في حوار خفيف مع مدير عام هيئة الموانئ البحرية السودانية كابتن(اعالي بحار) محمد حسن مختار :
مقدمة :
هو رجل جمع بين ثلاثة ميادين البحر بكل امواجه والرياضة بكل تقلباتها والادارة بكل فنياتها وقد أسر لي أحد الأشخاص دون سابق معرفة :الكابتن دا زول (قوي) .وعندما يصف لك سوداني مسؤول ما على انه قوي فلتعلم انك أمام مسؤول استحق منصبه ،عرفته في مجلس إدارة نادي دبايوا العريق حينما كان عضوا بمجلس إدارة النادي وفور بدء استلامهم النادي مع الاستاذ موسى علي حسن قاموا بتوقيع توأمة مع نادي الاتحاد جدة واستضافوا عضو مجلس الاتحاد آنذاك الأستاذ فتحي ابو محسن الذي تبرع بمعينات للنادي ،التقيته على عجل هذه المرة وهز يدير هذه المؤسسة العملاقة الا انه لم يبخل علي بالوقت برغم مشغولياته المعلومة فكان هذا الحوار:
السيرة الذاتية …الميلاد والنشاة ؟
من مواليد بورتسودان مصيفنا سواكن ومعيشتنا سنكات درست كل المراحل الدراسية ببورتسودان الابتدائي بالغربية والثانوي ب(باوراث)ولأن النشاة والدراسة بين هذه (البحار المطمئنة) فقد كان الشغف بحياة البحر فحملتني الامواج إلى يوغسلافيا (اوكرانيا الان ) وهنالك اكتمل الشغف بدراسة أوسع عالم وابدع مجال فدرست اللغة أولا وبعدها الدراسة الأكاديمية ومنها ابحرت في (سودان لاين ) وفي 1986نلت شهادة ماستر (كابتن اعالي بحار ) وقد عملت في كافة مجالات البحر الذاخر خاصة عالم سودان لاين الذي كان وقد امضيت أجمل سنين عمري مبحرا بين جبال الامواج والمراسي الحنونة حيث تطا رجليك الأرض فتظن انك لن تبحر مرة أخرى ولكن بعد سويعات على الأرض تحن إلى البحر وحياة المخاطر من ثم عدت إلى هيئة المواني البحرية لابدأ حياة أخرى في ارشاد السفن وهو عالم آخر ايضا حيث تجد نفسك مسؤولا عن عشرات الجزر العائمة لتقودها إلى بر الامان فإذا ادرت الدفة يمينا او يسارا فانك تدير عالما بحاله لذا يجب أن تكون حذرا
بالطبع حياة البحر قد منحتكم هبات ربانية ؟
حياة البحر تدفع المرء إلى التامل في ملكوت الله وفي اتساع هذا الكون الذي أنت فيه عبارة عن جزء من ذرة تسمى الأرض لذا فالبحار هو أقرب الناس إلى الإيمان المطلق حتى أن الله جل جلاله ضرب مثلا بحياة البحر في الاستعانة بالله
*المخاطر؟
الخطر موجود دائما ولكن اهم مقومات حياة البحر الشجاعة التي تستند إلى اليقين لأنك في البحر خاصة إذا كنت ربانا فانك تماما كرئيس الدولة مسؤول مسؤولية كاملة عن حياة واكل وشرب وعلاج مواطني هذه الدولة العائمة
الآن وانت مدير عام لهيئة المواني البحرية بعد حياة حافلة في البحر بماذا عدت إلى بلادك من تجارب؟
اول ما يمكن أن أتحدث عنه اننا لم نستفيد حتى الان من واحد بالمئة من مسطحاتنا المائية كما اننا اوقفنا اهم نشاط تجاري بحري ما زال جاريا في كل أنحاء العالم الا وهو (السنبوك) فهذا السنبوك هو اسرع وأفضل نشاط بحري تجاري مازالت دول كثيرة تستخدمه خاصة دول الخليج في كل من جيبوتي وبربرة ودبي وابوظبي وقطر وهو يعمل في نقل التجارة من و الى إيران وباكستان والهند وعصب ومصوع ،والسودان هو الدولة الوحيدة التي أوقفت دخول السمبوك إلى موانيه والان نحن نطالب بإعادة رسو السمبوك وفق ترتيبات أمنية وتجارية وجمركية والان لدينا خطة جاهزة لتقديمها إلى الجهات المختصة لاعادة تجارة السمبوك إلى السودان .
*ولماذا السمبوك؟
السمبوك له مزايا كثيرة اهمها انه يحمل بضائع كثير مشكلة ويتنقل سريعا بين المواني القريبة من بعضها كما أنه سريع في حركة الشحن والتفريغ وهو يخدم قطاع كبير جدا من التجار والعمال كما أنه يصلح للعمل بين موانئ البحر الأحمر التي تتوزع بين الكثير من الدول في مساحات ضيقة ونحن في السودان يمكننا أن نسوق به منتجاتنا المحلية المطلوبة فقد كان السمبوك يحمل السمن البلدي والبطاطس والويكة والدخن وهي ذات طلب في العديد من الدول الإقليمية التي تحيط بنا
*سودان لاين سابقا والان ومستقبلا ؟
سودان لاين هي المدرسة التي تخرج منها معظم بحارة السودان وهي نتيجة علاقاتنا مع يوغسلافيا التي بنت لنا 15باخرة
الان بالطبع لا يوجد لها أثر ولكن هنالك مجموعة من الشباب يعملون من أجل إحياءها ولكن في رأيي انه لو تم بناء سفن على نظام البوت فلسوف تنهض من جديد
*كم بالمئة تعتقد اننا نستفيد من مسطحاتنا المائية؟
نحن كدولة السودان هنالك آلاف الطرق التي يمكننا أن نستفيد منها لان هنالك كنوز لا تحصى ولا تعد فوق البحر وفي اعماقه فالسياحة وحدها يمكن أن تدر علينا الملايين من الدولارات فسياحة الغوص عندنا بها مناظر لا توجد عند من حولنا من دول
*ولاية البحر الأحمر بين مهرجانات التسوق والسياحة والرياضة ؟
شاعرنا قال (بورتسودان يا جنة) وهذا يختصر لنا ميزات هذه الولاية الرائعة والتي فعلا يمكن أن تخدم السودان في كل المجالات بصورة رائعة حتى على مستوى السياحة المحلية
اما الرياضة وهو مجال انا قد سبرت اغواره فهي قد اضمحلت بعد أن تم تنفيذ ما يسمى بالدوري الممتاز وهو ليس بممتاز لانه هلك الرياضة في السودان لان من لديه المال لديه لاعبين لأننا كنا نتنافس محليا ثم نبدأ منافسات السودان ولكن الآن بدأ الدوري الممتاز بقتل الفرق الصغيرة لأنها تنسحب في بعض المرات نتيجة ضعف المال وحتى الفرق الكبيرة فقدت مشجعيها وفقدت اموال مبارياتها،والان حتى اللاعبين أصبحوا معظمهم اجانب ففقدت الكرة بريقها
*مهرجان التسوق الذي جعل كل السودان يأتي إلى بورتسودان ؟
معظم التجارة تعتمد على الزراعة والحيوان فإذا فقدنا هاتين الميزتين فقدنا التجارة لذا فهذه المهرجانات عبارة عن تدوير للمال بين ايدينا ولكن التجارة والسياحة مع الدول الأخرى هي الاهم ولكن الآن هنالك طرق مهترئة وزراعة تترنح من أجل التمويل والترحيل ووزارة الطرق والجسور تجمع الأموال ولا تسخرها في الصيانة ….هذه نظرة كلية بدونها لا نستطيع التحدث عن سياحة وتجارة وزراعة
*ذكرياتك في اعالي البحار ؟
الحمد لله في شبابنا كنا في بحر الشمال نواجه امواجا كالجبال حتى انك لا تستطيع إنزال البحارة الا في الميناء القادم ولك أن تتخيل مياه باردة وامواج عالية ترفع السفينة إلى درجة مخيفة وهنا اذا لم تملك توقيتا دقيقا في إدارة الدفة وتوجيه السفينة فقد تغرق في مياه درجة برودتها تحت الصفر عموما البحر صعب
*كيف يمكننا الإفادة من بحرنا (الاحمر)؟
قبل فترة أتت إلينا وفود من دول أفريقية وكان الحديث عن الإقتصاد الأزرق وما شاهدت بعيني فقاقيع في شمال منطقة (هندقدر)
وفي بعض المرات أتى إلينا حفار وحفر قليلا ثم قال انه لا يوجد بترول …..بصراحة نحن في حاجة إلى معينات كثيرة لاستخراج كنوز البحر الأحمر وفي حاجة إلى شراكة حقيقية مع دول الجوار البحري خاصة مياهنا الإقليمية التي يمكن أن نستفيد منها بالشراكة مع الجارة المملكة العربية السعودية
لذا فلنبدأ
نترك لك لحن الختام في شكل نصائح ؟
ما نرجى باكر …..فلنبدأ
مشروع في المستقبل؟
نفكر في الاستفادة القصوى من البحر الاحمر وذلك ان هنالك موقع شمال شرق البحر الأحمر بمنطقة اوسيف إذ فكرت فيه السلطات المختصة يمكن أن يستخدم كميناء لنقل الركاب من اوسيف إلى سفاحة إلى العقبة حيث يمكن نقل الركاب من وإلى مصر والاردن وهذا يوسع من دائرة البحث عن علاج بأقل الأسعار