تقرير :عمرالكردفاني
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي اليومين الماضيين بسبب إشاعة تلقفها الكثير من الإعلاميين مفادها أن امين عام الصندوق القومي لدعم الطلاب البروفسير عصام عباس كرار قد استأجر طائرة خاصة في رحلة داخلية ،والبروف الذي سافر على رأس وفد صغير هبط مطار الجنينة وسط حشد ضخم من ركاب رحلة تجارية كانت في طريقها إلى حاضرة ولاية غرب دارفور وكان واضحا من حجم الطائرة أنها ليست من الطائرات التي يتم إيجارها للوفود، وقد استعرض كرار أمام الإعلام تذكرته التي صعد بها إلى الطائرة محتفظا بحقه في سلوك الطريق القانوني .
الكثير ممن يعرفون البروفسير عصام عباس كرار كتبوا عن هذا الأمر منتقدين الطريقة والتوقيت الذي انتشرت فيه الشائعة كون الرجل اكاديمي ضليع وله عدد كبير من الدراسات والكتب المنتشرة ويعرف عنه طلابه وموظفيه التواضع والسعي في خدمة كل من ينتسب إليه بل بدا البعض في سرد وقائع تثبت ذلك مشيرين إلى أنه وفي وقت قصير نجح في النهوض بالصندوق وخدمة هذا القطاع العريض الذي اصبح في أمس الحاجة إلى الخدمات للظروف الخاصة التي تمر بها البلاد .
وحتى رحلته إلى دارفور كان لها وقع خاص إذ أسماها بعض طلابه بزيارة تضميد الجراح لان ولايات دارفور لها وضع خاص ويجب الاهتمام بطلابها للحاق بركب زملائهم في بقية أنحاء البلاد.
احد زملاء البروف ضحك وهو يقول :الحمد لله ان هذه الشائعة سلطت الضوء على البروف الذي لم يكن يحب أضواء الإعلام حتى أن الكثيرين لم يكونوا يعلمون أنه تسنم هذا المنصب الرفيع الذي هو أهل له وقد ملأه بحنكة واقتدار .
بقي ان نشير أن هذا الأمر قد سلط الضوء على مشكلة كبيرة اعترت بلادنا لانه عوضا عن عدم التثبت وتصفية الحسابات عبر شائعات الوسائط الاجتماعية فإن انتشار الشائعة عبر الكثير ممن يثق فيهم القارئ تأخذ منحى خطيرا خاصة عندما يتعلق الأمر بعلماء البلاد الذين ينافحون عنها في المحافل المحلية القومية والعالمية
وقد تمثل البعض قول الشاعر:
وإذا أراد الـلـه نشــر فـضـيلـة *** طـُويـت أتـاح لهـا لسـان حسـود
لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يُعرف طيبُ عَرف العود