الدكتورة مريم حمدان ترثي شقيقتها ……يا له من رثاء

by شوتايم2

 

 

 

مقدمة من المحرر:

عرفت الكاتبة الدكتورة مريم حمدان طفلة هادئة رزينة وطالبة مجتهدة إذ كان لي شرف أن درستها في إحدى مراحلها الدراسية لاعود واتابع مسيرتها الأكاديمية الباهرة بعد ذلك وهي تجتاز صعاب العلم وترتحل ما بين فيافي ووهاد السودان الذي لم يسع علمها الغزير وطموحها الذي لا يحد لتستقر مع اسرتها الصغيرة بارض الحرمين الشريفين ،رغم بعد المسافات ظلت لصيقة باسرتها الكبيرة إلى أن فجعنا جميعا بيد القدر تقطف اينع ازهار تلك الاسرة الكريمة ….سلمى .صمتت الدكتورة مريم حتى كدت اظنها لن تكتب …..ويا لها من كتابة ويا له من رثاء فتح جروحا وايقظ اشجانا واستدر الدمع من مقلة كدت اظنها نسيت طعمه وطمرت مجاريه….اترككم مع هذه الكلمات التي وان كتبت بمداد من دم فانها تستحق أن تذهب …..

 

 

٣١يناير.. الذكري الأولى لرحيل الجميله الحبيبه سلمي.. سلوم.. او.(سليمه) كما كانت تحب ان تناديها امي الحبيبه اومضت ام بيان.. .. اسافرت ذلك السفر الابدي الذي لا رجعه منه.. لم تودعنا ولم نتزود منها بآخر نظره تعيننا على حزن القادم من ايام قد نعيشها بعدها.. رحلت صغيرتنا المدلله بحكم سنها الغض وترتيبها في الاخوان.. وكبيرتنا في نفس الوقت بحكم احساسها العالي بالمسؤولية و بمن حولها.. كانت حلقة الوصل بيننا وبين الاسره في كردفان كان بيتها منزل رحب للقادم من نيالا الي الخرطوم وبالعكس.. تلقاك بترحاب عجيب.. تستبشر ان جاءها عابر سفر.. كانت تردد دايما انتم من ريحة الاحباب.. يا الله من رحيل الشباب..كم هو موجع ذلك الغياب يا الله من التفاصيل والذكريات.. لم تكن شقيقه صغرى فحسب علاقتي بها متفرده كتفرد اخلاقها وصفاتها وفهمها العميق.. كانت رغم فارق السن.. الاقرب والاحب كانت صديقه واخت ورفيقه كانت بالنسبه لي مجموعة اشخاص في شخص واحد.. كنت مستشارها في كل كبيره وصغيره.. كانت تهرع لي في كل ما يضايقها..وهي صبيه في المدرسه وانا كنت في الجامعه علاقتي بها علاقه بنوه اعود من السفر اجازتي كلها تكون لصيقه بي كنت أنس بها واحب كلامها واسلوبها الهادئ في الحديث.. وهي يافعه في الجامعه كانت صديقتي ورفيقتي كانت تزورني كثيراً رحلتها الراتبه بين الخرطوم ومدني تهل علي كهلال العيد فافرح ويفرح صغاري بمقدمها الجميل..وعندما تزوجت صرنا نتبادل الزيارات اسافر لها في النهود او تاتيني مع اسرتها الجميله في مدني.. سلوم يا قلبي ماذا اكتب وماذا اقول.. لقد لطمتني الحياة بفقدك. فقدت صديقتي واختي وشقيقتي.. فقدت سندي.. كانت تحب اخوتها حب فوق الوصف.. اي قلب تحملي ياسلوم اي روح تلك التي كانت تسكنك.. كانت فريده حتى في علاقاتها بصديقاتها.. تبهرني دوما بمقدرتها على تكوين صداقات لطيفه مع زميلاتها اللائي ما زلن يحفظن لها ذلك الود الجميل عزه.. الاء.. سومه.. اشواق.. صفاء.. نفيسه.. و القائمة تطول.. عقد عجيب وتواصل ما رايت مثله لقد بكنها كما بكيناها نحن.. وليت البكاء شفا لنا غليل.. ترجلت سلوم باكرا تاركه صغارها الذين وصتني عليهم وكأنها كانت ترى ما لا نراه كانت تحبهم فوق الحب وكأنها كانت تحس ان سنواتها معهم قصيره.. تركتهم زغب الحواصل لا يدركون عن مرارة رحيل الام شيئآ.. وخلفت في قلب والديها واشقائها الما لا تداويه الايام… هاهي الايام تمضي ياسلمى وانا اجلس في يوم كهذا اتابع معك تفاصيل دخولك المستشفى.. سهرنا في يوم كهذا للصبح تتقاطع مكالماتنا بين النهود ونيالا وانا من بعيد في قلق لا احد يطمنا عليك وانت بعيده عنا وقد كنتي قبل سويعات تتضحكين وتطمنينا بان الامر بسيط وانك ذاهبه لولادة جنين قد سلف وتعودين لصغارك الذين وصيتيهم على انفسهم قبل خروجك الذي لا عوده منه.. سنوات قليله مع اسرتك الصغيره.. بضع سنوات مع الدليل.. بيان. غفران ثم كان نصيب احمد عامان الا اسبوعين هذه الفتره القصيره كنتي فيها نعم الام والزوجه حرصتي فيها ان تتركي لهم ذكريات تناسب اعمارهم.. لم تكن سوى اعياد ميلاد بسيطه تضفي عليها روحك الطيبه جمالا والقا.. كنت تخططين لتخريج بيان وكيف سيبدو ختان احمد وهاهي بيان تتخرج وتخطو أولى خطواتها للدراسه وانتي لست معها.. بنتاك يفتقدناك بشده..يوميا يذكرن مواقفك الصغيره بحب طفولي يؤلم القلب.. هكذا كانت تمشي ماما.. هكذا كانت تلبسنا.. هكذا كانت تقول هكذا كانت تضحك.. غفران تسال بفرح طفولي متى تحضر ماما من الجنه!.. واحمد لانه لم ينطق بعد الا ان عيناه تبحثان عنك في وجوه النساء اللائي جئن لعزائك.. كان يمسك ثوب كل واحده وكأنه يقول خذيني الي امي فقد طال انتظاري ولم تأتى…. وامك ياسلمى.. لو كانت في تمام عافيتها لرثتك ولقالت عنك بحكمتها المعروفه وكلماتها الرصينه ما لم نستطيع قوله نحن.. افتقدتك وافتقدت جزعك عليها وتواصلك الصباحي الدائم في الاطمئنان عليها والاستماع لها كنت صغيرتها المدلله. وابوك ياسلمى يصبرنا و وهو يبكي..هنيئا لك برك بوالديك.. و رضاهم عنك ودعائهم الدائم لك.افتقدك وافتقد رفقك به وتفاصيل اهتمامك به وكأنك اخذت دوره مثلما كان يدللك في صغرك فها انت تدللينه في كهولته.. اخوتك ياسلمى وحبهم لك.. وماادراك عن حبهم ووجعهم وفقدهم لك…. متجلدون رغم الالم..المشاوير الذكريات المواقف.. واللمات بعد كل اجازه نلتقي فيها في البيت الكبير انا قادمه من البعيد وانتي تتفقين معي في اخراج مفاجاتهم بقدومنا الذي يفرحهم.. السهرات في حوش بيتنا التي تزينيها بالضحكات والونسات التي لا تنتهي.. الاعياد.. فقد كان العيد عيدين بمقدمك الجميل كنتي تنثرين الفرح على من حولك.. وكأنك تتزودي منهم لرحله طويلة المشوار..اينما التفتوا وجدوك سند ومحبه وراي سديد رغم صغر سنك وحداثة تجربتك في الحياة. صغارنا ياسلمى بالروعة محبتك لهم وكأنك لم تنجبي.. كل منهم تحبينه بطريقتك فخزائن الحب عندك حبلى لا ينضب معينها خالتو سلمى لقب غاب عن بيتنا اليوم ولا يذكر والا وطيف دمعه في العيون تشي بغيابك المر.. فانت عندهم جميعا خالتو سلمى اللطيفه الحبيبه حتي الذين تكونين في مقام عمتهم ينادوك بخالتو.. الدليل زوجك لقد حفر رحيلك في قلبه الما اراه في ملامحه.. كلما تكلمت معه… زارك مرارا في مرقدك البعيد.. اتصلت عليه في اول رمضان وانتي غائبة.. اتاني صوته حزينا ولكنه متجلدا يقول انه يفتقدك.. يفتقد وجودك في بيتكم الجديد.. هذا البيت الذي بناه لك ويخطط ان تنتقلوا اليه بعد ولادتك. لم تدخليه قط بالرغم من انك اخترتي تفاصيله بنفسك فقد دخلتي دار اخرى وسكنتي مدينه أخرى وعالما اخر.. بعيدا عن عالمنا.. ودع النهود واودع فيها قطعه من قلبنا وقلبه وسدها الثرى.. وانتي تخططين لدارك الجديده في الفوله ماعلمت ان ان هنالك دار أخرى قد اعدت لك.. نسأل الله ان تكون خيرا من دار الدنيا وجوارا خير من جوار الدنيا.. واهل خير من هل الدنيا.. صويحباتك وجاراتك لم ينسنك من الدعاء.. ايام طويله وهن يتواصلن معي يشاطرنني الحزن والفقد الجلل..يتفقدن والديك وصغارك.. عزه ما فتئت تدعو لك يوميا بلا كلل وتترحم عليك.. كيف وان النهود باهلها ممن يعرفوك بكوك بحرقه وشهدوا لك بما لا يدع مجالا للشك بانك كنت قدوه وخير سفير لاسرتك وسطهم.. ونسابتك واهلك بكوك كما لم يبكي احد عندهم فقد قالو كنتي شجرة الظل التي أوت الجميع تحت ظلها.. نسال الله ان يظلك ويظلنا يوم لا ظل الا ظله. (اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث) برك بمن حولك.. جعل لك أبناء اكثر مما نتصور..نحسب ان عملك لم ينقطع عن الدنيا لانك تركتي سيره نديه عطره.. عنداهلك ومعارفك و جيرانك وزملائك.. نسأل الله ان يستجيب لدعائهم جميعهم شهدو لك بطيب وحلو المعشر..ودماثة الأخلاق تركتي مواقف جعلتنا نفخر ونسعد بانتماءنا لك وليس العكس..عمن اكتب واقول فقد شعرت ان رحيلك لا يخصنا وحدنا كل كان يبكيك بطريقته ويفتقدك بطريقته هنيئا لك الشهادة من كل هذا الكم من الخلق نسال الله ان تكتب لك عند الخالق حسنات مضاعفه وان يتقبلك عنده قبولاً حسنا طبتي وطاب مرقدك وجمعنا بك في جنةٍ لا يفنى نعيمها .

1 comment

مني ساتي 31 يناير، 2023 - 7:38 م

ربنا يرحمها ويغفر ليها.وريدخله فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا و يصبركم دكتوره مريم

Reply

Leave a Comment

ثمانية عشر + 6 =