الغموض والبرود يكتنفان زيارة الضيف المصري للخرطوم

by شوتايم1

 

مصدر حكومي مطلع -للجزيرة- إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيصل إلى الخرطوم اليوم في زيارة سريعة لن تستغرق وقتا طويلا. ومن المتوقع أن يلتقي السيسي أثناء زيارته التي لن تتضمن مراسم استقبال رسمية كلا من رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وكبار المسؤولين.
وحسب مصادر إعلامية فإن الزيارة ستناقش ملف سد النهضة الإثيوبي، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.
تزامن ذلك مع خروج دعوات متفرقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تندد بالزيارة، وتطلب من المواطنين التظاهر في شارع المطار، الذي من المتوقع أن يسلكه موكب الرئيس المصري للوصول إلى القصر الجمهوري، تعبيرا عن رفض الزيارة .
واتخذت السلطات السودانية عددا من الإجراءات من بينها عدم السماح بالتغطية الإعلامية إلا للأجهزة الإعلامية الرسمية، مع عدم الإعلان رسميا عن الزيارة أو تفاصيل لقاءات الضيف المصري.
وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس المصري للخرطوم بعد التغيير الذي حدث في السودان في أبريل 2019.
وكانت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، قد أعلنت في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري سامح شكري، الثلاثاء، نبأ الزيارة، ووصفا قيام إثيوبيا بالمرحلة الثانية من ملء سد النهضة بشكل أحادي الصيف المقبل، بالتهديد المباشر “للأمن المائي للبلدين”.
وخلال الزيارة التي التقت خلالها السيسي، أكد الطرفان التمسّك باقتراح الخرطوم بتشكيل رباعية دولية يقودها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للتوسط في المفاوضات وإطلاقها في أقرب فرصة ممكنة.
كما أكدت الرئاسة موقف مصر الثابت من حتمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب، ويحافظ على حقوقهما المائية.
غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي قال ردا على المقترح السوداني إن بلاده ترفض تدويل ملف سد النهضة، وتتمسك باتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث.
وفيما يتعلق بالأزمة الحدودية بين البلدين، أكد أن خيار أديس أبابا هو السلام لحل الخلاف الحدودي مع السودان، ومستبعدا نشوب حرب مع البلدين.
وذكر مراسل الجزيرة محمد عبد الله أن مصر والسودان على اتفاق تعاون عسكري يغطي مجالات التدريب وتأمين الحدود، وذلك في ختام زيارة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد للعاصمة السودانية الخرطوم.
وقال فريد إن بلاده مستعدة لتلبية احتياجات الجيش السوداني في المجالات كافة، من التدريب والتسليح وتأمين الحدود المشتركة.
وأضاف أن تعدد وخطورة التهديدات المحيطة بالأمن القومي والمصالح المشتركة تستدعي التكامل بين الأشقاء.
من جهته، قال رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين إن الهدف الأسمى للمباحثات العسكرية المشتركة يتمثل في تحقيق الأمن القومي المشترك للبلدين والشعبين، من خلال بناء قوات مسلحة مقتدرة في البلدين.
وبحسب المراسل، يرجع مراقبون أسباب التقارب المصري السوداني في أزمة ملف سد النهضة، التي كانت تحتفظ فيه الخرطوم بموقف خاص بعيدا عن القاهرة، إلى توتر الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية ونشوب معارك من وقت لآخر بين قوات البلدين

Leave a Comment

واحد × 1 =