عمدان النور
إنا على فراقك يا أيها الطاهر الطاهر لمحزونون
دكتور محمد يوسف إبراهيم
قال تعالى (وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت )
صدق الله العظيم
أقدار الله تعالى نافذة وسنن الكون كلها إلهية محضة هو القادر وهو القاهر وهو الذي يتصرف في الكون كيفما يشاء جل في علاه سبحانه وتعالى.
الموت هو الموت حقيقة لا تساورها شكوك ولا ظنون لأنه المصير الأخير لكل الناس ولكن وكما جاء في الآيات القرآنية أعلاها لايدري احد متى وكيف واين يموت.
إذا الجميع على صف الموت واقفون ينتظرون لحظات التوديع والوداع
بالأمس القريب كان بيننا يمشي ويضحك ويمازح الناس كعادته لا تعرف فيه غير صباحة الوجه والابتسام كان كعادته المشهودة مليئٌ بالنشاط وعدم الملل.
انه الشهيد الطاهر الطاهر ماكن سكرتير رئيس حركة العدل والمساواة السودانية وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم محمد
الذي وافته المنية مساء الأحد إثر حادث تحطم الطائرة المنكوبة بمطار بورتسودان.
كانت الفاجعة عظيمة والفراق أعظم صاعقة وقعت على رؤسنا جميعاً فالجمنا الله لجام التقوى والثبات، واحسب ذلك كذلك.
تسمر الجميع في ذهول وارتياب وقت سماع النبأ والخبر الأليم الذي ماكان لأحد أن يقول غير انا لله وانا اليه راجعون.
رحل عنا كالغيم في لحظات كان بقاؤه يعطي دفعا متعاظما لعجلة العطاء في كل جانب،
كان الطاهر الساعد الأيمن والصندوق الأسود للسيد وزير المالية.
كان مقربا إليه ممسكا بكل الملفات
كان امين سر الدكتور جبريل ابراهيم
يدير كل شيء ويعرف كل شيء
كان يتمتع بقوة التحمل وعمق المعرفة باضابير الأمور
كان ماهرا في التعامل مع الجميع الإدارات الحكومية الاتحادية والولائية السفراء والدبلوماسيين رجال الأعمال وغيرهم،
كان على قدرة عالية في التواصل والاتصال والمواصلة.
كان يعرف كيف يمتص الغضب وكيف يعالج الأمور بمنطق وعقلانية
كنا نشفق عليه كثيرا وهو يتعرض للضغوط المتواصلة من لقاءات واجتماعات ومقابلات وتلفونات واستلام الملفات وتنفيذ التوجيهات كنا شهودا عليه وهو يساهر حتى منتصف الليل فإما أن تجده واقفا يحادث احدا أو جالساً يدون توجيه
كان كالنحلة كالدينمو المحرك لا يفتر ولا يتضجر مطلقا.
نعم مشفقين أيضاً على السيد وزير المالية الذي عبر عن فراق ساعده الأيمن بتلك العبارات الحزينة التي تفطر القلوب وكيف انه حزيناً على هذا الفراق الأمر.
غادر الطاهر وتعلوه الابتسامة غادر وترك وراؤه سيرة طيبة مليئة بالمحبة والأخاء.
غادر وكان أخا للجميع وصديقا للكل غادر وكان كل من يعرفه عليد علاقة صادقة وخاصة به.
غادر الطاهر ورحل وترك مساحة وفراغا لا يملؤه أحدا أبدا.
رحل بعيدا وسافر وترك سيرته العاطرة التي مزجتها تفاصيل التادب ودماثة الأخلاق.
رغم صغره سنه الا انه كان خبيرا في مجاله أتقن كل شيء يخصه
غادر هكذا بلا وداع ومات الميتة التي كتبها الله عز وجل له،
هكذا يغادر ويرحل الطيبون يعطون الناس قسطا من المحبة والأخوة ومن ثم يسافرون إلى ديار اللا عودة
أيها الراحل عنا هكذا بلا إخطار نم هانئا في قبرك وانت شهيدا عند الله تعالى ومثواك جنات النعيم الدائم
لك منا عاطر التحايا والتبريكات وصالح الدعاء والهم اهلك الصبر والسلوان وحسن العزاء وربط الله على قلب والدتك والزمها صبرا وجلدا على هذا المصاب الجلل ولزوجتك وأبناءك العزاء ونسأل الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان كذلك
وانا على فراقك لمحزونون إنا لله وإنا إليه راجعون.
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم