أحمد يوسف التاي : ما أشقى فؤاد أنصار الثورة

by شوتايم4

(1)
ما أشقى فؤاد المحبين والمشفقين على حكومة الثورة وأنصارها، فهم مابين موجة الإحباط التي ينفخ فيها الشانئون والخصوم المتآمرون، والأداء المحبط لمسؤولين استعصى عليهم الارتقاء إلى مستوى الثورة وعظمتها فهم بين مطرقة هذا وسندان ذاك …مسؤولون لم يبرحوا بعد محطة الصراع السياسي العقيم والدسائس والحفر والمؤمرات السياسية لإبعاد المنافسين وعزلهم… ومتآمرون على ثورة الشعب والتغيير لا يرعون إلاً ولا ذمة… ما بين هذا وذاك أكاد أسمع بكاء المشفقين بقلب صديع، وشماتة المرجفين خلف ابتسامات خبيثة، ولسان حالهم يردد : (مادي المدنية القلتو دايرنها)…
(2)
عندما يرى المشفقون ولاية الخرطوم بكل مدنها ومحلياتها غارقة في الأوساخ والقمامة، والطرق المتصدعة التي تمور بـ»الحُفَر» الصغيرة والكبيرة وما زال المسؤولون يتفرجون رغم أن الحكومة تستقطع رسوماً لصيانة هذه الطرق ولا تقوم بالصيانة مطلقاً، بينما وزارة الصحة في الضفة الأخرى تقاتل وحدها عدواً سجدت تحت ركائبه أكبر قوة في العالم، حينها يحقُّ للمشفقين أن يبكوا بقلب صديع، ويحق للشامتين أن يضحكوا كيفما شاءوا ، لأن المحليات كلها انحازت إلى صف “كورونا” بأن هيأت لها ظروفاً مواتية للقضاء على الأمة السودانية، ومن لم يمت بـ“كرونا” مات بالأوبئة الأخرى مثل الكوليرا والاسهالات المائية ونحوها..
(3)
وعندما يرى المشفقون الخلافات تضرب قوى الحراك الثوري الفاعلة، وتتحول الكفاءات إلى محاصصات وصراعات، ويترآى التشاكس المكتوم بين العسكر والمدنيين، وعندما يرون أن شعارات الثورة حرية سلام وعدالة تُداس بالأرجل حينها يحق للمشفقين على مستقبل ثورتهم أن يبكوا بقلب صديع وكبدٍ منفطر، وخواطر منكسر، ويحق للشامتين أن يرقصوا “القردية”..
(4)
وعندما يرى المشفقون عجز وزارات مثل التجارة والصناعة، والطاقة عن حسم فوضى الدقيق، والوقود، والغاز وتراكم الصفوف في زمن “كورونا”، يحق لهم أن يبكوا بقلب صديع ودموع عصية على الظهور، ويحقُ للشامتين أن يمدوا ألسنتهم بالسوء للنيل من عظمة الثورة، وزرع الاحباط في النفوس..
سؤال كبير ومهم ما الذي يجعل المحليات تتفرج على تلال النفايات والقاذورات الملقاة على الطرق الرئيسة، وهي التي تملك من الآليات والموظفين والعمال ما يفوق حد التصور؟!….
كنتُ أتوقع أن تستغل محليات الخرطوم أيام الحظر تلك وإغلاق الاسواق وخلو الشوارع لتعيد الخرطوم إلى سيرتها الأولى في الستينات حينما كانت شوارعها تغسل بـ “الديتول” صباح كل يوم، لكن للأسف زاد الحال سوءاً، وصرف العمال والموظفون رواتبهم، والتزموا بيوتهم ونام المديرون التنفيذيون والوالي على مقربة من طنين الذباب، والحركة المُموَّجة لديدان القمامات، ولم نسمع لهم ركزاً…
(5)
هذا المقال تم نشره العام الماضي، ونعيده اليوم بتصرف ولا نزال مكانك سر، وأخشى أن أضطر لإعادة نشره العام المقبل في هذا التوقيت…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

الانتباهة

Leave a Comment

عشرين − 11 =