونات الولاية مما يعني أن الأمر يحتاج إلى معلومات استخبارية دقيقة لهذه العملية وإرادة غير مرتجفة لتنفيذها على الواقع .
الانتباهة