عمدان النور
أجواء حرب بامتياز نسأل الله السلامة
دكتور/محمد يوسف إبراهيم
Drdabab2@gmail.com
ونحن في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم شهر الخير والبركة نسأل الله تعالى أن يعتق رقابنا ورقاب امهاتنا وابائتا من النار وأن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عنوان المقال قد يكون غريبا نوعا ما وكأنما فعليا هنالك حرب ستقع بالبلاد ابدا الأمر ليس كذلك ولكن اسرتجعت بعضا من أحاديث جدتي الراحلة طيب الله ثراها والتي كانت تحكي لنا الحكاوي القديمة ومن ضمن حكاويها كان ما يتعلق بالحرب أو الدواس باللغة الدارجة فكانت تقول الهبوب والزوبعانة والتراب اي الغبار كلها لا تبشر بخير فإما أن يموت شخص كبير ومشهور طبعا في ذلك الزمان الناس الكبار حسب رأيها اما أن يكون سلطانا أو ملكا أو عالما أو شيخا أو عمدة أو رجل أعمال المهم باختصار شخص ذو صيت ومكانة مرموقة في المجتمع أو قيام حرب ضروس لا تبقى ولا تذرتتساقط فيها الكثير من الأرواح المهم ومنذ البارحة ظللت اراجع كل ما روي عن هكذا اجواء.
لأن الاوضاع الان لا تبشر بخير من كل النواحي بدءاً بالتحول المناخي المفاجئ والذي يتسيده طقس شبه بارد مع وجود غبار واتربة وهبوب كما تقول جدتي وكل الناس الكبار إضافة إلى الاحتقان السياسي وانسداد أفقه فضلا عن المشاحنات والتنابز بالألقاب والتقاطعات والخصام الفاجر مابين رموز المجتمع السياسية والاجتماعية في المنابر والسوشيال ميديا والفضائيات المختلفة.
لأول مرة في تاريخ السودان ترتفع درجات التوتر والتوقع بحدوث حرب بهذه الدرجة وللأسف الحرب المتوقعة ليست من خارج الحدود إنما أبناء الوطن الواحد هم من يريدون ايقاد نيران الحرب وازكاء الفتنة والسبب هو خلافات ماكان لها أن تصل إلى هذا الحد وفي هذا الظرف الدقيق من تاريخ البلاد لولا الأطماع ومنهج الإقصاء المتعمد والاعتماد على الأجنبي.
الكل يريد الانتقام من الكل وبايما طريقة
منهجية التشفي حاضرة وفكرة تكسير العظام أيضا موجودة والخاسر هو الوطن.
ولا أحد يقف برهة بغرض التمحيص والتحليل العميق والدقيق لما يجري ومن الذي يقف وراء الأزمة ويدق لها طبول الحرب.
الجميع متأهب لوقوع الأسوأ عسكريين وسياسيين وفي كل يوم تزداد الأمور تعقيدا ولا حلول تلوح في الافق.
العاصمة تشهد المزيد من الاستعدادات وتغيير الارتكازات وتوسعة الانتشار من كافة الأطراف
الشارع العام ربما تواءم مع الأمر لأنه بات على مقربة من كل شيء اما بالعين المجردة أو من خلال الأخبار المتواترة من هنا وهناك
المسرح مهيئ تماما والأجواء باتت أجواء حرب بامتياز وربما فقط تبقت ساعة الصفر.
الذي يقرأ الأحداث برؤية ثاقبة وتحليل معمق سيصل إلى نتائج ربما تكون كارثية.
التحرك أصبح مريب والنظرات مخيفة والحذر وصل إلى أبعد مستوى ممكن.
لعله وبلا ريب فإن الاتفاق الإطاري المشؤوم هو من اوصل البلد إلى هذه المحطة الأخيرة والتي فعليا ستكون أخيرة لسودان واحد موحد إذا لم ينزع فتيل الأزمة اليوم قبل الغد.
مناصري الإطاري على استعداد لسفك الدماء وازهاق الأرواح وتنزيح الشعب وتفرقتهم وتشتيتهم بلا أدنى مسؤلية فقط الهدف هو كرسي السلطة وتفشية الغبينة.
الوضع لا يحتمل القسمة الا على اثنين اما نزع فتيل الأزمة أو المواجهة الدامية التي سيخسر فيها الجميع
صحيح هنالك أكثر من شق للأزمة شق سياسي سياسي وسياسي عسكري وعسكري عسكري وفي كل يلعب الساسة القذرون هذه اللعبة ويلعبون في هذه المتناقضات من أجل الكسب الرخيص على حساب الوطن.
المطلوب من الجميع في هذا الظرف الاستثنائي ضرورة تحكيم صوت العقل وتعلية المصلحة العليا للوطن والمواطن وعدم التخندق في محطة واحدة لا توصل إلى بر الأمان.
وكان الله في عون الشعب السوداني المسكين المغلوب على أمره
الغبار والتراب والزوبعانة والهبوب حسب رأي الناس الزمان أمثال جدتي رحمة الله تعالى عليها أكدوا انها أوضاع خاصة بالشؤم وفقدان الأعزاء ونشوب الحروب اوموت الكبار اسأل الله ان لا تتحق هذه النبوءات وان يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
والله المستعان
هذا المقال أعيد نشره اليوم وأذكر أنني نشرته في يوم الخميس الموافق 13/4/2023 اي قبل مئتين وأحد عشر يوما فياليت قومي كانوا يسمعون