بيت الشورة عمر الكردفاني مآلات حرب السودان ….لمن الغلبة في الميدان ؟ رؤية استراتيجية

by شوتايم نيوز

بيت الشورة

عمر الكردفاني

مآلات حرب السودان ….لمن الغلبة في الميدان ؟
رؤية استراتيجية

قبل عدة أعوام وكعادتنا الصحافيين اقتحمنا القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة كاسرين حاجز ممنوع الاقتراب والتصوير فالتقينا نفر كريم من الإخوة الضباط فتحوا لنا مكاتبهم وقلوبهم ،لا داعي لذكر اسماء الطرفين إلا أن اللقاء أثمر ورشة ممتازة عن الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية العليا وفتح الباب للتقديم مجانا لنيل درجة الماجستير في العلوم الاستراتيجية استفاد منها تقريبا الاخ الزميل الطيب قسم السيد كما أثمرت اللقاءات عن عدة مجموعات ما زالت نشطة تجمع عسكريين وصحافيين ،الدراسة مكنتنا من التعرف عن قرب على قوات الشعب المسلحة السودانية لذا فإنني هنا في حكم المحايد لتقديم رؤيا بسيطة غير عميقة لمآلات هذه الحرب بمعزل عن أضرارها على الأعيان المدنية .
لقد بدأت الحرب في حقيقة الأمر من قوات الدعم السريع بعد تخطيط دقيق ومحكم من داعمين سياسيين للسيطرة الخاطفة على قيادات القوات المسلحة في الخرطوم بالإضافة إلى مباني إدارات الإذاعة والتلفزيون واخيرا القصر الجمهوري وتحديدا القضاء على قائد القوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان ،وقد كان الأمر وفق الخطة أشبه بالنزهة لأن قوات الدعم السريع المنتشرة بالعاصمة المثلثة تعلم بساعة الصفر وتملك معدات وأسلحة اقوى من أسلحة القوات المسلحة السودانية كما أن عدد الجنود والضباط قد يكون ثلاثة أضعاف عدد رصفائهم من القوات المسلحة في المواقع المختلفة ،إذن هي كانت مذبحة تتم بليل ويصبح الصبح فلا الجيش السوداني ولا قادته على وجه البسيطة ،إذن ماذا حدث ؟ هنالك ثلاثة قواعد أساسية في التدريب العسكري يجب أن تكون حاضرة لدى أي فرد في القوات المسلحة :الاولى النظرة الاستراتيجية الأمور اي تحديد الهدف وعدم الحياد عنه لاي سبب من الأسباب والثانية الاستعداد النفسي لاي صدمة مهما كانت صغير او كبيرة والأخيرة عدم الفزع ما دمت قد سمعت صوت الرصاصة الأولى لأن ذلك يعني أنها لم تصبك.
ثلاثمأئة ألفا مدججين بأسلحة فتاكة وحديثة وجاهزين (جاهزية سرعة حسم ) مقابل أقل من خمسون الفا جلهم موزعون على المناطق الاستراتيجية ونستطيع القول أنهم كانوا ثلاثة آلاف مقابل ثلاثون ألفا وانطلقت الرصاصة الأولى وهي لم تكن رصاصة بل سكين غدر اعملوها في قلوب زملائهم من القوات المسلحة منهم المئات بالعنابر داخل القيادة العامة غير مسلحين لأنهم في انتظار الطائرات لتقلهم إلى ميدان عاصفة الحسم .
لقد قامت قوات الدعم السريع بما يليها من مهمة خير قيام فذبح كل فرد زميله الذي يأكل معه في قصعة واحدة وينام جواره بذات الخيمة وتحركت القوات المدججة إلى منازل ضباط القوات المسلحة واعملت آلة القتل الجبارة في الأسر الآمنة ومنها أسر ضباط يجاورون أسر قادة الدعم السريع بحي المطار حيث قتلوا واسروا الجيران الذين وصاهم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم .
واندفعت القوة الأكبر نحو منزل قائد القوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان وتصدت لها قوة تحسب على أصابع اليد حتى يقال إن البرهان اضطر إلى حمل السلاح مع حراسه .
أول بوادر الفشل العسكري والسياسي لحرب قوات الدعم السريع كانت فشل قتل البرهان وفشل احتلال القيادة العامة وهروب الحاضنة السياسية خارج البلاد في اليوم الثاني مباشرة .

الخطة ب:
للاسف الشديد كانت الخطة ب هي احتلال الأعيان المدنية والمستشفيات وذلك لأن الخطة ب الأساسية ضاعت مع هلالك حميدتي الذي لو كان حيا حقيقة لما آلت الأمور إلى ما آلت إليه ولكن قامت قوات الدعم السريع بالتوزيع سريعا على المنازل والوزارات والمستشفيات لحماية أنفسهم في انتظار التعليمات الأخيرة والتي ما زالوا ينتظرونها معتقدين أن قائدهم على قيد الحياة وهو ما يؤكده نشر الفيديو الاخير على قناة العربية والذي كان القصد منه رفع الروح المعنوية لاولئك الجنود الذين لا ولن يصدقوا أن قائدهم مات .

اين قوات الدعم السريع !

ربما يظن الكثيرون الآن أن من يرونهم هم قوات الدعم السريع ،ان ما يراه الناس الآن هم خمسة بالمئة منهم بقايا قوات الدعم السريع والبقية هم من تم استنفارهم قبليا للنهب والسلب فبعد هلاك ثلثي قوات الدعم السريع هرب الكثيرون منهم بمعية المنوهوبات ما عزز لدى حواضنهم الشعبية إمكانية النهب بذات الطريقة فدخلوا السودان بالالاف فمنهم من قتل ومنهم من علق الآن وهو يظن أنه لابد منتصر وعائد بالكثير من المنهوبات

الحساب ولد:
يقول مستشار الدعم السريع أنهم (يحتلون 72بالمئة )من مساحة السودان والناظر إلى خريطة السودان يعلم أنهم برغم انتشارهم في دارفور وكردفان إلا أن المدن الاستراتيجية ظلت عصية عليهم لأن دارفور وكردفان هي الفاشر والابيض وكادوقلي فأين هم من هذه المدن الثلاثة ،فمن لم يسيطر على عاصمة الإقليم لا يستطيع الادعاء أنه المسيطر عليه حتى ولو احتل جميع أجزائه دون عاصمته .

ثم ماذا بعد ؟
نعود إلى معركتنا الإعلامية مع مليشيا الجنجويد:إن هذه المليشيا الغاصبة استعانت بالكثير من ضعاف النفوس من زملاءنا الإعلاميين ونعرفهم بالاسم وصراحة لن يكون بيننا ود ابدا لانها معركة أن يكون الوطن أو لا يكون ،فمن يقف على الحياد يمكن أن نجد له العذر ولكن من حمل قلمه ضد قواتنا المسلحة لن يقل عمن حمل سلاحه لأن القلم سلاح أمضى وانفذ لذا فبيننا وبينهم حرب بالسنان لا باللسان
وحفظ الله بلادنا

Leave a Comment

5 × 3 =