عمدان النور
محمد المسلمي الكباشي اتسمعني؟
دكتور محمد يوسف إبراهيم
Drdabab2@gmail.com
طالعت يوم أمس مقالا كتبه المذكور أعلاه محمد المسلمي الكباشي المقال كان بمثابة رسالة مفتوحة موجهة للسيد الفريق الركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة.
الرسالة مفادها ضرورة تدخل السيد البرهان وبصورة عاجلة لحل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة حرب كما زعم السيد المسلمي والذي عرف نفسه برئيس الهيئة القومية لدعم القوات المسلحة.
السيد المسلمي اولا لك التحية وانت تترأس هيئة وطنية لدعم القوات المسلحة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد وهي تخوض حربا ضروسا فرضت عليها وعلى الشعب السوداني قاطبة.
وهذا جهد عظيم أسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتك.
ولكن ياسيدي الفاضل الذي يريد دعم القوات المسلحة ينبغي عليه أن يكون موضوعيا وشفافا ويبعد نفسه عن دائرة العنصرية البغيضة التي لا تبني وطنا مهما على صوته.
السيد المسلمي نعم صحيح الوضع الآن في السودان لايسر أحدا وان معظم المواطنين السودانيبن فروا من جحيم الحرب ولاذوا إلى الأماكن الآمنة واوضاعهم الإنسانية سيئة وهذا أمر متفق عليه وان السواد الأعظم منهم في حوجة ماسة للاعانات والمساعدات نسبة لظروف الحرب التي عطلت كل شئ ودمرت كل شيء وبالتالي لابد من مضاعفة الجهود من أجل تقديم يد العون لهم ،
لكن سيدي الفاضل الا ترى بأنك تنطلق من منصة عنصرية محضة حينما تجسد كل أزمات البلاد في شخص وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم محمد؟
والم تسأل نفسك لماذا كل هذا التحامل على شخص جبريل وعلى أساس تطلق مثل تلك العبارات التي ذكرتها في ثنايا خطابك الموجه للسيد البرهان؟
انت تحدثت عن أن وزير المالية يصر على الالتزام باستحقاقات اتفاق سلام جوبا وأنه يدفع المال للاتفاق ولكنك لم تشير إلى أي جهة يدفع جبريل الأموال هل إلى القوات التي تتبع للحركات الموقعة على السلام ام علي السياسيين ومن أي بند يدفع تلك الأموال من بنود وزارة المالية وكيف تتم الإجراءات والدوائرة المحاسبية؟ وفي كل الأحوال لم تبرز لنا وثيقة واحدة تثبت بها زعمك هذا ولا تملك دليلا واحدا يعضد قولك واتهامك هذا فإما أن تقدم الأدلة والبراهين التي تؤكد مزاعَمك هذه واما أن يكون كلامك هذا محض افتراء وكذب بواح وماذا انت قائل في الحديث النبوي الشريف الذي يقول (وما يزال الرجل يكذب ويتحري الكذب حتى يكتب عند الله كذابا؟ )
ثم أنك تقول بأن معظم الوظائف في وزارة المالية يشغلها اهله المخصوصين بالله عليك إلا تستحي الا تخجل لنفسك وان كان ما قلته صحيحا لماذا لا تذكر لنا طبيعة تلك الوظائف التي يشغلها اهل جبريل المخصوصين وانت تقول بأن معظم الوظائف وليس بعض او جزء بل معظم وهذا دليل على الأكثرية وهنا أيضا انت تكذب وتتحري الكذب وانا على يقين تام بأنك سوف لن تقدم دليلا واحدا على أكاذيبك هذه.
وليتك تتوقف عند ذلك إنما تحدثت عن أن جبريل رفض دفع المرتبات والغرض من ذلك هو تأليب المواطنين ضد القوات المسلحة وانت اخترت عبارة رفض والرفض دليل على أن المرتبات موجودة فعليا ولكن وزير المالية لا يريد دفعها الا ان الواقع أيضا يكذبك لأن الحرب تدخل يومها المئة ولم يخرج مواطن واحد ضد الجيش وهم لم يصرفوا مرتباتهم حتى اليوم لأن العمال السودانيين يدركون معنى الحرب ويعرفون الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد لذلك أثروا الصمت وسلكوا طريق الصبر الذي تريد أنت أن تحيدهم عنه وتحرضهم ولكن اتحداك أن تقدم نموذجا واحدا لعامل واحد خرج ضد القوات المسلحة بسبب عدم صرف المرتب ثم انك تعلم والجميع يعلم بأن الأوضاع الاقتصادية وحتى قبل الحرب كانت سيئة ناهيك عن الظروف الحالية التي نخوض فيها غمار الحرب وكنت اريد منك أن تكون موضوعيا على الأقل وتتحدث عن الأسباب الموضوعية التي أدت إلى عدم صرف رواتب العاملين والتي كان منها توقف إيرادات الدولة وتوقف المصانع والحركة التجارية من الصادر والوارد وغيرها وتبحث عن التبريرات والاعذار لوزير المالية في عدم دفع المرتبات لا أن تذهب إلى سياسة التحريض والتأليب وانت على علم ودراية بما يجري الآن وتصر على أن ترى الشوك في الورود وهذه نفس مثقلة بالاحقاد والكراهية والبغضاء أسأل الله لك عاااجل الشفاء،،،،
ذكرت بأن جبريل يقيم في بورتسودان مع جيشه وأهله وحاشيته وهذا أيضا كذب آخر وافتراء وبهتان يضاف إلى أكاذيبك السابقة نعم جبريل يقيم في بورتسودان ولكن ليس معه جيشه كما ذكرت والا اعطنا دليلا على ذلك والحقيقة تقول بأن جبريل ليس وحده ببورتسودان إنما كل الحكومة الان موجودة وتمارس عملها باعتبار أن مدينة بورتسودان أصبحت العاصمة الإدارية المؤقتة رئيس الوزراء المكلف أيضا موجود يدير ويتابع نشاط الحكومة والرئيس البرهان على علم و دراية بذلك والإعلام ينقل ذلك تباعا ولكنك للأسف لا تسمع ولاتري الا بوجود جبريل ابراهيم وكأنه جاء إلى هنا من أجل الفسحة أو السياحة والترفيه وأعتقد هذا دليل قاطع على انك لديك مشكلة شخصية مع وزير المالية لان رئيس الوزراء المكلف موجود أيضا ببورتسودان وهو المسؤول عن وزير المالية وكل الوزراء الآخرين الموجودين ببورتسودان ولكنك لا تراهم إنما ترى من بينهم جبريل فقط،،،
اما ان يكون جبريل محايدا في هذه الحرب فهذا يعني أنسب الخيارات في الوقت الراهن إذا كنت تدرك معنى الحياد يا سيد مسلمي والبرهان يعرف ذلك ومجلس السيادة يعرف ذلك والجميع يعرفون وهذا الخيار يفوق تفكيرك المحدود لأنك لا تعرف للحرب معنى ولأنك لم تخوضها يوما من الايام.
ولكن وقبل أن تتحدث عن حياد جبريل واقالته هل لك أن تسأل نفسك من أين وكيف تصرف القوات المسلحة استحقاقاتها وبقية الاجهزة الامنية الأخرى حتى الآن وهي في حالة حرب متواصلة وهل سمعت يوما بأن جنديا واحدا اشتكى من عدم صرف مرتبه؟ إذا وجدت إجابة لهذا السؤال ستعرف لماذا جبريل محايدا وأرجو أن تكون روحك رياضية وتتمتع بموضوعية تسمح لك نفسك المغاضبة الموغلة في العداء الشخصي بقول الحقيقة ولو لمرة واحدة لأن المثل بيقول حبل الكضاب قصير انا الان أوجه لك التهمة بالعنصرية ضد جبريل واتهمك بالكذب البوح تجاهه وانتظر منك الرد ودحض مزاعمي واتهاماتي لك بالكذب مكررا.
اما الفريق البرهان فهو يعرف البير وغطايتها وبالتالي الأفضل لك توفير جهدك وتعبك وتفكيرك في أشياء أخرى مفيدة لك وللبلد وان تترك هذا الطريق لأنه شائك وعليك الإمساك بيدك ولسانك عن جبريل حتى لا تصلك يده أو لسانه لأن ذلك اليم شديد وان عدتم عدنا .
هذا والله المستعان