بيت الشورة
عمر الكردفاني
بورتسودان يا حنية
حبي لمدينة بورتسودان والشرق عموما يتشعب ويلتقي عند أشخاص واماكن لي معهم قصص لا تعد ولا تحصى ولكن الأمر المهم الذي أود التركيز عليه هو هذا الهدوء والطمأنينة الذان يحتوياني كلما حططت رحالي بهذه الأرض الطيبة .
انسان الشرق بطبعه هادئ وقور ومطمئن إطمئنان المؤمن أن خطأه معدودة ومحدودة إلى ما يقدره له المولى لذا فإن حياته كلها تمضي بذات الهدوء وعلاقاته تنبني على صدق النوايا .
هذا ما لمسته في شخصيات حببت الي الشرق قد لا استطيع إحصاءها ولكن يكفي ان اقول لك اخي القارئ ان علاقتي باسرة الراحل المقيم الشيخ أبو علي مجذوب وصلت إلى درجة أن ابنه طلب من الحضور في عزائه أن يقدموا لي انا واجب العزاء كوني من اقرب الناس اليه وهو فخر لا يدانيه فخر إذا علمت ايها القارئ العزيز أن الصفة الأساسية للرجل انه لا يخطو خطوة الا بعد أن يقيسها بمقياس الشرع (هذا ما قاله عنه تلميذه الذي يسير على خطاه ويقتدي به ….الشيخ عيسى حمد شيك )
وعندما اقول إنسان الشرق لا اقصد هنا قبائل الشرق بل كل القبائل والمكونات القبلية ممن يعيشون في البحر الأحمر ممن هم من خارج الحيز الجغرافي للشرق….كل قبائل السودان ويبدو هنا أن هنالك سلوكا عاما يكتسبه الناس ويتوارثونه دون التقيد بلون او عرق او قبيلة ،لذا عندما يممت اتجاه بورتسودان هاربا من جحيم الحرب في الخرطوم بعد أكثر من شهر من الصبر على تصرفات مليشيا الجنجويد التي طردتنا من منازلنا بكافوري ولاحقتنا بالحاج يوسف حيث رأيتهم بام عيني يستخدمون سيارات المواطنين المنهوبة لنقل ما ينهبون من ذهب واموال، بعد هذا قررت الهرب بعائلتي إلى بورتسودان رغم الشائعات التي تقول أن هنالك ارتفاع كبير في الإيجارات والسلع ،وصلت بورتسودان ووجدتها بذات الالق والبهاء ووجدت الإيجارات كما هي بل صدق عزيزي القارئ (طلب الفول 800جنيه) كما انني وجدت الكثير من الأحداث التي يجب أن يتم التوثيق لها وهو ما ساتناوله في العمود القادم بإذن الله
ثم ماذا بعد؟
تتوارد الخواطر وتزدحم وتختلط المعلومات وتتبعثر نسبة للحال العاطفية التي أمر بها وقد انجاني الله واسرتي الصغيرة من كيد مليشيا حميدتي التي استباحت عاصمتنا المثلثة والتي كانت تحتضن ثلث السودانيين بكل اعراقهم قبائلهم مللهم ونحلهم ولكن حميدتي هذا العنصري البغيض بكل غبائه وقلة عقله ابى الا ان يصيبها في مقتل ولكنه قدم أعظم خدمة للسودانيين وهي احساسهم الطاغي بالوطنية ووقوفهم صفا واحدا خلف قواتهم المسلحة حامي الحمى وممسكة الوحدة الوطنية ،لذا سنخرج أقوى وسنبني وطنا افضل وسنلقي كافة الانذال في مذبلة التاريخ .
ولكن وصيتي هي أن نقول شكرا لأهلنا في الشرق وبورتسودان تحديدا فقد اوونا ونصرونا دون من او أذى فلهم منا كل الحب والشكر والعرفان