بيت الشورة
عمر الكردفاني
الجمارك والمواني …..لمن الغلبة ولم؟
لا يمر اسبوع الا ونقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي أن هنالك مشكلة بين قوات الجمارك السودانية والمواني ،وما حدث من قبل عن الحاويات المبردة غير بعيد إذ قمت وقتها بطرق أبواب الجهتين وقد فتحت لي إدارة قوات الجمارك أبوابها واجريت حوارات مطولا مع احدقيادات الجمارك وقد منحني الرجل معلومات موثقة قمت بنشرها على صفحات صحيفة الانتباهة وبعدها وصلت تلك المشكلة إلى المجلس السيادي ومجلس الوزراء وتم التوضيح أن إدارة الموانئ كانت مخطئة في تجاوز صلاحياتها إلى الدخول في صلاحيات قوات الجمارك،إلا أن الموضوع الذي يبدو أنه ذو أبعاد أخرى لم ينتهي وظلت المناكفات مستمرة وتوقف صادر اللحوم للأسف الشديد وفقدت البلاد ملايين الدولارات جراء تصرف فردي لا علاقة له بالقانون ولا باللوائح.
وبالامس انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ايضا صورة سيارة تتبع لقوات الجمارك مرفوعة على مبنى في تصرف لا يذكرني الا بأفلام الجاسوسية والكاو بوي وبالخط العريض مكتوب أن السيارة تحمل مواد مهربة وأول ما تبادر إلى ذهني هو كيف يمكن للجمارك أن تهرب سلعا او اشياء وهي المنوط بها منع التهريب واذا أرادت أن تقوم بالتهريب فمن الذي له الحق بردعها وإذا طمعت قوات الجمارك في سلعة فلماذا تتركها حتى تدخل الميناء ؟اما كان الأجدر أن تغير اتجاهها؟!
حملت السؤال برغم غرابته إلى صديق بالميناء فقال لي : ان العربة تتبع لشرطة الجمارك ووجودها داخل الميناء أمر طبيعي في إطار عملها الروتيني ولايوجد في العربة بضائع تم رفعها من ميناء سواكن بل فيها اجهزة تتبع الكتروني يتم ارجاعها للميناء من الخرطوم بعد وصول البضاعة لمحطتها النهائية لاعادة تشغيلها وموجود بالعربة (كيس صائم) يخص احد الزملاء تم توزيعه للعاملين بالجمارك به منتجات محلية كركردي …عدسية بلح زيت شاي…..الخ
وقد طلب مدير الميناء الكابتن (طه مختار) من السائق تفتيش العربة ورفض السائق الامر باعتبار انه يتبع لقوات نظامية ولايعرف مدير الميناء كما أن لا سلطة عليه من مدير الميناء .فاستنصرالمدير بعدد كبير من عمال الميناء وأمر سائق الكرين برفع العربة علي سطح المبني
في سلوك لايصدر من مدير مسؤل ورجل دولة في مواجهة عربة شرطة لها رمزية كان من الاوفق اخطار مديرالجمارك بالميناء او الشرطة او استدعاء لجنة أمن الميناء لتشكيل لجنة لحصر مافي العربة واتخاذ الاجراءت القانونية اذا وجدت مخالفة ولكن هذا التهور لايصدر من مسؤل والشرطة لها من الاجراءت والقوانين التي تردع اي مخالف من منسوبيها
هذ السلوك غير الموفق يقدح في سمعة قوات الجمارك ويضعف الروح المعنوية .للعاملين وهم يؤدون دور وطني كبير
وتصوير العربة وتركيز توزيعها علي وسائل التواصل الاجتماعي للتشهير دون إثبات المخالفة يبدو أنه عمل مقصود خاصة ان هنالك خلاف سابق لهذا المدير مع الجمارك ادي لوقف عمليات صادر اللحوم عبر البرادات بحجة فتحها في الميناء للمراجعة. وهذا الاجراء مخالف لإجراء الجمارك التي تراجع وتغلق البراد بالختم الاحمر في محل الشحن وتكون تحت الرقابة الجمركية حتي السفينة وأصحاب اللحوم يتضرر ون من فتح البراد في الميناء لان اللحوم تحتاج لدرجة برودة معينة وفتحها في سواكن مرة اخري يعرضها للبكتيريا والتعفن مما يضر بسمعة اللحوم السودانية في الأسواق العالمية لذالك توقف الصادر عبر سواكن حتي الآن بسبب تعنت هذا المدير .وهو مسنود من عمه مدير المواني
يبدو أنه عكس كل هذة الخلفيات في هذا التصرف غير المنطقي وختم مصدري غير الرسمي أن مدير ميناء سواكن معروف عنه هذه التصرفات الفردية وهذا الاستهداف لقوات الجمارك دون أي سند قانوني بل يتصرف كأي ناشط لا يعرف بالدولة ولا مؤسساتها
ثم ماذا بعد؟
انا شخصيا عجزت تماما عن تكوين فكرة عن الذي يحدث ليس لان الموضوع يكتنفه غموض بل لان دولة كاملة تقف عاجزة أمام موظف صغير يصر على لي عنق الحقيقة والاضرار بمصلحة الدولة العليا ويكفي انه أوقف صادر اللحوم رغم وضوح الرؤيا واتضاح أمر الرجل الذي يعمل منقادا إلى عمال الميناء الذين يرغبون في العمل على تفريغ اللحوم المبردة وإعادة شحنها رغم ما يكتنف ذلك من مخاطر تضر بهم ومخاطر اكبر تضر بالمنتج الذي يجب أن يظل في درجة برودة معينة حتى ميناء الوصول….أحد الظرفاء اقترح ان يتم منح أولئك العمال أجرة التفريغ والشحن عن كل حاوية دون أن يتم فتحها
المهم في الأمر أن هذه القضية رغم وضوحها الا ان حسمها مهم اليوم قبل الغد من أجل مصلحة الوطن