بيت الشورة
عمر الكردفاني
اجيال واّمال….شكرا دلنج سودان
تستلم اجيال الراية من سابقتها فتستمر الحياة وتعتبر الذاكرة الجمعية للمجتمع هي المخزون الاهم لتوارث الثقافة بل واللغة بالطبع ,وحتى القران الكريم المحفوظ من لدن عليم خبير يعتمد على التناقل الشفاهي للترتيل والحفظ ,الكثير من طلاب الجامعات يعتبرون الدراسة الشفاهية للقران هي الحفظ والتجويد الامثل الى ان يصطدموا بحلقات الذكر التى تقام بالمساجد فيجدون انفسهم بحاجة الى مراجعة طريقة حفظهم لان التلاوة بالمسجد علاوة على تواتر القراءات بصورة تحفظ طريقة الحفظ والتجويد انما هي الطريقة التىيحفظ بها الله سبحانه وتعالى القران والله اعلم ,لان اجتماع الناس لتدارس القران بالمسجد جزء من التوجيه الالهي للمسلمين لتدارس القران ,وحلقات التلاوة مذكورة في القران والحديث بانها المجالس المحضورة (وذكرهم الله فيمن عنده )
ومن اللحظات التى لا تنسى تلك اللحظات التى يمسك بها استاذ المادة اصبعك الصغير لتدوين ما قرأته داخل الفصل على الارض ,نعم على الارض فيضغط اصبعك الصغير الغض ممررا اياه على رسم الحرف او الرقم على الارض حتى تحفظ ولا تنسى (طبعا ذلك على ايامنا ) ولا زلت اذكر استاذي العزيز صلاح محمد صالح (صلاح حديدة ) والذي اصبح الان (دكتور صلاح) الان بحمد الله وهو في طريقه الى نيل الاستاذية ,لا زلت اذكر لحظة وضع اصبعي على الارض ممررا اياه على الحرف (أ)تلك اللحظة الفارقة في حياتي والتى جعلت مني من ترونه الان بحمد الله
ثم ماذا بعد؟
العرفان للاساتذة يجب ان يكون اكثر من مجرد كتابة اعمدة صحافية كحالنا او التندر باعمالهم ,يجب ان يكون هنالك فعل ايجابي وهو بالتأكيد ليس ايجابيا تجاه الاساتذة فقط بل هو ايجابي تجاه الوطن ,فالنهوض بالتعليم هو نهوض بالامة وهو وضع الامة في طريق الرقي فالانسان الذي يتلقى تعليما مميزا في بيئة معافاة من استاذ هيأت له الدولة كافة اسباب العمل الجاد المثمر ,انسان كهذا سوف يتخرج في نهاية دراسته معافى من كل ادواء العصر من نفاق وغش وتهافت على المال وخيانة بل وحتى ضعف الايمان والله اعلم
التحية لاساتذتنا الاجلاء اينما وجدوا على امتداد هذا الوطن الشامخ والتحية لزملائي ودفعتي بمدارس مدينة الدلنج وقد ابتدعوا مدونة يستضيفون من خلالها اساتذتنا للتواصل والذكريات وقد استضفنا الاحد الماضي الاستاذ سليمان حمودة والقائمة مستمرة ,شكرا محمد حماد شكرا اميقوا ويوسف مساعد والصادق يوسف ومعتز عادل اسماعيل الاعلامي المتميز وكل العقد النضيد من دفعتي المميزة وفخر ايامي الباقيات شكرا لكل من لم اذكره,شكرا دلنج سودان
صحيفة اول النهار….
..
25 مايو 2016