بيت الشورة  عمر الكردفاني  بنك الثواب ….رصيد ورصيد

by شوتايم نيوز

 

 

 

بيت الشورة

 

عمر الكردفاني

 

بنك الثواب ….رصيد ورصيد

 

عندما تم ترشيحي في العام 2017 لحضور ملتقى الإعلام العالمي بمدينة انطاليا التركية وبسبب سرعة الإجراءات ودقتها في المعلومات المطلوبة باللغة الإنجليزية ظننت انني مرشح السودان الوحيد إلى أن فاجأني السيد السفير التركي البروفسير عرفان نظير أوغلو أننا سنكون اثنين انا وصديقي الأستاذ عبد الباقي الظافر الذي التقيته بعد السفارة في صالة المغادرة فقط بسبب انشغالي بوفاة والدي رحمه الله تعالى رحمة واسعة،من بعيد في الصالة لمحت الأستاذ عبد الله محمد الحسن والزميل عمر من تلفزيون السودان وتبادلنا الإشارات خاصة وان عبد الله لا يرفع رأسه عن هاتفه المحمول الا لماما ،ذهب ظننا أنهم في طريقهم إلى دولة أخرى غير تركيا فإذا بهم معنا في ذات الطائرة وتكرر الأمر إلى أن هبطنا مطار انطاليا سويا ….اربعتنا والمجموعة التي في استقبالنا تنادي أسماءنا،هالة من الصمت رانت بيننا وعبد الله منكب على هاتفه والظافر كعادته يسأل ويستفسر عن أي شئ وعمر ملح الرحلة يدبج المقالب ،بالفندق الفخم (اداليا هوتيل) تعرفت على شخص ممن يوصفون ب(شعلة النشاط) الا ان الأخ عبد الله حفظه الله كان بركانا من النشاط من أجل الآخرين ،انكبابه على الهاتف كان في حقيقة الأمر ترتيبا للحلقة القادمة من بنك الثواب واستقباله للتبرعات التي تبدأ برصيد على الهاتف مئة جنيه ولا تنتهي بمئات المليارات والرجل يرد على صاحب المئة جنيه بمثل رده على صاحب المليار جنيه بذات الابتسامة والتهذيب والشكر الجزيل والاسهاب  في التبجيل،الأمر الذي لفت نظري ايضا أن الرجل او البرنامج لا يملك حسابا في بنك او لجنة او محاسبين فقط يقوم هو والمتعاونين معه مجانا من أطباء ورجال أعمال بتحديد الحالات وتحديد المبلغ وجمعه وتوزيعه على الحالات والعمليات وما يتبقى يذهب إلى الحلقة القادمة دون أن يكلف الدولة ولا نفسه ولا احد آخر اي نوع من الجمع والطرح والاجتماعات وغيرها مما نضيع فيه زمن البلاد والعباد.

برغم هذا الرهق  والشفافية في خدمة الناس والمرضى خاصة والمحتاجين على وجه الخصوص لا أنسى يوما تأخرت عن وجبة العشاء في الفندق الذي كنا نقيم فيه أثناء الملتقى فأتفاجأ بعبد الله وهو يخبئ لي تفاحة وبرتقالة وربما قطعة كيك حتى لا اجوع ليلا في برد انطاليا كما قال لي

لا احب التحدث عن الأشخاص ولكن برنامج بنك الثواب هو تجربة فريدة ربما في العالم ولكنها ارتبطت بهذا الشاب الخلوق المهذب الأخ عبد الله محمد الحسن وكان لابد من إلقاء الضوء على شخصيته التي ارتبطت بفعل الخيرات دون من او أذى ومن عجب أن الرجل يدير عمله الخاص بصورة طيبة معتمدا على مجموعة من الشباب الذين اوفوه ما يستحق من بذل وعطاء

 

ثم ماذا بعد؟

 

بصراحة أن المحنة التي المت بوطننا السودان اصبحت مخرجا للجميع من كافة الالتزامات وحقيقة أعطت البعض راحة إجبارية وما كان الأخ عبد الله بدعا مننا جميعا إذ كان بإمكانه أن يستغل الظرف وعلى الأقل يتفرغ لعائلته الصغيرة ولعمله الخاص الذي يكفيه ويزيد ولكن لان لله رجال اختصهم بقضاء حوائج الناس فقد اختار الزميل والصديق عبد الله أن يكون منهم في هذه الأيام العصيبة مضمدا لجراح الفقراء والمساكين مجتهدا في نقل عمله خارج ولاية الخرطوم كما اتابع  .

والله أن عبد الله محمد الحسن لا يحتاج منا الا لثلاثة اشياء ….الدعاء له بالتوفيق ….تحويل رصيد جنيه واحد فقط ….وان نتركه وشأنه في عمله العظيم وانا أخجل حتى من هذا العمود لان الرجل لا يحب الثناء بل يحب الثواب لله درك من صديق

Leave a Comment

أربعة × اثنان =