( هدنة )
العملاق ( عبد المنعم عبد الحي )
النهر الثالث …
( ويا حليل ناس هم ناسنا )
بنفس ( جنوبي ) و ( روح )( شمالية ) حلق النفاثة ( عبدالمنعم عبد الحي ) في الأجواء السودانية شجناً وعطر
لذلك يبدو أن هذه التوليفة أضفت على الرجل مسحة خاصة فكان شاعراً ( ضخماً ) ورقيق
كتب أغنيات خالدة …وبصم بالعشرة في سجل الاغنية السودانيةً
حيث ولد في ( أم درمان ) فاخذ رحيقها …وعاش وتزوج في ( القاهره ) فاعطته نكهتها …!!
وجذوره الجنوبية منحته كبرياء ( الدينكا ) وسحر الجنوب
لذلك عاش هناك وروحه في السودان فجاءت قصائدة عطشى للوطن ..مشحونة بالشجن …معبأة بالروح
والسودان حتى اذا تركته فهو لايتركك …
وهو سر من أسراره….
( وعاشق نبيل ياجميل ليك حبي طاهر
أهوى القمر والنيل ….أهوى الأزاهر )
عاش بعيداً وكان قربباً لذلك كتب اغانيه ومن الدواخل ..فوصلت للسودانيين وأعيد تصديرها
فكانت ( السلام الجمهوري الشعبي )
الذي تسلم به الشعوب العربية على السودان رداً على التحية …. ()
فهو مثلاً صاحب ( المامبو السوداني ) هذه الأغنية ( الراقصة ) ذائعة الصيت والانتشار في ( المدى العربي )
وأنا أتخيل دائماً انها ( قدمتنا ) …و ( ظلمتنا ) في آن واحد ..
لأن الجيران والمحيط العربي أخذوا منها إنطباع ولمحة
و ( سقفو على كدا)
واكتفوا بها لبساطتها وحلاوتها ولم يعرفوا أن ذات الرجل كتب ….
يا نديمي طافت الأحلام بالفكر حيارى
وسرت تسبقها الأنغام في طهر العذارى
ونديمي أول الآطياف في الفجر توارى
واذا ما القلب أضحى لهباً كم يعاني
ونديمي عب من كأس الصبا وسقاني …!!
( جاب من جوه ( المعلم )
( وعليه قس من الفطاحلة )
أما نحن ( فما علينا ) طالما نحن مستمتعين ….!!
وعارفين عزنا
وقد تغني بها ( البعاتي ) أبو داوؤد …
الذي يطلع في السلالم الموسيقية وينزل وكأنه في نزهة وزي ما داير …ويأخذنا معه …
وقد لحنها ( العالم ) برعي محمد دفع الله
( أفضل لاعب وسط في ( الألحان ) وباصو ( قون ) 🎼
وقد التقى ( عبد الحي ) بعبد العزيز في لقاء آخر لايقل جمالاً وكان مفعماً بالمشاعر مشحوناً بالغرام
🎼
وفي الغرام بالله
قولوا ليه الحب ….
شيء طبيعي إلهي
والغرام ما بيخير بين كبير وصغير
( صحي والله )
ليواصل الرجل
ونادوا لينا البنا يبني لينا الجنة
يبني طوبة ( حب ) ويرمي مونة محنة
وبالكتاب والسنة يعقدوا لينا أهلنا
انتصر يا حب …نحن نلنا أملنا
فكانت ( تميمة )فال …وزغاريد شبال لكل المحبين
وكان أول بيت ( عقد ) في الأغنية السودانيةً
( قِران وبنيان )
( أريتو بيت السرور )
الغريبة أنه نفسه الرجل كتب رائعة ( سيد خليفة )
أبني عشك يا قماري قشه قشه
وعلمينا كيف على الحب دارنا ينشا
رغم العواصف برضو واقف …
ما فيهو رعشه ….!!
( غايتو جنس رقة )
وواضح إنو لو مبني بالطوب والأسمنت أو بالقش
فالحب هو سر الخلطة ..التى فك ( شيفرتها ) مهندس الكلمات ( عبد المنعم عبد الحي ) وبني كل هذا الجمال
فكفانا ان نسكن في ( بيت ) من شعره
ياخ دا كتب
ياحليل ناس هم ناسنا وذكرياتم ديما في راسنا ..
شالو نومنا وشالو نعاسنا ….شالو روحنا وشالو انفاسنا ,,
انا ( بريدم )
ديارم وين
فكانت أغنية ( ودودة ) قريبة من الناس وتلامس الإحساس
داعبت السودانيين من الداخل
وأبو داوؤد ( نجضا نجاض )
واظنها الآن تنادي الوطن الذي أحببت يا عبد المنعم ..
ويا حليل مجلسنا الهادي….
( عبد المنعم عبد الحي ) لعب ( قشاش ) ولم يقف أمامه كبير
فقد التقاهم كلهم ..( بربطة المعلم ) في عبقريه نادرة
وأغنيات رصينه هادرة ..
حيث صافح ( العميد ) في ( أنا ام درمان ) وكانت أغنية
كما ( الطابية ) المقابلة النيل
غناها ( أحمد المصطفي ) بمزاج
فانتشت المدينة واهتز السودان
…
وأنا أم درمان تأمل في نجوعي
أنا السودان تمثل في ربوعي
أنا ابن الشمال سكنتو قلبي
على ابن الجنوب ضميت ضلوعي
( ياخ ضميتنا كلنا والله ) ..
( وانفصال الضلوع دموع )
ولم يكتف بهذه الأيقونة فكانت مباراة الرد موجعة وكبيرة … وواحدة من ( كلاسيكيات ) الغناء السوداني
وفارق لا تلم …..أنا أهوى الألم
ما أول حبيب ولا آخر ظلم
بعشق فيك عفاف ……وأبعد لا تخاف
إن طال المطاف ….
تحين للقاك ظروف
وكانها كتبت ( لأحمد المصطفي ) بالتخصص فصوته
( وداها عالم تاني ) ……وشاعرنا تجلى
وحبّك لي جسارة
وحبي ليك قسم ……
( حديد لاقى حديد )
( عبد المنعم عبد الحي ) شاعر عملاق ما بتعرف ( حيجيك ) من وين ….!! وكثيرا ما يتفوق على نفسه وتواصلت لقاءاته مع الكبار حيث غنى له ( عثمان حسين ) ناس لالا
وكان عثمان حسين أول من ابتدع وضع لحن قبل الكلمات …!!
( شوف العلما )
فقد زاره المترف ( عبد المنعم عبد الحي ) في بيته فأسمعه عثمان حسين لحناً
( قال ليهو ياعبد المنعم داير لي كلام على اللحن دا ) …!!😳
( الظاهر لما ما يلقو كلام مهم يلحنوهو …..بلحنو الهوا )
( الادريالين عالي )..
فيحيلونه( هوى )
فكتب ذلك العبقري
( ناس لالا )
فلبسها اللحن بالمقاس وكانت هذه الشياكة
ويا ناس لا لا.. ناس لا لا.. ناس لا لا
خلو اللالا… واللالا… في حالا
بين الحب والجفا …..الإخلاص والوفا
السمّار النجوم……..طول الليل ما بنوم
من النوح والهموم
من ناس لا لا
ناس لا لا …ناس لاااا لا
( نحن هسا البنومنا شنو ) ….!!
ويواصل الرجل التحليق ….
فشحن كل زفراته الحرى وأشواقه المكبوته الى
( حمد الريح )
وقد عرف من يختار …فحمد الريح ( التربال ) الذي يلبس البدلة
ينتقي من الأغنيات الحنين الرصين …فتشم رائحة الأرض والطين …فكانت ( نار البعد والغربة )
انيسة المغتربين و ( مبكى ) الرجوع
وبين اليقظة
والأحلام
بين أجفان تقول للنام ….أريت النوم يزورني اليوم
أنوم لو ليلة في كل عام
( شوف الاحساس وكتين يسافر لي ( مترف )زي ( عبد المنعم ) دا برجعو ليك كيف !!)
( كرت فراق ) …
و شوق لأهلي والصحبة
شوق لكل جميل في
الحي ….
ياخ جميل انت دا والله يا عبد الحي ….ذهبت وبقيت
الأشواق التي تتجدد كل حين …!!
ولان الكبير كبير …التقي شاعرنا ب ( الكاشف ) شخصياً
( عراب الأغنية السودانية الحديثة ) وكبيرها
في أغنيته ( الرشيقة ) أسمر جميل …..فكان لقاءاً باذخاً عالي
وعالي النخيل ما ضقنا تمرو
أسمر جميل ما حنّا عمرو
ووين يا اسمر اسمر جميل ..
وليؤكد ( عبد المنعم عبد الحي ) حضوره الطاغي وشاعريته الفذة وعلو كعبه لعب مع ( إبراهيم عوض ) تحت الأضواء في جمال دنيانا
والمحبة شديدة يا اهلنا
والغرام والريده وأملنا
و ( إبراهيم عوض ) دا كمان لما يمسك الأغنية ( بلوليها )
و ( يرقصا ) و ( يحنسا ) وبعمل فيها الدايرو ….
فكانت أغنية بطعم ( الحب ) هزت القلوب وحركت الأبدان
والمحبه شديييييدة ….
أهم ما يميز ( عبد المنعم ) أنه ( فلت) من التأثر المباشر بأغنية الحقيبة …وكانت له لونيته الخاصة
ودون شك يعتبر شاعرنا من مؤسسي الأغنية السودانيه الحديثة بل واحد من أهم رموزها وقد أثرى الوجدان السوداني رغم غيابه الجسدي لكن صوته كان واصلاً وساطعاً …مؤثرًا وكبير
وحتى يكتمل العقد كان لقاءه مع ( المعلم )
( عثمان الشفيع ) ورغم ثنائيته المبهرة مع ود القرشي لكن ( عبد المنعم ) جدع ليهو ( باصين ) جوه الصندوق …!!
الأولي ( أيامنا )…
فكانت أغنيه سودانية حنينه تقلب المواجع وتهيج الذكري وتستعيد الايام
ويا النسيت ايامنا
والتانية الأغنية ( اللوحة ) وذاك الصباح اهو لاح يا حبيب
و البلبل الصداح جاك يا قريب …
وجاك يحكي ليك
جاك يشكي ليك من شوقو ليك صاح يا حبيب
جاتك طيور تحمل زهور فوق الندى جاتك تزور
حاديها نور فى الكون بدا و الفجر لاح يعلن صباح
شوف السواقة دي …( وبدون لوكيشن )
وقد اسهمت ( التورنيدو ) ( حنان النيل ) في نقلها من جديد بموهبتها الصريحة وصوتها ( الجبار )
فخرجت بها للسطح من جديد …ونقلتها ب ( الألوان )
للجيل الرابع …ومضت في طريقها …
ليؤكد الكبير علو كعبه بلقاء ( الأنيق ) أمير العود
( حسن عطية )
في اكثر من مناسبة وكانت شروق احداهن
( كسرة يا ابوعلي )
عبد المنعم دا كتب الاغنية البنحبها شديد
وقالدنا فيها وسلم علينا بي شوق
وسلام يحمل مُناي يحمل محبّة
أنا الحار في دواي حُكما وأطبّا
سلام لو من بعيد يسعدني حبّة
سلام وأكون سعيد
وسلام بردو إليك ….!!
( المشكله هسا نحن نرد كيف ) …؟؟
عبد المنعم دا مافي فنان ماغني ليهو …ولم يسلم احد من ( بِره )
كتب يا ساير يا ماشي و الدنيا ماشة وراك وقف وقف و سوقني معاك للمظلوم ( عبيد الطيب )
وأهدي ( محمد الحويج ) معظم أغنياته
وكانت احلاهن ( مين أحلى من حبيبتي مين )
والحويج كان الضلع الثالث لثلاثي العاصمة وقتها والذين تحولو لثنائي العاصمة بعد رحيله …ومن ثم لحقا به
( ووالله وحدو بينا …الفارقونا وراحو )
التقى بالتاج مصطفى في يانسيم قول للأزاهر نامت الناس وانا ساهر ….!!
وتدفق شاعرنا في مع ( عبدالحميد يوسف ) صاحب غضبك جميل زى بسمتك وعلى كل حال . واهداه عبد المنعم رائعته (أهوى الدنيا )
وقدم عبدالمنعم عبدالحي لمحمد حسنين الأجمل فكانت
يا سهارى تعالوا شوفوا البيّا
الحبيبة كيف قست عليّا …
وكان قبلهم وجهاً لوجه مع الكاشف
وقابل ( عبدالدافع عثمان ) في الأغنية الباهية
( هبت نسايم الليل في حبك ياحليل )
واتلاقى مع المسكون ( محمد مسكين )
ومن قبل وجهاً لوجه مع كبيرهم الذي علمهم السحر ( الكاشف )
وديل أولاد ( مدني )
ومدني دي المبدعين بخشوها بي ( فيزا )
وهكذا دخل ود عبد الحي ( مدني ) وعبيرا قام
وزول بخش ( مدني ) لحدي خط ستة معناها لعاب
( ومنقطا )
كتب عبد المنعم لسيد خليفة أجمل أغنياته فبجانب ازيكم والمامبو السوداني ويا قماري …ونانا الكاتلانا
كانت الساحره
من أنت يا حلم الصبا
ومن أنت يا أمل الشباب
ياخ دا كتب واحدة من أجمل ما غنى أبو السيد
ويوم قسموك يا هم …كتبوا عليك اسمي
لو كان رووك بالدم …يا هم رووك دمي
انا لو رضيت بالهم…..مابرضى بي همي
انا مش قلت ليكم عبد المنعم دا ما بتعرف يجيك من وين !!
( مقفل ) بكسر الفاء
كتب لي سيد خليفة برضو اغنيته ( المهججة )
حبيبي يا ساكن البوادي وشلت النوم من عيني غادي
انا ياناس كيفن رقادي …
شوف السودان دا حلو كيف لما يبكي
والرجل يتفوق شعرا ونظما ورقاد
…
وقد سلم نيابه عن الشعب السوداني كلو على كل العالم في
( المامبو السوداني )
لكننا لم نسلم عليه بقدر ما يستحق ..فلك العتبى …
( ولنا أنت )
نرفع التحيه لك أيها العملااااق …ونعيد سيرتك الاولى
وسلام عليك في العالمين …!!
بلد سحابا قبلي …شايلة زي المطرة إلا …الظروف
ذهب عبد الحي وبقي فينا حي …!!
وشوق لكل جميل في الحي …!!
ليبقي قصة وحكاية …ورمز
صحي يا ( ملهم ) …!!!
( المحبة شديدة )