تاركو ….ما طار طير وارتفع …..الا وشحذ الحاقدون نبالهم
كنت وما ازال من خلال هذا العمود أسعى للكتابة التي تفيد القارئ خاصة الجوانب الاجتماعية والثقافية ،وأنأى بنفسي عن الصراعات ليس خوفا نن جهة او أحد ولكن خشية أن اميل إلى تغبيش رؤية الرأي العام الذي يعول علينا كثيرا معشر كتاب الرأي،إلا أن قضية تاركو الحت على ذهني كثيرا بسبب توقيت ما يمسها ،فما أن تعلن تاركو عن خطوة في اتجاه التطور حتى تبرز اخبار تبدو مصنوعة للنيل منها وما ان تقوم بتطوير لاسطولها لنفخر به بين الدول حتى يبرز من يقدح في ذلك الانجاز ،ثم أن ما أثير حول مديرها مؤخرا يبدو كأن ما ارتكبه من جناية كان حلالا ثم فجأة تحول ذات الحلال إلى حرام او أن ما ارتكبه يوما كان مرضيا عنه ثم فجأة أصبح من الأشياء التي تثير الغضب ،والرجل الذي لا أعرفه ولم التقه يوما يبدو أنه آثار غضب البعض ممن يجيدون حياكة المؤامرات إذ لا يمكن أن يتم إتهام شخص بسرقة طائرة وتقويض اقتصاد السودان ثم يتم الإفراج عنه ذات اليوم من هذه التهم التي تطيح بالحكومات وتغلق مؤسسات اقتصادية بالضبة والمفتاح والشمع الأحمر ،وبعد أن تهدأ الأمور يتم القبض على ذات المتهم البرئ ويتم الزج به في الحراسة مع التشديد أن لا يتم الإفراج عنه الا بعد دفع بضع وعشرين مليون دولار،إذن ذات التهم التي كانت تساوي مليارات الدولارات تقزمت الآن واصبحت بضع ملايين، إذن فإن بالأمر الكثير من الاستفهامات!!!!لماذا اطلق سراحه عندما كان متهما بتقويض إقتصاد السودان وسرقة طائرة ولا يفرج عنه عندما استولى على بضع وعشرين مليون دولار ،انا هنا لا ادافع عن الرجل ولكني ادافع عن (مخي ) الذي رفض أن يستوعب هذه ال(غلوطية)غير المنطقية،فنحن الآن تحت ظلال ثورة من أعظم ثورات البلاد لأنها الأخيرة والتي بعدها اما أن يكون السودان او لا يكون ،ومثل هذه الأحداث قد تزيد هذا الوطن بعدا عن العالم الخارجي وتسئ اليه لأن العالم يقبل كل انواع الموبقات ولكنه لا يقبل فساد الدول وظلم الحكومات ،ومن يتهم شركة هي الأكبر في مجال النقل الجوي بل واصبحت منافسا لكبريات شركات الطيران العالمية هذه الاتهامات إنما يطعن اقتصاد وسمعة السودان في مقتل لأن العالم أصبح الآن يعول على الرساميل الوطنية التي تقيل عثرات الدول وتنقذ الشعوب من الجوع والمسغبة
ثم ماذا بعد ؟
نشاهد دائما ونصفق لأناس من دول متقدمة يضربون أمثلة رائعة في الترابط والتكاتف خاصة عندما يبدأ أحدهم في السقوط لتجد ان الجميع يقدم ما لديه ليمنع ذلك السقوط المحتوم، وهو سلوك يتعلمه الصغار منذ رياض الأطفال والفصول الصغرى من المدارس ،ولكن نحن هنا في بلاد الإسلام لا يفرحنا الا سقوط الأقرب إلينا فبرزت الجملة الشهيرة:هم يظلون خلف الفاشل حتى ينجح ونحن نظل خلف الناجح حتى يفشل ومن أكثر المأثورات التي نحب (ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع )وصار واقعنا :ما طار طير وارتفع الا وشحذنا نبالنا للايقاع به، وحسبنا الله ونعم الوكيل