ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ
بقلم/مُحمّد عُكاشة
قبل عامينِ بالضبط..نكتُب:-
(..أهبطُ (مصرَ) هذه المرةَ يزدهيني (المعني ) محظيّاً بأصدقاءَ قُدامي مُتجددين ولكأني أكتشفُ سرّ معدنهم لأولَ مرةٍ وفي الصورة مِحيميد في موسم الهجرة إلى الشمال يحكي:-
( أنا ربنا أكرمني بالحيييل.. الناس يوم القيامة وكتين يجوا شايلين صلاتهم وصيامهم وحجهم وزكاتهم.
أنا بجي شايل حاجتين اتنين.. “صداقة” محجوب و”محبة” فاطمة بت جبر الدار).
في القاهرة يستقبلني مهدي نوري في (أحواله) وقاسم مهداوي وهو يزدّحم بقضاءِ حوائجِ خلقٍ كثيرين يلُوذون ببابهِ.
ثم..صديقنا عبدالمنعم الكتيابي الأديبُ الفَطنُ والشاعرُ الفذّ بين الناس رحمانُ.
مُنعم طاقةٌ لاتهدأ ولطالما هالني كيف يجدُ الوقتَ وإعتدالِ المزاج لإنجاز أعمالٍ مختلفاتٍ يقوم بها دون تبّرمٍ أو إغضاءَ ومن ضمنها (سعادتُه) بتسديدِ حاجةَ أصدقائه دون إبطاء.
كتيابي يستقبلُني للاطمئنانِ على الصحة العامة وفي ذات الوقت لإدماجي في مشروعاتِ عملٍ خلاقة يُعلنها قريباً.
من الأصدقاء في القاهرة يحفُون بي مطر قادم وميرغني جبريل والفاضل حرزاوي و(عمالقةُ ) التصوير التلفزيوني عباس سليمان والفاتح مهدي والعمدة الحاج عبد الرؤوف وهو يهمي مثل ديمةٍ في ربوةٍ عالية تهطلُ ضعفين بل اضعافاً كثيرة ومثلهُ صديقي عادل كبيدة الذي تأبد بمصرَ بريشته ولوحاته وزوجهِ أم خديجة.
وهنالك بلاريّب..الشريفةُ أسماء الحُسيني نديةً عفيةً كما الأنسام وأسماءُ هذه حالةٌ أخرى.
اليومَ غدوتُ إلى الطبيبِ المُدواياً فتىً يلمعياً ذا زكانة د.أحمد مُحمد عبد المطلب اختصاصي جراحة العظام والمفاصل وإصابات الملاعب وإصلاح تشوهات الأطفال وحزمةَ زمالات منها الجمعية السويسرية.. أبوالزفت ذاتو.
د.عبدالمطلب رغم تأخُري إلا أنه شخّص عِلتي ووصفَ الدواء لحالةِ التهابِ العصب أو تكسير عظامِ الأيدي و(كشف) الأسبابَ والمُضاعفات والدكتورة مني إحدى جميلاتِ بابِ الشعرية تفحصُ (الدم) ومثلُها أفتديه بالروحِ وبالدمِ.
المنشور أعلاه لطمأنة الأصدقاء والصديقات المنُتشرين داخل وخارج السودان يصلونني بالهاتف والماسنحر والفيس بوك ولقد بدأتُ رحلةُ التعافي بس تأكدوا بأن مشاكلي بسيطة بالريدة بتُحل..)
اكتب ذاك عامئذٍ و”مصرَ” رغم ظلم ذوي القربى من بعض ساستها فهي رحبةٌ عند نزولي بسُوحها ممراحةٌ عند اللقاء.
مصرَ رغمً عداواتِ بعض بني جلدتي من غُلاة المثقفين يُسعّرون موقدَ الكراهيةِ ضدها إلا أن أمثالي رهطٌ عظيم يتظاهرون بالمحبةِ بلا امتراء ومِن هؤلاءِ شيخُ الروايةِ العربيةِ الطيّب صالح يُقدمُ انتقاداتهِ لمصرَ الرسمية علي رُؤوس الأشهاد غير أنّ أفضلَ النقدِ مايندُ عن محبة.
مصرَ في ذاكرةِ السودانيين هي مراقدُ آل البيّت ومقاماتُ الصالحين وسيّدنا شيخ البرعي يستشفي بي بركة أولاءِ دون “حقنة ومشرحة” غيرَ أنّ شاعرَ الحُبّ والشجن حَسنْ عوض أبوالعلا حالةٌ طارئةٌ في حبِ مصرَ فهو يدرسُ بها بكلية فيكتوريا وقد سّولت له نفسهُ القفزَ يسبحُ ببحرها ذاتَ يوم ليُصابَ بعلةٍ اقَعدته حتى رحيلهِ عن الدنيا وقدأنشدَ أعذّبَ أغنيات عميد الفن أحمد المصطفي:-
بطره حبيب أملي و منايا
وأبكي على هذي النهاية
و ببكي على تهديم بنايا
فيك يا مصر أسباب اذايا
وفي السودان همي و عزايا
صابر و لم أعلم جزايا