ومريم تعتبر أن زعامة والدها مستحقة كونه مفكرا وزعيما سياسياً يمتلك الكارزيما وتبرر هذا بقولها (لأن مافعله الإمام الصادق من أشياء كويسة واضحة بمعايير دولية لكونه مفكر وله مشاركاته ومادايرة ليها اجتهاد ولا مدح لكونه ود الجهة الفلانية ولا حفيد الرسول مرجعا استراتيجيا من العالم كله وأنا أقصد بالمعايير الموضوعية أن نستفيد منه ومن علاقاته.) أذن فإن أعجاب د. مريم بوالدها هو الذي جعلها تتلمس في دواخلها أشواق السير في خطاه فسعت بخطوات في هذا الإتجاه كانت لبنتها الصناعة والتخطيط أكثر من كونها مدفوعة بالمرجعيات الذاتية التلقائية التي توصل إلى ذلك الإتجاه فقد حرصت مريم أن تلتحق بجيش الأمة المعارض في ذلك الوقت برتبة رائد وتدربت على السلاح في إطار صناعة نمطية النجم السياسي المناضل وحين عاد والدها بعد المصالحة مع نظام الإنقاذ خاضت حتى الثمالة معتركات العمل السياسي النشط والذي شمل حراكاً إتصاليا وحركياً مع القوى السياسية خاصة المعارضة والقطاع الإعلامي والرموز الفكرية والثقافية فقد أعتادت أن تتواصل عن طريق الرسائل النصية والواتساب أو الأميل لنقل أخبار الحزب أوالتفاعل السياسي العام ، كل ذلك ربما كان في إطار صناعة الكارزيما السياسية التي تفضي إلى زعامة سياسية حين تنضج الظروف الموضوعية لذلك ، لكن مع ذلك لا يمكن لأي منصف أن يجرد د. مريم من القدرات السياسية والحضور الإعلامي الجيد ، غير أن تلك القدرات أذا لم تكن في صياغ الوراثة التاريخية لعباءة والدها فلن يكون لها التمايز النوعي في ظل حزب كبير لا يخلو من الكوادر المؤهلة عبر تاريخة الطويل
لكن ما يميز د. مريم بعدها عن الصفوية ربما بطبيعة نشأتها بأم درمان و دراستها في المدارس الحكومية حتى المرحلة الثانوية وجامعة الخرطوم كلية العلوم لمدة عام، ثم التحقت بكلية الطب بالأردن ودراسات عليا في الطب بليفربول وبانجلترا، وماجستير تخصص أطفال بجامعة الخرطوم حوالى عامين نسبة لإلتحاقها بجيش الأمة، وقالت مريم أن لها عدة صداقات في المدارس التي درست فيها وأنها لم تكن تجاري الموضة وتحب لبس الدمور ، وهو أمر يؤكد أن مريم كانت تحسس بحزاقة صناعة الزعامة السياسية على نار هادئة ، ويقال أنها معجبة بالزعيمة الباكستانية الراحلة وتطمع في لعب نفس الدور وحين سألتها صحيفة الشرق الأوسط عن أوجه المشاركة بينها وبين بناظير رئيسة وزراء باكستان الراحلة فقالت بإعجاب ( لقد تابعت سيرتها ومسيرتها وإنها في تقديري سيدة مقدامة تدعو للإعجاب والتقدير، وظلت تناضل من أجل الديمقراطية والحرية والرفاهية لشعب باكستان، ولقد كان بمقدورها عندما أبعدت عن بلادها أن تعيش في هدوء وأمان، إما في بريطانيا أو في البلدان العربية، ولكنها آثرت الوقوف بجانب شعبها وقررت العودة إلى وطنها، ولقيت حتفها. ولقد خسرت الحياة وكسبت المكانة المتميزة في التاريخ، وآمل ممن جاءوا بعدها أن يعملوا من أجل ما ناضلت من أجله للشعب في إحلال السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الكريمة في باكستان.) هكذا يبدو اعجابها بالزعيمة الباكستانية التي تولت رئاسة الوزراء في بلدها الإسلامي المحافظ غير أن كثير من المحلليين يرون ان الواقع في السودان أكثر تعقيداً من باكستان خاصة في ظل حزب طائفي مثل حزب الأمة فضلاُ عن التقاطاعات والتنافس بين قياداته التي أنشق بعضها من الحزب .
منافسة العمالقة
في عهد ثورة ديسمبر شاركت مريم الصادق لفترة محدودة في مفاوضات الحرية والتغيير مع المكون العسكري للوصول لصيغة حول تقاسم السلطة بين الطرفين ، لكنها لم تشارك بالفاعلية المطلوبة في الحراك السياسي الساخن والملتهب في تلك الفترة بعد المشاركة في المفاوضات حيث كانت الانظار موجه نحو والدها زعيم الحزب التاريخي والأكثر كارزيما ليس فقط في داخل حزبه بل في الأحزاب المنافسة أيضاً
وهاهي د. مريم تخطو خطوة مهمة في مستقبلها السياسي عندما تم تعيينها لوزارة الخارجية ، في ظل مرحلة حرجة تمر بها البلاد تعج بالتقاطعات والتباينات في الرؤى السياسية ، سيما في قضية التطبيع مع إسرائيل التي عارضها زعيم الحزب الراحل بيد أن الرئيس المكلف فضل الله برمة لم يحدد رأياً قاطعاً أزاء هذه القضية وحصر رأيه في حوار مع الانتباهة بأن الثمن المدفوع من الحكومة قليل وكأنه خرج بالقضية من طابع المبادئ المجردة إلى مجال المساومة المرتبطة بالثمن
مقاربة حرجة
يرى بعض المراقبين إن وزارة الخارجية تولى إدارتها عدد من عملاقة السياسية في السودان عبر الحقب المختلفة آخرهم د. منصورخالد في عهد الرئيس السابق حعفر نميري الذي اطاحت بحكمة انتفاضة شعبية في ابريل 1985 ، وهو أمر سيضع مريم (المنصورة) كما يلقبها والدها الراحل في مقاربات حرجة رغم امكانتها المقدرة في العمل السياسي
توريث الزعامة
قبل عدة سنوات في العهد البائد تفاجآت الأوساط السياسية وربما حتى في حزب الأمة ببيان مقتضب منسوب إلى د.مريم الصادق عبر الواتساب تشير فيه أنها أبلغت بتعيينها نائباً لرئيس الحزب وأنه كان قد أبلغت بذلك في أثناء أعتقال الصادق المهدي غير أن بعض القيادات نفت هذا الأمر ، لكن فيما يبدو أن الخبر كان بمثابة بالون أختبار فربما آثر زعيم الحزب الصادق المهدي أن يكون خارج البلاد عند تسريب هذا الخبر حتى يدرك حجم رد الفعل من داخل الحزب ومن الشارع العام خاصة الإعلام ومن ثم يبني عليه موقف محدد أما بتعليق التكليف إلى أجل غير مسمى أو يعلنه في حالة كان هناك قبول مناسب أو حتى إنقسام بين مؤيدين ورافضين وبالرغم من كل المؤشرات كانت تشير إلى توريث زعيم حزب الأمة لأبنته المحببة لدية إلا إنه لم يفعل أو ربما داهمة الداء المفاجئ وربما آثر أن يترك الباب موارباً لوج أي من أولاده لرئاسة الحزب لكن عبر مؤتمر عام يقوم بإنتخابه بالتزامن مع تلاءم الظروف الموضوعية الموضوعية لتحقيقه وحتى ذلك الحين ستستمر مريم الصادق في تمارينها العنيفة أو الهادئة نحو السير الهادئ نحو الزعامة .
الانتباهة