احمد يوسف التاي : قبيل الإنهيار

by شوتايم3

(1)

دول كثيرة، وإمبراطوريات عديدة، وممالك كانت ملء السمع والبصر إنهارت، وتعددت أسباب الإنهيار والتمزق بعد أن بلغت من المجد والفتوحات والنهضة مبلغاً عظيماً..

ولاشك أن أسباب إنهيار الدول كثيرة، لكن هناك أربع مؤشرات تشكل عوامل مشتركة وحاسمة في إنهيار الدول، وفي هذه المساحة نستعرض العوامل الثلاثة ونسقطها على بلادنا التي تمر الآن بظروف بالغة التعقيد والتدهور، وإن لم تصل مرحلة الإنهيار بعد..

(2)

أولاً : ضعف سيادة القانون وإنتشار الفوضى :

ومن أهم نتائج ذلك إرتفاع معدلات الجرائم ، والإنفلات الأمني والتفسخ الأخلاقي ، وحينها ينتاب المواطن شعور عام بالخوف والإحباط والقلق والتوتر على نحو يحد من قدراته الذهنية والبدنية ونحوهما، وهذا بدوره يؤثر على كيمياء الإبداع والخلاقية والطاقات البشرية الضرورية للإنتاج..

وكنتاج طبيعي لغياب سيادة القانون تفقد الدولة القدرة على ضبط الأداء العام، وتحصيل الرسوم والضرائب، بالتالي العجز عن تقديم الخدمات الأساسية.

(3)

ثانياً: عدم قدرة الدولة على تحقيق أهم وظيفتين حماية المواطن، وتحقيق العدالة وردع الظلم :

و من أهم نتائج ذلك، ضياع هيبة الدولة، وفقدان المواطن الثقة في مؤسساتها وأجهزتها وفي هذه الحالة ينشغل المواطن بالبحث عن وسيلة للدفاع عن النفس وإنتزاع الحقوق ) لكونه يشعر بغياب الدولة، وإذا غابت الدولة في الشعور العام يعني عملياً أنها ليست موجودة..

(4)

ثالثاً:إختلال معايير إختيار المسؤولين والمعاونين والمستشارين

وهذه تمثل النقطة الحاسمة في إنهيار الدول

،وذلك عندما يتم توزير شخصيات فاشلة وغير مؤهلة في إطار الترضيات السياسية والموازنات القبلية، والمحاصصات في عملية تقسيم الكيكة على المتصارعين على كراسي الحكم.

(5)

رابعاً: لجوء السلطات إلى أساليب القمع والتنكيل والإقصاء لحماية السلطة من الشعب، وفي هذه المرحلة تصبح السلطة القائمة مثل الأسد الجريح، أو القطة الجائعة التي تستسهل إلتهام صغارها، حيث لا تتورع من سفك الدماء والقتل، وإقامة المجازر البشرية..

(6)

خامساً: رعاية الدولة لشبكات الفساد، والتي تصبح هي المتحكم في الإقتصاد، والأنشطة الإقتصادية المحرمة، مثل التهريب وتزوير العملة والمضاربات، وتجارة المخدرات وغسيل الأموال وممارسة كل أنواع الأنشطة الطفيلية المدمرة للإقتصاد..وفي هذه المرحلة تصبح الدولة غير قادرة على التصدي للأزمات والمشكلات التي تواجهها…

(7)

هذه المؤشرات مجتمعة تعكس حقيقة واحدة وهي أن الدولة ماضية نحو حافة الإنهيار والهاوية، ولاسبيل إلا إشعال ثورة شعبية تقتلع رؤوس الفساد، وتصحيح المسار قبل الوصول لحافة الإنهيار، وإلا فالحروب الأهلية والسلب والنهب وتقسيم البلاد إلى دويلات .. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين.

Leave a Comment

16 − واحد =