جمال الدين حسين يكتب
الآن …..قبل فوات الأوان
فولكر وحكومة الأمر الواقع او (برز الثعلب يوما )
ظلت قيادات حركات الكفاح المسلح ممسكة على جمر القضية ردحا من الزمان وقد اتخذت من حبال الصبر امتدادا لصبر المعارك والبقاء على اراضي القتال وكل ذلك من أجل عيون ثلاثة أجيال،جيل وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا وجيل ما زال في شرخ الكهولة وقد ودع قريبا مرحلة الشباب وجيل ما زال يافعا ينظر إلى المستقبل المجهول وفي يديه شهاداته وجواز السفر ،كل هؤلاء يعتبرون أمانة في اعناق حركات الكفاح المسلح التي وإن جنحت الى السلم الا انها لم تتعود بعد على دعة العيش ورغده .
بعد كل هذا تأتي هذه الردة التي يقودها المستعمر الجديد وهو المدعو فولكر الذي اخذ على عاتقه تقديم كل متردية ونطيحة وما اكل السبع حتى تكون الحكومة القادمة طوع بنانه يفعل بها ما يشاء ويوجهها حيث يريد دون حسيب او رقيب وهنالك إجماع زائف يقود الرجل إلى التصديق انه إنما يخاطب جموع الجماهير السودانية وانه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كونه الرجل الذي وحد السودانيين على قلب رجل واحد وهو لا يدري ان خطوته هذه هي اللبنة الأولى في بداية نهاية دولة اسمها السودان
نحن في العدل والمساواة لسنا بدعا من حركات الكفاح المسلح ولسنا بمعزل عن الشارع العريض والذي ما زال يراهن على رجل الإقتصاد والسياسة و(الكوماج) الدكتور جبريل ابراهيم واصحابه الاشاوس في حركة العدل والمساواة ميراث العدل والشهادة والفداء،هذه الكلمات على حدتها ما هي إلا اشارات إلى ضوء الفنار البعيد الذي وإن بدأ ضعيفا الا انه المنقذ الوحيد من تلاطم الامواج وظلال الفناء في محيط من الشكوك المدلهمة
إن ما يدور في بلادنا هذه يحتاج إلى وقفات ووقفات قبل فوات الأوان لان من يظن أن المستعمر القديم قد يتوب إلى الله متابا ويعمل على خير السودان وسعادته فهو وأهم كل الوهم ومن يريد أن يقرأ التاريخ فليعود إلى طفولته خاصة إلى المرحلة الابتدائية (على أيامنا) وينشد مع المنشد
برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله اله التائبينا….
إلى آخر هذه القصيدة الرائعة