واجه الموسم الشتوي الحالي تحديات عديدة أهمها عرقلة عمليات الري وعدم الالتزام بالمحددات الفنية للري وعدم تقيد المزارعين بالدورة الزراعية، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الإنتاج. وبالأمس أعلن رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك في تدشين حصاد القمح بمشروع الجزيرة أن تطوير مشروع الجزيرة يحتاج إلى تكاتف الدولة وربط قطاع الإنتاج بالصناعة. وأكد أن الطموح ليس رد المشروع لسيرته الأولى فحسب وإنما أفضل مما كان، وشدد على أهمية البحث العلمي الذي توقف للـثلاثين سنة الماضية وقال انه يظل أهم شيء في تقدم الشعوب، وأكد وضع خطط واستراتيجيات تضمن تطوير المشروع، وقطع بأن المشروع هو الذي سيخرج البلاد من الأزمات، وأعلن حمدوك عن (13.500) جنيه سعراً تركيزياً لجوال القمح، ووصف السعر بالمحفز والمشجع للمزارعين للاستمرار في الإنتاج، الا أنه وجد تبايناً بين رفضه من قبل المزارعين الذين يرون أنه غير مجز مقارنة بارتفاع تكاليف الإنتاج ومؤيد له، بالرغم من أن رئيس الوزراء قال إن إعلان السعر التركيزي للقمح تم بالتفاوض والاتفاق مع المزارعين.
جدية الحكومة
ويرى رئيس اللجنة التسييرية بمشروع الجزيرة عثمان حسان أن السعر التركيزي للقمح الذي تم تحديده بواقع (١٣.٥٠٠) جنيه للجوال مجز، وكشف لـ (الانتباهة) عن إنتاجية القمح للفدان من (١٠ ــ ١٥) جوالاً للفدان للمساحات التي تأخرت في العملية الزراعية و (19 ــ 24) للمساحات التي زرعت مبكراً، وأكد توفير معينات الحصاد من الخيش والجازولين للحاصدات، ودعا إلى ضرورة جدية وصدق الحكومة في توفير السيولة اللازمة لشراء محصول القمح وتسليم المزارعين بشكل فوري وعدم التماطل في عملية الدفع، وهدد بعدم تسلم البنك الزراعي حال عدم إتمام عملية الدفع للمزارعين، وطالب بضروة الاستعداد لترتيب عمليات الترحيل والتفريغ.
توفير المعينات
وفي ذات السياق طالب رئيس القسم الأوسط بمشروع الجزيرة كمال حريز وزارة المالية والبنك الزراعي بتوفير معينات الحصاد المتمثلة في الجازولين والخيش والحاصدات، ونبه لـ (الإنتباهة) إلى عدم رضاء المزارعين بالسعر التركيزي للقمح الذي تم الإعلان عنه بواقع (١٣.٥٠٠) للجوال.
غير مجزٍ
ويتفق معه المزارع عامر علي بالولاية الشمالية منطقة مروي بأن قرار إعلان السعر التركيزي للقمح بواقع (١٣.٥٠٠) جنيه للجوال غير مجزٍ مقارنة بالتكاليف، وتوقع عدم تسليم المزارعين محصول القمح للبنك الزراعي، وأكد لـ (الإنتباهة) ارتفاع الإنتاجية بالولاية الشمالية لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
إنتاجية مرتفعة
وأكد المزارع فتح الرحمن بمشروع الجزيرة قسم معتوق تحقيق إنتاجية من القمح بقسم المنسي مكتب القليع وصلت إلى ( ٧٦) جوالاً لـ (٣) أفدنة، ووصف الإنتاجية بالجيدة، ونوه بأن هناك بعض المزارعين لم يتسلموا الأسمدة حتى الآن، وتوقع إنتاجية منخفضة للمساحات التي لم يتوفر لها سماد اليوريا، وأفاد (الإنتباهة) بضعف السعر التركيزي للقمح نسبة لارتفاع التكاليف، مبيناً أن سعر جوال التقاوي بلغ ( ٨.٤١٠) جنيهات، بينما بلغ سعر جوال سماد الداب (٧.٨) جنيهات للجوال، كما بلغ سعر سماد اليوريا (٦.٥٩٠) جنيهاً، كما وصل سعر الإشراف من قبل وقاية النباتات (٦٧) جنيهاً للفدان بينما بلغ سعر جوال الخيش (٨٠٠) جنيه.
خوفاً من الهلاك
وإلى ذلك توقع المزارع فتحي حامد بالولاية الشمالية دنقلا عدم تسليم المزارعين بالولاية محصول القمح للبنك الزراعي، وأضاف أن تحديد السعر التركيزي يجب أن يطبق على المشروعات الزراعية الكبرى لجهة توفر مدخلات إنتاجها، وأشار إلى بدء بعض المزارعين في زراعة محصول القمح لعدم توفير مياه الري للتوسع في زراعة القمح والفول خوفاً من الجوع والهلاك مع عدم توفر تقاوي وادي النيل، الا أنه الوحيد الذي يساعد على الإنبات في هذه الفترة، منوهاً باستخدام نوعين من الأسمدة مرتفعة الثمن لزيادة الإنتاجية، وأبان أن زراعة القمح في بداية الموسم الصيفي تم تجربتها مسبقا بإنتاج ( ١٠ -١٢) جوالاً للفدان.
الانتباهة