صالون_الريس أفراح بلا سلاح.. شبابٌ قاوموا الرصاص بالوعي وانتصروا للوطن  د/أشرف الريس

by شوتايم نيوز

#صالون_الريس

أفراح بلا سلاح.. شبابٌ قاوموا الرصاص بالوعي وانتصروا للوطن

د/أشرف الريس
14/ 7 / 2025

أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام ،وبسم الله نبدأ الكلام… في زمنٍ تتنازع فيه الأفراح والأتراح على وقع الأعيرة النارية، بزغت مبادرةٌ شبابية تُعيد صياغة الفرح السوداني وتُحرره من أسر الرصاص العشوائي.. إنها “هيئة أفراح بلا سلاح”، التي رفعت راية الوعي والتغيير في وجه ثقافةٍ طالما حصدت الأرواح في لحظات يفترض أن تكون للبهجة لا للحزن.

انطلقت هذه المبادرة من رحم المعاناة، يقودها شاب استثنائي اسمه أوشيك أحمد علي، سطّر بأفعاله قبل أقواله درسًا في القيادة والالتزام والجرأة. لم يتوقف عند حدود التوعية، بل قاد فرقًا شبابية إلى عمق المجتمعات، في المدن والبوادي، ليحوّل كل مناسبة إلى منبر ضد التخلف والعنف الموروث.

لطالما ارتبطت المناسبات السعيدة في بعض المجتمعات السودانية بإطلاق النار كرمز للفخر والبهجة. لكن الحقيقة المرّة تقول إن هذه العادة حصدت المئات من الأرواح البريئة، وأزهقت فرح العائلات في لحظة طيش. هنا تدخلت هيئة “أفراح بلا سلاح”، لتكسر حاجز الصمت والخوف، وتزرع بدلاً عنه ثقافة السلام والوعي بالقانون.

بشعار بسيط وعميق: “الفرح لا يحتاج إلى بارود”، استطاع شباب المبادرة، بقيادة أوشيك، أن يُحدثوا تحولًا اجتماعيًا لافتًا، جعل الشرطة والمجتمع معًا يقفون في صفٍّ واحد لمحاربة هذه العادة.

اللافت في مسيرة هذه الهيئة هو التفاعل الإيجابي الذي وجدته من قوات الشرطة، التي لم تعد تنظر إلى مطلقي الأعيرة كـ”جُناة فقط”، بل شاركت في التوعية والمبادرات وورش العمل التي نظمتها الهيئة في الولايات. وتحولت العلاقة من “مطاردة” إلى “شراكة”، هدفها واحد: حماية أرواح المواطنين.

ما بدأ كجهد شبابي طوعي، أصبح الآن محلّ تقدير واهتمام من حكومات الولايات المختلفة، التي سارعت إلى دعم الهيئة وتبني برامجها، بل وأدمجتها في أنشطة إدارات الشباب والثقافة، كجزء من خطط التوعية المجتمعية.

وراء كل قصة نجاح، هناك قائد مُلهم. وفي هذه القصة، يقف الشاب أوشيك أحمد علي شامخًا، كنموذج فريد لشباب السودان، الذي اختار أن يحارب الجهل بالسلم لا بالردى. لم يستغل قضيته من أجل شهرة أو مكسب، بل ظل يعمل بصمت، ويقود فريقه بروح الزمالة والمسؤولية، ويضع كل فرد من أفراد الهيئة في قلب المعركة ضد التخلف بثقة وأمل.
إنه الشاب الذي لم يطلق رصاصة، لكنه أطلق آلاف الأفكار التي أنقذت الأرواح.

اليوم، وبينما تتسابق البنادق في ساحات النزاعات، تخرج هيئة “أفراح بلا سلاح” لتقول كلمتها: “نريد وطنًا نفرح فيه بلا دموع”. وهي ليست مجرد مبادرة، بل حركة اجتماعية ناهضة، تقودها روح الشباب، وتحميها عزيمة التغيير، وتدعمها شرائح واسعة من الشعب السوداني الواعي.

وأقول ختاماً: لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لهؤلاء الشباب، ولقائدهم أوشيك أحمد علي، الذي أثبت أن النضال الحقيقي لا يكون دائمًا بالسلاح، بل أحيانًا بالكلمة، وبالفكرة، وبأن تُقنع الناس أن الفرح الحقيقي لا يصنعه الرصاص، بل الأمان.

#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/أشرف الطاهر حماد (الريس)
رئيس الجهاز الشعبي لنهضة السودان

Leave a Comment

ثلاثة × ثلاثة =