بيت الشورة
عمر الكردفاني
الجمارك السودانية :صلاح احمد ابراهيم بين ازميل فدياس ومشرط النطاس
ما زلت منذ أكثر من عامين في سعي دؤوب لتجسير الفجوة بين قوات الجمارك السودانية والإعلام السوداني والأمر المرعب هو أن الإعلام السوداني اعلام جسور لا يخشى في الحق لومة لائم ويحمل الزملاء الاعلاميون أقلامهم مصلتة كالاسلحة تماما لذلك فإن نيرانهم ال(صديقة ) جد مؤلمة ، خاصة وأنها بالطبع تأتي من مسافة جد قريبة ،من هذه النيران الصديقة ما خطه قلم إحدى الزميلات الفضليات اللائي نكن لهن احتراما نبيلا كونها إحدى اشرس الأقلام النسائية السودانية التي تخوض حرباً شرسة كتفا بكتف مع قواتنا المسلحة الباسلة ولكن ، كتبت الزميلة العزيزة مقالا مفعما بالوطنية مليئا بال(زفرات الحرى) وهي تكتب فيما ظنته فسادا في قوات الجمارك وهو ما ننكره جملة وتفصيلا إلا أن نيرانها أصابت فيما أصابت واحدا من أبرع ضباط الجمارك السودانية مدير عام قوات الجمارك المكلف اللواء شرطة صلاح احمد ابراهيم ،وصلاح رجل من اولئك الرجال الذين يمكنك أن تطلق عليه لقب قائد دون أن يطرف لك جفن لأسباب كثيرة ،الا أن الرجل يلبس حلة من حلل الأتقياء فهو رجل ذو حياء عال وتهذيب منقطع النظير ،الا أن ذلك كله لا يقدح في حنكته الإدارية وشجاعته البائنة فقد وصفته من قبل بأنه رجل (قعاد) اي صبور على الجلوس فترات طويلة وهي صفات القادة حيث لا يخرج من مكتبه الا للعمل الميداني خاصة تفقد قواته المنتشرة بكافة المنافذ والثغور ،وهو فوق كل ذلك صاحب قلم ماض في الحق لا يخاف لومة لائم وهي صفة يعرفها عنه القاصي والداني وقد أسر الي أحد الأصدقاء من منسوبي قوات الجمارك غداة تكليف الرجل بقيادة دفة قوات الجمارك :جابو لينا زول كارب ما بتقدر تفرق بين الشايلو قلم ولا سيف .
آخر محطات الرجل كانت مكافحة التهريب حيث ابلى بلاءا ممتازا إذ أن مكافحة التهريب تعتبر سيف الجمارك البتار في وجه المهربين والمخربين ،ان النيران الصديقة من زميلتنا الأنيقة أصابت قوات الجمارك في مقتل لسببين :الاول أن الرجل هو قائد قوات الجمارك المنتشرة بين الاحراش وفي الثغور ذودا عن الأرض والعرض والاقتصاد والثانية أن سيرة الرجل انصع من بياض الثلج وحنكته الإدارية يعلمها القاصي والداني .
أما حديث ذات الزميلة عن الفساد فهو اتهام مردود لانه:
إن قوات الجمارك ليس لديها تجنيب حتى يتم اتهامها بالفساد وما أوردت من مصطلح تسويات هو أمر ليس بخاف على قادة الدولة إذ أن للجمارك الحق حسب المادة 109من قانون الجمارك يعطي مدير المحطة (وليس المدير العام ) الحق في وضع التسوية المناسبة على قيمة البضاعة إذا كانت غير مستوفية لشروط محددة ليس بينها السلامة أو لا تصلح للاستخدام الادمي أي ليس من حقه وضع تسوية على السلع منتهية الصلاحية أو المحرمة دوليا أو التي تضر بالإنسان والبيئة ولكن التسوية تكون في حال عدم إبراز اورنيك الاجراءت المصرفية مثلا وهو ما حدث أثناء الحرب حيث لا توجد مصارف عاملة أو مقاصة وفي هذه الحالة يتم تحصيل التسوية لصالح وزارة المالية بالايصال الالكتروني حيث تنزل في حساب وزارة المالية بالمصرف المركزي ،ولا تذهب لصالح قوات الجمارك التي اصلا لا تملك خزينة للمال العام ،كل ما تتحصله قوات الجمارك يقوم العميل بتوريده مباشرة في حساب وزارة المالية بالمصرف المركزي.
الجمارك تخضع للمراجعة بمستوياتها المختلفة ،من مراجع داخلي إلى المراجع القومي وسلطات المراجعة بوزارة المالية .
تقوم الجمارك آخر الشهر برفع طلباتها للفصل الاول وفصل المصروفات الأخرى إلى وزارة المالية أسوة بكافة المؤسسات السودانية .
اخيرا لقد قامت قوات الجمارك بعد اندلاع هذه الحرب اللعينة مباشر بنقل رئاستها كأول مؤسسة سيادية إلى العاصمة الإدارية بورتسودان وقام قادتها بوضع خطة عمل جسورة لحفظ هيبة الدولة ومنع التهريب على كافة الحدود والتنسيق مع منسوبي المالية والتجارة لعمل تخفيض على السلع الاستراتيجية ما انعكس إيجابا على السوق السوداني ولم تحدث ندرة في السلع ولم تحدث أي مجاعة وهو ما كانت تسعى له المليشيا المتمردة.
حكى لي سعادة الفريق حسب الكريم ٱدم النور الذي انهكه المرض جراء عمله الدؤوب بعد الحرب :أنهم عندما تحصلوا على اول مليار بعد الحرب كادوا (يضربوا الروراي) ذلك أن هذا المبلغ يعني تسيير دولاب الدولة ويعني السيطرة على المحطات الجمركية ويعني رفد الخزينة العامة للدولة ويعني دعم معركة الكرامة ،ان ما قدمته قوات الجمارك غداة هذه الحرب يعتبر رأس الرمح في حفظ سيادة الدولة فقد أسر لي احد موظفي الإغاثة الدوليين أنهم عندما هبطوا مطار بورتسودان كانوا يظنون أن المواطنين سوف يهجمون على الطائرة لأخذ الإغاثة ولكنهم تفاجأوا بأن هنالك قوات جمارك وجوازات وأمن وطيران مدني .
ثم ماذا بعد؟
إن الحديث عن دور قوات الجمارك السودانية يطول ويطول وقد يأخذنا إلى ما يعتبر أسرارا أمنية لا يجب الخوض فيها كما أن الحديث عن قادة الجمارك يجب أن يكون محفوفا بما يستحقون من احترام هم أهل له ،لان قوات مكافحة التهريب التابعة لقوات الجمارك حققت ما يمكن اعتباره ضبطية يومية منذ اندلاع الحرب تحوي معظمها مخدرات وأسلحة وأدوية وسلع غذائية بالإضافة إلى الوقود الذي يتم توجيهه إلى مناطق سيطرة المليشيا التي تعمل قتلا وتشريدا في شعبنا الأبي لذا فلا يجب أن نثلم سيفنا البتار وان لا نتمنر على رجال تركوا أسرهم ومنازلهم ومقتنيانهم وحفظوا هيبة وسيادة الدولة وحتى الآن لا ينالون الا نصف المرتب أسوة بزملائهم في الأجهزة الأمنية المختلفة رغم أن قوات الجمارك تتحصل الآن ما يفوق التسعين بالمئة من إيراد الدولة ولا فخر