بيت الشورة
عمر الكردفاني
بورتسودان يا حنية(2)
كنت اطرب جدا حينما كان الراحل المقيم الشيخ أبو علي مجذوب ابو علي يقول لي في كل سانحة تجمعني به :انت من وين في البحر الأحمر يا ابني ؟فأقول له والله يشرفني يا الشيخ أكون من البحر الأحمر….وقد اتخذها بعد ذلك مزحة عندما اكتشف ان سؤاله يطربني ،وكما قلت في العمود السابق أن الانتماء للبحر الأحمر ليس انتماءا عرقيا او قبليا بل هو هذه الكيمياء المركبة لانسان يجمع الفضائل بصورة غريبة ،تسامح كرم إلفة شجاعة هدوء حتى في أحلك اللحظات ….إكتشفت لاحقا صفة لطيفة هي طول البال إذ انني كلما اصعد إلى الحافلة الامجاد كل يوم وبسبب الام الارجل وطول القامة احاول دائما الصعود متأخرا لاحظى بمقعد يتسع لي ….وكان سائقو الامجاد بمختلف سحناتهم اعراقهم وقبائلهم لا يمتعضون مني بل ينتظرون في ادب حتى اصعد .
إن الحرب المفروضة علينا اوضحت بما يدع مجالا للشك انني كنت على حق وانا انادي باعطاء ولايات السودان حقها في التنمية والخدمات ولم أكن اظن ان أصحاب القرار والمستثمرين في الخرطوم سيلجأؤون يوما إلى هذه الولايات ويحتاجون إلى الخدمات التي كنت انادي بها بل لم أكن اظن ان مدينتي الاثيرة بورتسودان ستحتل مكانها الذي ناديت به (عاصمة للبلاد)
وقد قدمت لي بورتسودان يدا عليا وهي تحتضن عقد قران ابنتي الدكتورة فدوى التي اضطررت ان أعقد قرانها على عجل الا انه كان بهيا قشيبا باحبابي ،فلم يخيب ظني احد رغم ظروف العمل وانقطاع التيار الكهربائي وكان اليوم منتصف الاسبوع فقد أتى باكرا أخي الأصغر(ابو العروس) مجذوب ابو علي مجذوب ولم يخب ظني وانا اتلفت إلى باب المسجد راجيا إذ كان أول الحضور هو أول صديق لي من بورتسودان العزيز موسى علي حسن الرجل الرائع والقيادي الفذ وخيرة موظفي بنك السودان ومن ثم يتقاطر
الحضور البهي إلى مسجد با شيخ بمدينة بورتسودان التي احب فيتقدم الحضور السيد وزير التنمية الاجتماعية الاتحادي الأستاذ أحمد آدم بخيت وسعادة الفريق شرطة حسب الكريم آدم النور مدير قوات الجمارك السودانية والسيد اللواء شرطة هاشم محمد أحمد الخليفة مدير دائرة البحر الاحمر وابو العروس سعادة الشيخ مجذوب ابو علي مجذوب والأخ موسى علي حسن القيادي الكبير والموظف ببنك السودان وعمي النور سليمان مصطفى والأخ المعتمد الأسبق لجبيت المعادن عيسى حمد شيك والأخ المعتمد السابق هاشم محمد بلال والأخ المستشار التعليمي للسفارة التركية بالسودان البروفسير جوكان يوزباش والأخ الصحفي الشهير عبد القادر باكاش والأخ المدير التنفيذي لمكتب مدير الجمارك المقدم محمد بشير والأخ المقدم ناصر من الجمارك ايضا الحضور البهي كان ضمنه ايضا السيد المستشار محمد المنير ادم حمد السيد وومصطفي محمد الزبير ممثلين لمدينتنا الام النهود والأخ الصديق الخلوق عامر حسون وزملائه الكرام وابني محمد مبارك محمد علي والرجل المهذب (تجاني) الذي رغم معرفتي القريبة به الا انه شكل حضورا زاهيا وانيقا
ثم ماذا بعد؟
لطالما اشفقت على ولاية البحر الأحمر من ان يتم استهدافها من قبل الجنجويد قاتلهم الله الا انني الآن شبه مطمئن انه بعد أن انعقد مجلس وزراء البلاد بكامله بها ان الحكومة المركزية قد توليها ما تستحق من اهتمام خدمي وامني وان تظل عاصمة للبلاد على مدى الأشهر القادمة ولربما إلى الأبد….ولم لا!!!!!