بيت الشورة
عمر الكردفاني
توم بريللو (school days)
دفعت الولايات المتحدة الأمريكية بالسياسي المخضرم ورجل العدالة الانتقالية الشهير توم بريللو إلى السودان بالمواصفات القياسية للشخص الذي يستطيع أن يجر الجيش السوداني جرا إلى سوح التفاوض المنصوبة مجزرة للسودان والسودانيين وهي ما تعنيه عدالة الولايات المتحدة، وقد أفلح الرجل في كل ما تم تعيينه من أجله اي ضم الأطراف إلى بعضها حيث استطاع أن ينتزع من حلفاء مليشيا الدعم السريع اعترافهم بدعم المليشيا التي كادت أن تمزق السودان حيث بات واضحا دعم تقدم وصويحباتها للمليشيا سيئة السمعة ولكن الرجل أفلح من جانب آخر ودون أن يدري في ضم الكثيرين إلى معسكر الجيش السوداني حيث شعر معظم أبناء الشعب السوداني بالخطر المحدق ببلادهم فازروا جيش بلادهم ووقفوا معه داخل البلاد وخارجها ،حيث رأينا السودانيين في جنيف حيث تبذل الدولارات رخيصة وهم يركلون الدولار ويرفعون الشعار الخالد (شعب واحد جيش واحد ).
وهكذا توارد إلى ذهني أن المبعوث توم بريللو قد وعي درسا قيما في حياته بأن الشعوب الحرة أما أن تنتصر أو تموت لذا فما أن وعي الدرس العظيم حتى سارع إلى المسرح المعد بعناية في القاهرة ليبصم بالعشرة أن الشعب السوداني هو الشعب المعلم ،لم لا وهو يستدرجه وأمثاله الى قاهرة المعز صرح الانتصارات العربية والإفريقية العظيمة ،الى قاهرة السيسي الذي قال يوما عن العلاقات السودانية المصرية (ما لناش غير بعض) وهاهو يضع نقاط الوفاء على حروف الوطنية ويقدم الحل الامثل للمشكلة السودانية داخل البيت الواحد ،بيت وادي النيل العظيم .
بقي أن نشرح العنوان وهو مأخوذ من رواية كانت مقررة علينا بالمرحلة المتوسطة أو الثانوية على ما اعتقد وهي بعنوان (Tom Brown’s school days) للكاتب توماس هيوز فاستعرت الاسم لتقريب المعنى بأن المبعوث الامريكي توم بريللو قد وعي الدرس الذي قدمه له الشعب السوداني لقد علم بريللو اخيرا أن الثقل الاعظم في هذه المفاوضات للشعب السوداني وجيشه القوي وليس للآلة الإعلامية والغباء الاصطناعي الذي تسير خلفه جحافل وقطعان اليسار
ثم ماذا بعد ؟
لقد كان المفاوض الأمريكي الشهير هينري كيسنجر ينتصر في أي مفاوضات يمثل فيها بلاده فلما سئل عن السر قال :قبل الدخول الى غرفة المفاوضات أدخن سيجارا كوبيا واشرب كأس ويسكي واذهب الى الحمام ،ومع ذلك ما أن أدخل غرفة المفاوضات حتى ابدأ بعبارة :يبدو أن الاتفاق صعب بيننا ،فيبدأ الطرف الآخر في تقديم التنازلات ، وتعنت الجيش السوداني ارسل ذات الرسالة إلى الطرف الآخر ما جعله يقدم التنازلات مع أن جملة (يبدو أن الاتفاق صعب بيننا ) هي كلمة السر بين عصابات المافيا وهي تعني :أطلقوا النار ،فهل تعني عند الجيش السوداني (بل بس؟)